شبكة و منتديات العرب المسافرون - (@) دليل الحيران في بكين وهونان

http://www.arabtrvl.com/up/uploads/a...1624121024.gif

هَمَسَاتٌ تَشْوِيقِيَّةْ

هُـنــــاكَ ... خَلْفَ السَّـــــــحابْ
هُـنــــاكَ يا صَغِيرَتِي ... خَلْفَ السَّــحابْ
رِيشَــــةٌ تُرَفْــرِفُ ... فَـوْقَ قَبْـــرِي
بَعْــدَ دَفْــنِــي تَــحْــتَ التُّــرابْ

هُــنــــاكَ يا صَـغـيـرَتِـي ... رِوَايَــةْ
نَـسَـجْـتُـهَا ... ضَـمَـمْـتُـها فِي كِـتَـابْ
وَرِيــشَــةٌ تُرَفْـرِفُ ... بِــبَعْـضِ حِـبْـرِ
وَضَـعْـتُـهَـا ... أَضَـعْـتُـهَا ... فِي سَـرَابْ

http://www.arabtrvl.com/up/uploads/a...1805741011.jpg

لتستمتعون بهذه الصورة وصورٍ أخرى من رحلتي إلى الصين وبحجم أكبر
تابعوني في حلقاتي الأسبوعية من :e513: دليل الحيران في بكين وهونان

http://www.arabtrvl.com/up/uploads/a...1624121024.gif

http://www.arabtrvl.com/up/uploads/a...1620327631.gif
دراسة وتخطيط مسار الرحلة - الجزء الأول
سعر صرف العملة الدولار مقابل اليوان
1 $ = 6.6 ¥
http://www.arabtrvl.com/up/uploads/a...0776748221.gif

إختيار وجهة السفر :

ليلةٌ من ليالي ديسمبر الباردة، كأسٌ من الشاي يشارِكُني دفءَ السرير، أَتنقل ما بين القنواتِ باحثاً عن مهربٍ خارجَ هذا الكون، عن مشهدٍ لضبعٍ يتجولُ في سافانا إفريقيا الواسعة، أو ضِفدعٍ يقفزُ في غاباتِ الأمازون المطيرة، عَنْ قِمّة جبلٍ تُصارعُ الغيوم، أو قِرشٍ يُهاجمُ حوتاً في قَعرِ المحيط. أَبحثُ عَنِ الطرفِ الآخرِ من الكونِ الذي لم أكتشفه بعد. لا أدري كيف ومتى أُصبتُ بفايروسِ السفرِ والاستكشاف، وكيفَ أدمنتُ المغامرةَ والتحدي، لكن الله أرادَ ومن أنا لأخالفَ إرادةَ الله.

"هيا بنا لنزور أخطر الجسور الزجاجية المعلقةِ حول العالم، وأطولِ تلفريك، هيا بنا نُلامسَ الغيوم، هيا بنا نَستكشفَ أعمدةً مِنَ الجبالِ الشامخةِ، وندخلَ بوابةَ السماء، هيا لنتعرفَ على الحضارةِ القديمةِ في بيوتها وعاداتها، هيا بكم معنا إلى (الصين)"، خَتَمَ المذيعُ كلامهُ وظهرت شارَةِ البداية لرحلةِ العشقِ والخيالْ.

http://www.arabtrvl.com/up/uploads/a...1624220342.gif

كانت هذه الشرارة التي أشعلت بداخلي ناراً عَجِزتُ عن إخمادِها، فما كان لي إلا أن بدأتُ بالبحث والتحري، وكان تركيزي مُنْصَبّاً على تَقَصّي خبايا (مقاطعة هونان) جنة الله في الأرض. ولا أخفيكم سرا، فقد كانت المهمة صعبةً للغاية، لعدمِ توفرِ أيةِ معلوماتٍ باللغة العربية تُفيد المسافرَ إلى هذه الوجهةِ من العالم. فلجأتُ إلى المواقعِ الأجنبيةِ التي وجدتُ فيها الكثيرَ مما استفدتُ منهُ، وكذلك المواقعِ الصينيةِ سواءً الرسميةِ أو غير الرسميةِ المترجمةِ إلى اللغة الإنجليزية، وأحيانا كثيرة استعنتُ بخاصّيةِ الترجمة من جوجل لترجمة بعض المعلومات من اللغة الصينية.

وبعد شهرين أو أكثر من التخطيطِ والترتيب ومراسلةِ عددٍ من مكاتبِ السياحة الصينية، واختيار شهرِ يوليو شهرا لسفرتنا بسبب ارتباطات زوجتي في عَمَلِها كَمُدَرّسة باقي أيام السنة، واعتبار شهر يوليو من الأشهر المناسبة لزيارة الصين رغم ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وبعد اختيار مدة السفر وفقا لتذاكر الطيران الأرخص والأفضل التي حجزتها، وسآتي على ذكرها فيما بعد. وجدتُ بأنَّ مدة الرحلة قد ارتفعت من ثمانِ أيامٍ كيفما كنت أتصورها في البداية وتشمل يوميّ السفر، إلى ستةَ عشرَ يوما، وبما أن سفري إلى (مقاطعة هونان) ذهابا وإيابا سيكون عبر مطار بكين الدولي، وجدتُ أنه من العارِ أن أهبطَ فيها ولا أكتشفَ بكين وخباياها، ففيها أحد عجائب الدنيا (سور الصين العظيم)، وفيها مقرُ القياصرة (المدينة المحرمة)، وهذه فقط المعالم التي كنت على دراية بها.

وهكذا بدأتْ رحلتي في البحث والتحري من جديد، لتفكيكِ أسرار بكين العاصمة، وتحديد معالمِها وجواهِرِها. وهنا كانت المفاجأة، فحتى بكين لم أجد حولها من المعلومات والتقارير التي تفيد المسافر العربي، سوى بعض التقارير القديمة والتي تُعد على أصابعِ اليد الواحدة، وهذا ما لم أكن أتوقعه أبدا. فطالما سمعت عن بكين كإحدى وجهات السفر المشهورة، عاصمةً للصين وعروس شرق آسيا. وما وجدته أن الغالبية العظمى من المسافرين العرب إلى الصين، يقصدونها بهدف التجارة وتبادل الأعمال، لتقتصر زياراتهم على المدينة التجارية (جوانزو)، وعاصمة رجال الأعمال (شانغاهاي). والأكثرية ترى بــ(هونغ كونغ) وجهتها السياحية الوحيدة، رغم أن (هونغ كونغ) تُعتبر شبهَ دولةٍ مستقلة، وتختلفُ اختلافا جذريا في الكثير من الأمور عن مقاطعات الصين الشعبية.

وهكذا وجدت نفسي مجددا أبحثُ للأسفِ عن ضالتي في المواقع الأجنبية، وأقولُ للأسف، لأن بكين من أكثر وجهات السفر شهرة حول العالم، والمسافرُ الأجنبي لا يبخل أبدا بمشاركةِ تجاربه مع الآخرين، وقليلونَ هم أُخوانُنا العرب الذين يتبرعون بوقتهم ومجهودهم لمشاركة تجاربهم بلغتنا الحبيبة. وبعد ما لا يقل عن ثلاثِ أشهر من التخطيطِ والترتيب، اكتشفتُ بأن بكين لوحدِها تحتاجُ ما لا يَقّلُ عن عشرِ أيامٍ لتَقَصّيها. وهكذا اخترتُ الأماكنَ التي وددتُ زيارتها، وتم توزيعُ الفعالياتِ والجولات على أيامِ الرحلة، ليكون نصيبَ بكين منها الأربعَ أيامٍ الأولى لا تشمل يوم السفر، والستَ أيامٍ الأخيرة تشمل يوم المغادرة، وكان لـ(مقاطعة هونان) خمسَ أيامٍ بينها.

وكان سبب إدراج (مقاطعة هونان) في وسط البرنامج وعدم توجهنا إليها مباشرة بعد وصولنا إلى بكين، أولا كونَ الرحلة منها وإليها ستكون بواسطة شركة طيران محلية غير تلك التي سَتُقِلُّنا من وإلى بكين، كما أن رحلتنا الدولية إلى بكين ستكون (ترانزيت) وتتضمن تغيير طائرة خلال الرحلة، مما قد يجعل من أي تأخيرٍ في رحلتنا الدولية سببا في تأخرنا عن الرحلة الداخلية وربما ضياعها منا. وثانيا طول مدة الرحلة الدولية والتي استغرقت أربعَ عشرةَ ساعةً ونصف الساعة تقريبا وهذا لا يشمل فترة تواجدنا في المطار قبل الرحلة لإتمام إجراءات السفر، والتي كانت حوالي ثلاثَ ساعاتٍ، فهذه الساعات الطويلة جدا لا تُشجع أبدا على إكمال الرحلة مباشرةً إلى (مقاطعة هونان) بعد الهبوط في مطار بكين، فيجب الأخذ بعين الاعتبار الانتظارَ بضع ساعات أخرى لانطلاق الرحلة الداخلية، وثلاث ساعات إضافية مدة الرحلة الداخلية نفسها. ثالثا علمي بأن تأخُّرَ انطلاقِ الرحلاتِ الداخلية في الصين أمرٌ غيرُ مستبعدٍ أبدا، بسبب أحوالِ الطقس المتقلبةِ، وهذا ما لا يمكن احتماله بعد ساعات السفر الطويلة في الرحلة الدولية، وهذا ما حصل معنا بالفعل في رحلة العودة من (مقاطعة هونان) إلى بكين، وسآتي على ذكره لاحقا إن شاء الله. وبعد إنجازِ البرنامج بشكلٍ شبه نهائي، وتحديدِ الأيام التي سنقضيها في كل منطقة، تم حجز تذاكر الرحلة الداخلية.

قبل الرحلة بحوالي أربعِ أشهرٍ، وبعد أن كنت قد اتفقتُ مع مرشدٍ سياحي محلي لرفقتنا لبضعةِ أيامٍ في رحلتنا، ودفعتُ له جزءً من المبلغِ المتفق عليه، وبعد أن حجزتُ تذاكر الطيران الدولية لي ولزوجتي. قررت اثنتان من أخواتها مشاركتنا الرحلة، كلتاهما طالبتان جامعيتان، أرادتا استغلال العطلة السنوية وتجربة المغامرة معنا، بعد ذهولهن من تجاربنا في سريلانكا وزنجبار، مع العلم بأن هذه الرحلة الأولى لهما خارج البلاد. ورغم أنني ترددت بداية الأمر لأسباب كثيرة، إلا أنني وافقت لأسباب كثيرة أخرى، وسأذكر لكم رأيي في هذه التجربة خلال عرضي للتقرير إن شاء الله، فتابعوني.

http://www.arabtrvl.com/up/uploads/a...1624120982.gif

إختيار مكان الإقامة :

بعد اكتمال البرنامج وتقسيم الأيام، والتعاقد مع مرشد محلي ليرافقنا في التسعِ أيام الأولى من رحلتنا، والتي تشمل أولَ أربعِ أيامٍ في بكين، والخمسِ أيامٍ التالية في (مقاطعة هونان)، على أن يشمل التعاقد مع المرشد حجز فنادقٍ لأربعِ ليالٍ في (مقاطعة هونان) فقط، وتركتُ لنفسي حق اختيارِ وحجزِ الفنادقِ في بكين.

أما أسباب تعاقدي مع المرشدِ بحجز الليالي الأربعة في (مقاطعة هونان) فقط، أولا كثرةِ التنقلاتِ في المقاطعةِ وبُعْدِ الفعالياتِ عن بعضها البعض، فتركت للمرشد حق التصرفِ وحجزِ الفنادق وفق ما يراه مناسبا، وهذا لخبرته في المكان. ثانيا قِلة الفنادق التي يمكن النزول فيها في هذه المنطقة، وغالبيتها نجمتين وثلاث نجمات، والتي تعتبر وفقا لمعاييرنا نجمة واحدة فقط من كل النواحي، فاخترت أن تكون حجوزاتي فيها في الفنادق ذات النجمات الأربعة والخمسة، وكما ذكرت فهي معدودة جدا، لذلك كنت على دراية تامة بأسعارها. ثالثا كان عرضُ المرشد للبرنامج شاملا لحجوزات الفنادق في (مقاطعة هونان) أرخصَ من خِيارِ تعاقدي معه لبرنامجٍ لا يشملَ حجوزات الفنادق وحجزها بنفسي. رابعا رغبتي بتأكيد الحجز، وعدم الدخول في المتاهات التي تحصل أحيانا من قبل الفنادق بادعائها عدم تأكيد الحجز، وهذا ما يحصل كثيرا في الفنادق المتواجدة في الأرياف، وتلك التي يكون الدفع فيها مؤجلا.

أما بالنسبة لبكين فالأمر مختلفٌ، ففيها الخيارات كثيرة، نوعيةُ الفنادقِ ومواقِعُها، وكذلكَ أسعارُها. كما أنني وددت أن يكون حجزي في بكين أرخصَ منه في (مقاطعة هونان)، بسبب أن الفنادق في بكين ستكون لنا بمثابةِ سريرٍ يأوينا من عتمة الليل حتى بزوغ نور الفجر، فأغلب الأوقات سنقضيها بالتجوال خارجها، في حين أنني اخترت أن تكون الفنادق في (مقاطعة هونان) فخمة، نقضي فيها أوقاتنا قبل وبعد الجولاتِ اليومية، وكي تزيد من مساحة الراحة والسعادة في قلوبنا في هذه البقعة الساحرة من الكون.

لذلك تم اختيار الفنادق في بكين وفقا لهذه الشروط :

أولا أن نقلل قدر الإمكان من تنقلاتنا بين الفنادق، حيث كانت الثلاثُ ليالٍ الأولى والخمسُ ليالٍ الأخيرة في نفس الفندق، أما الليلة الرابعة فاخترت أن نقضيها في فندقٍ قريبٍ جدا من المطار، بسبب ارتباطنا بالرحلة الداخلية إلى (مقاطعة هونان) والتي ستنطلق عند الساعة السادسة والنصف صباحا، لذلك كان مهما بالنسبة لي أن نكون قريبين من المطار ليسهُلَ علينا الوصول دون عوائقٍ، وكذلك كان حجزنا في ذاتِ الفندقِ لليلةٍ واحدةٍ في الليلة التي عُدنا فيها من (مقاطعة هونان) إلى بكين، حيث وصولنا لبكين كان عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، فارتأيتُ أن نُمضِيَ ما تبقى من الليلة في الفندق ذاته، لنغادرهُ صباحا عائدين إلى فندقنا الأول.

ثانيا أن يكون الفندق الذي سنقضي فيه معظم ليالينا في بكين قريبا من غالبية المعالم والأماكن التي سنزورها، أو بالأحرى يقع في وسط العاصمة لتكون المسافة من وإلى غالبية المعالم متساوية. ثالثا أن يكون مجاورا لأشهرِ وأكثر الشوارعِ نشاطا في بكين على مدار الساعة، وهو شارع Wangfujing المعروف بكثرةِ المطاعم والمحال التجارية والمجمعات، كما يتميز بسوق الهدايا وسوق المأكولات الشعبية، وهذا ليتسنى لنا التجوال فيه بعد عودتنا من الجولات اليومية.

رابعا أن يكون قريبا من إحدى محطات السابويي المترو، حيث أنها أفضل الوسائل للتنقل داخل بكين، وسآتي على ذكر ذلك بالتفصيل في القسم التالي من هذه الحلقة. خامسا أن لا يتعدى سعر الليلة الواحدة أكثر من خمسين دولارا، وهو مبلغٌ كافٍ لاختيار فندقٍ جيدٍ يمكن قضاء الليالي فيه، ويقدم أبسطَ الأساسيات كوجبات الإفطار، على أن يحصلَ على تقييمٍ جيدٍ مقبولٍ في مواقع الحجوزات العالمية كبوكينج وأجودا.

وهكذا بدأتُ البحث أولا عن فندقٍ قريبٍ جدا من المطار لقضاء الليلة السابقة لرحلتنا من بكين إلى (مقاطعة هونان)، وليلة عودتنا من (مقاطعة هونان) إلى بكين، ووقع الاختيار على فندق Beijing Sky House Business Hotel، مقابل 198 يوان تقريبا لليلةِ الواحدة، أي ما يعادل بالتقريب 30 دولارا، وهذا يشمل النقل بواسطة باصٍ خاصٍ بالفندقِ من وإلى مطار بكين الدولي.

أما المهمة الأصعب فكانت البحث عن فندقٍ في وَسطِ العاصمة بكين وفقا للشروط التي ذكرتها سابقا، وبعد بحثٍ شاقٍ عثرتُ على الفندق الذي حجزتُ فيه الثلاثِ ليالٍ الأولى والخمسِ ليالٍ الأخيرة من رحلتنا، وهو فندق Wang Fu Jing Jade Hotel، مقابل 336 يوان تقريبا لليلة الواحدة، أي ما يعادل بالتقريب 50 دولارا، وهذا يشمل غرفة فيها سريرا مزدوجا مع شُباك، أما سعر الغرفة مع سريرين منفصلين لأختَيّْ زوجتي فكان تقريبا 314 يوان لليلةِ الواحدة، ما يعادل بالتقريب 47 دولارا. وهذه الأسعار لا تشمل وجبات الإفطار.

تم حجز الفنادق في بكين بواسطة موقع بوكينج بكل سهولة ودون تعقيدات، وكان الحجزُ مؤجّلَ الدفعِ مع إلغاءٍ مجاني، بحيث يتم الدفع عند وصول الفندق، وبالإمكان إلغاء الحجز مجانا حتى أربعٍ وعشرينَ ساعةً من موعدِ الدخول التشيك-إن. وسأذكر معلوماتٍ أكثر حول الفنادق ورأيي بها في الحلقات القادمة إن شاء الله، فتابعوني.

http://www.arabtrvl.com/up/uploads/a...1624120982.gif

إختيار طرق التنقل :

لنبدأ بخياراتِ التنقلِ من بكين إلى (مقاطعة هونان)، فكان أمامي خياران، الأول استخدام القطار والذي يستغرق يوما كاملا، حوالي أربعٍ وعشرين ساعة لكل وجهة، مع النزول في بعض المحطات وتبديل قطارات، مع العلم بأن سعر تذكرة القطار لكل وجهة في المقطورات التي تحتوي على سريرٍ مريح للاستلقاء يتراوح ما بين 600 و 700 يوان تقريبا، أي ما يعادل بالتقريب 100 دولار، فيكون بذلك سعر التذكرة بالاتجاهين حوالي 200 دولار. وهنالك مقطورات تحتوي على أَسِرَّةٍ صلبة، وهنالك أخرى تحتوي على مقاعدٍ فقط، وأسعارها أرخص بالطبع، ولكن لا أنصح أبدا بالحجز فيها لرحلة طويلة شاقة كهذه.

أما الخيار الثاني فكان حجزُ تذاكرِ طيرانٍ على إحدى شركات الطيران المحلية، والتي تختلف أسعارها وفقا لموعد الرحلة، فالأسعار في الأشهر الباردة المثلجة تكون منخفضة بشكل كبير عنها في الأشهر الدافئة الحارة، وهذا يعني أن الأسعار في بداية العام تكون أقل بكثير من تلك التي في أشهر الصيف كيوليو وأغسطس. كما تكون الأسعار في فترات الأعياد مرتفعة أيضا. وسعر التذكرة في هذه الفترات تتراوح ما بين الـ 350 والـ 450 دولار، رحلات مباشرة تستغرق تقريبا ثلاث ساعات. وهذا الخيار هو الأفضل بالطبع للمسافرين الذين يرغبون باستغلال وقتهم بأفضل شكل، ولمن يبحثون عن راحتهم، وهذا كان اختيارنا. وسأتحدث بإسهاب عن هذا الموضوع في الحلقات القادمة إن شاء الله، فتابعوني.

أما التنقلات داخل بكين فهي كالآتي :

سيارات الأجرة – وهي كثيرة ومنتشرة في أرجاء العاصمة، ولكنني لم أجد حاجة لتجربتها. أسعارها تعتبر معقولة، ولكن كثرة الإزدحامات المرورية خصوصا في ساعات الذروة في الصباح الباكر أو بعد الظهيرة تجعل منها خيارا أقل نجاعة، لبطئ التنقل بين الأماكن، ما يرفع أيضا من تكلفتها. أثناء بحثي وجدت أنه من المتعارف بأن السعر الأولي لانطلاق التاكسي هو 10 يوان للــ 3 كيلومترات الأولى، ومن ثم تكون تسعيرة كل كيلومتر إضافي 2 يوان. أما في وضعية الوقوف تكون تكلفة كل 5 دقائقِ إنتظارٍ 2 يوان. أما في ساعات الليل ما بين الساعة الحادية عشرة ليلا والخامسة صباحا يتم إضافة عشرون بالمائة على التسعيرة الكلية وفقا لما ذكرت أعلاه. كما أن في المسافات التي تتجاوز الخمسَ عشرة كيلومترات يقوم السائق أحيانا بإضافة حتى خمسين بالمائة على التكلفة الكلية.

من أهم الأمور التي يجب الانتباه اليها بما يخص سيارات الأجرة، أولا التأكد من استخدام السيارات الرسمية التي تحمل العلامة، والابتعاد عن اؤلائك الذين يحاولون عرض خدماتهم بسياراتهم الخاصة، وقد حصل ذلك معنا مرة أو مرتين، لإمكانية التعرض للاحتيال. ثانيا التأكد من تشغيل السائق للعداد، فهي الوسيلة الوحيدة التي يمكن التأكد بواسطتها من التكلفة الحقيقية، واستلام الفاتورة وعليها تفاصيل السائق. ثالثا الانتباه من استغلال السائق لجهل السائح والاحتيال عليه بإرجاع العملات المزورة، وخصوصا من فئة المائة يوان، وسنتحدث عن هذه الظاهرة في المرات القادمة.

الباصات العامة – كانت لنا تجربة مع الباصات العامة، فقد استخدمناها أكثر من مرة، والحقيقة وجدناها جدا مريحة ورخيصة، بحيث تبلغ سعر التذكرة الواحدة حوالي الأربع يوان، ويتم دفع سعر التذكرة لدى الموظف الذي يجلس بجوار الباب الخلفي، وأمامه صندوقٌ صغيرٌ يضع فيه النقود. وهنالك كرت مغناطيسي يمكن تعبئته بمبالغ محددة واستخدامه في المواصلات العامة كالباصات والمترو، ولكننا لم نجد لذلك حاجة، فتنقلاتنا في المواصلات محدودة ولعدة أيام فقط. والأمر الوحيد الذي وجدناه صعبا في استخدام الباصات العامة، هو تحديد وجهتها، فاللافتات المعلقة بجوار المحطات مكتوبة باللغة الصينية، وأسماء المحطات الأولى والأخيرة هي فقط المكتوبة باللغة الانجليزية، فلم نكن نعلم أي الباصات يمكننا صعودها، فكنا نستعين إما بالأشخاص الموجودين في المحطات، وإما بسائقي الباصات. تابعوني في الحلقات القادمة للتعرف أكثر على خدمة الباصات العامة وطريقة استخدامها.

المترو أو السابويي – المترو كانت وسيلة النقل التي استخدمناها بشكل يومي، وَصُلنا وجُلنا بواسطتها أرجاء العاصمة بكين. حيث تبدأ غالبية المحطات عملها حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا، وتنهي عملها حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا. ما يميز المترو هو انتشار المحطات في أرجاء بكين، وبجوار غالبية المعالم المهمة، كما ان سعر التذكرة منخفض جدا، ويتعلق بعدد المحطات التي تنتقل ما بينها، وفي الغالب يتراوح سعر التذكرة ما بين ثلاث وأربع يوان، ونادرا ما يتعداه. أما ما يعيب المترو فَشَيْئَيْن، أولهما نُدرة الأدراج الكهربائية فيها، وانعدام المصاعد الكهربائية، وثانيا المسافات الطويلة التي تقطعها داخل الأنفاق للانتقال من مسار إلى آخر، وهذان العيبان يجعلان استخدام المترو أحيانا كثيرة متعبا، وأحيانا مرهقا جدا في حال كانت معك حقائبك الثقيلة. وسيكون لنا حديثٌ مطول حول المترو إن شاء الله، فلا تذهبوا بعيدا.

نقليات من وإلى المطار – للانتقال من وإلى مطار بكين الدولي بإمكانك الاستعانة بسيارات الأجرة، حيث تبلغ تكلفة النقل من وإلى وسط العاصمة بكين مائة يوان لا أكثر، وقد استخدَمَتْهُ أُخْتَيّ زوجتي في اليوم الأخير من رحلتنا، حين توجهتا من فندقنا إلى المطار مقابل مائة يوان فقط. فالمسافة بين المطار ووسط العاصمة لا تتعدى الثلاثين كيلومترا، أما المدة فهذا يتعلق بحركة السير وشدة الإزدحامات، فيمكن قطع المسافة في نصف ساعة فقط، ويمكن أن تتضاعف المدة في حال كانت حركة السير كثيفة.

كما يمكن استخدام المترو للانتقال من وإلى المطار، وهو ما استخدمناه أنا وزوجتي لانتقالنا في اليوم الأخير من الفندق إلى المطار. حيث أن المترو المتجهه إلى المطار أو من المطار، يمر من خلال محطة التيرمينال الأول والثاني، ومحطة التيرمينال الثالث، ثم ينطلق إلى مشارف العاصمة ليتوقف في محطتين فقط، الوصول إلى إحدى هاتين المحطتين يكون أيضا باستخدام خطوط المترو الأخرى، مقابل المبالغ البسيطة التي ذكرتها، أما خط المترو الخاص بالمطار والذي ينطلق من إحدى هاتين المحطتين فسعر التذكرة الواحدة يبلغ خمسا وعشرون يوان.

هنالك أيضا الباصات الخاصة بالمطار ولها مسارات محددة، فتنطلق في تلك المسارات لتقف في محطات معينة في أرجاء العاصمة. وتبلغ سعر التذكرة الواحدة ما بين 16 يوان و21 يوان.

http://www.arabtrvl.com/up/uploads/a...0776748221.gif

أتمنى أن تكون هذه الحلقة قد نالت إعجابكم
وانتظروني في الحلقة القادمة
مع الجزء الثاني من دراسة وتخطيط مسار الرحلة
مع قائمة بالأنشطة والمعالم السياحية وأسعارها

تابعوني

http://www.arabtrvl.com/up/uploads/a...7162419177.gif