X سُعداء بتواجدكم بيننا ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ، نأمل منكم زيارة صفحة شروط الإستخدام ، تفضلوا مشكورين بالتسجيل*** اضغط هنا *** لإثراء الجميع بخبراتكم السياحية
Loading...



عدد المعجبين24الاعجاب
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-11-2015, 10:20 AM   #1

الكاتب القدير

 
 
تاريخ التسجيل :  Oct 2015
رقم العضوية : 6500
الجنس : ذكر
المشاركات : 222



افتراضي


دخـلتُ من البوابةِ الصغيـرة .. ما بعد البوابة لا يشبـه ما قبلهـا .. فهنـا الأشجـار أنيقة والطرقـات منظمـة ومرصوفـة .. حتى اللوحـات الإرشاديّـة من النوع الغالـي.! يبـدو أنهـم لم يسترخصـوا حين فكـروا في الترويـج لهـذه المقبـرةِ الملكيّـة .!
والتـي تحـولـت لمقبـرة جماعية للأمراء المغـول.! اللغة العربية هـي اللغـة الرسمية في المقبـرة.! وعلـى غير الناطقيـن بهـا مراعـاة ذلـك.!
أستعرض مهاراتي في قراءةِ الآيات الكريمةِ والأدعيةِ حين يمر بي الهنـود الذيـن باتـوا غربـاء في وطنهـم.. بودّي لو أفضفـض فلا يفهمنـي سواهـا .!
الزوار يتقدمون مستعجلـين ناحية البوابةِ الكبيـرة التي تفصلنا عـن الضريـح .. صاحـبِ الحكاية .!
وقـد تأكـدوا من جاهزية كاميراتهـم .. فعلـت مثلهم بحركـة غير إراديّـة.. يتزاحمـون عند القـوس الأوسـط!
هنـاك يرقـد الإمبراطـور همايـون .. وكل هـذهِ الحدائـق والبوابـات والنقوش والقبـاب مكتوبـةٌ باسمـه.. ممهـورة بختمـه ومنذورة لروحـه .. لكنه عاجـزٌ عن قطـفِ الزهـرةِ اليانعـةِ عند قدميـه.!
لا يمكنـه التجـول في الحديقـةِ ليـلا ومسامـرة النجـوم .. ولا الجـلوس تحـت الشجـرةِ المعمّـرة يسـار الضريـح .. لا يمكنـه حتى مطـاردة السناجـب.!
الضريح الملكـي يتوسـط القبة البيضـاء ..
وحـوله عشراتُ الأضرحـة في الحجـرات المجـاورة .. وجميعهـا توصلُ إليـه.! هذه هي حدودك الطبيعية يا صاحـب القبـر .. تنتهـي حيـث ينتهي جسدك.!
ومـا عدا ذلـك فهـو ملـكٌ للحياة.!
ولـكن .. أين ترقـد الحاجة بيجـوم؟!
أيهـا ضريـح الأميـرة العاشقـة.؟! هل تكـون قد اختـارت لنفسهـا ضريحـا منزويـا .؟! أم أنّ من بعدهـا كـانوا أقل وفاءا منهـا .!! لا أدري .. يعجبني أن يكـون السؤال بلا إجابـة .! لتظـل القصة مفتوحـة وبلا نهاية .. قصـة حـب مجنونـة ومكلّفـة.!

 

سدهارتا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-2015, 10:30 AM   #2

الكاتب القدير

 
 
تاريخ التسجيل :  Oct 2015
رقم العضوية : 6500
الجنس : ذكر
المشاركات : 222



افتراضي


وفي صباح اليوم التالـي كـان مؤشر الحرارة لا يـزال ثابتـا .. 37 درجـة مئويّـة .! إنه يومي الثـالث والأخيـر فـي دلهـي .. كـنتُ متحمسـا لزيـارةِ المعبـد البهـائي .. أو معبـد اللوتـس .. والاسـمُ الأخـير أعمـق دلالـة وأقـل طائفيـة .. تصميمـه العجـيب يمنحـه حضـورا خاصـا ومبهجـا .. فاللوتـس هـي زهـرة الهنـد المقدسـة ورمـز النقاءِ والصفاء.!
نقطـة التفتيـش هـي الحد الفاصـل بين عالمـين وحاليـن .. بين الفوضوية الصاخـبةِ والعشوائيـةِ وبيـن الأناقـة والفخـامة والهـدوء .. القمة في الهـدوء! تربكني الهنـد بتناقضاتهـا الفاحشـة .. تبدّل الهند وجوههـا وأقنعتهـا .. ولا أدري أيهـا الأصـل وأيهـا لزوم الحفـلات التنكرية.! يتهافـت الفقـراء علـى اللوتـس لأنّ الجمـال هنـا متاح للجميـع وبالمجـان.! كلمـة بالمجـان كافيـة لإثـارةِ نوازع كامنة فـي نفوسنـا.! تستفزني الحديقـة باتساعهـا ودقـة تفاصيلهـا وانسجامهـا مـع تلـك التحفة البيضـاء .!
التحفة الرخامية البيضـاء ساطعةٌ كالشمس وتعتلـي المشهـد .. وعلـى الزوار الصعـود إليهـا .! تقابلـك بحيـرة نظيفـة تفصلـك عـن هيكـل المعبـد .. تشعـرك وكأنـه يعوم فوق المـاء .. حركـة رمزيـة .! يجمعنـا المرشـدون فـي صفـوف طويلـة .. يرددون التعليمـات بلهجـة تقتـرب من التهـديد .. ربمـا لـم تكـن كذلـك .. لكنـي شعـرتُ بهـا كذلـك.!
التـزمـوا الهـدوء والتصويـر ممنـوع .. هل هـذا مفهـوم؟! نهـز رؤوسنا بالإيجـاب وكلنـا عزيمـة وإصرار على التقيـد بكافة التوجيهـات .. ثم تفـتح بوابـات اللوتس بطريقة استعراضية ومتكلفـة.! ندخـل بحـذر خشيـة أن نرتكـب حماقـة تفسّر بسوء نية.!
تسع بوابـات بعددِ ديانـاتِ العالـم .. كلهـا تفضي لنقطةِ التلاقـي .. تظللنـا بتلات الزهـرة المكونة لجسدِ المعبـد ..! خجـلتُ من نفسي فلقـد كـنتُ مشغـولا بالتـلصص علـى المرشـدةِ الجميلـة الموكلـة بنـا .! توقـفتُ عـن محاولـة اكتشـاف زوايـا الجمـال الخارجـي للقاعـة الفسيحـة والمشمسـة .. يغـرق البعـض في صلـواتهـم الصامتـة .. يغمضون عيونهـم ويبتهلـون لأجلِ سلام البشريّـة ..
حـان وقـتُ الانصـراف .. مـا الذي تغيـر فينـا.!
للقـلوب حسابـاتها الخاصةِ بهـا ..

 

سدهارتا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-2015, 10:41 AM   #3

الكاتب القدير

 
 
تاريخ التسجيل :  Oct 2015
رقم العضوية : 6500
الجنس : ذكر
المشاركات : 222



افتراضي


كـنتُ في الطريـقِ إلى القلعةِ الحمراء حيـن فكـّرتُ في رحلتـي التاليةِ للهنـد .. وضعـتُ مخططـاتِ الزيـارةِ الثالثـةِ والرابعـة .. وحتى العاشـرة .! لـم يكـن خاطـرا طارئـا .. ولكـني فتنـتُ بالهنـد ولا يمكننـي فراقهـا .! تخيـلتُ نفسـي وأنـا في كشميـر ومنـالي وشيمـلا وميغالايـا وراجستان وأغـرا .. سياحة من خيـال لكنّ نفسي تتوقُ لتلك النواحـي ..!
مـا أشد زحام نيودلهـي .. تتحرش بي المدينة لتقيس مدى قدرتـي على التحمّـل.! ربما أكونُ ملولا ومزاجيا ولكنّي أيـضا حالـم وأبحـث عن مغامـرات صغيـرة .!
وصلـتُ القلعـة الحمـراء أخيـرا .. " لال قلعـة " كمـا يسميهـا الهنـود.! مفخـرة هندية أخـرى لدرجـة أنّ الهنـد ترفـع علمهـا الوطني احتفالا بعيـدِ الاستقـلال فـوقهـا .. ذلـك يعنـي الكثيـر أليـس كذلـك.؟! لكنهـا مفخـرة ناقصة بالنسبةِ لسائـح مثلـي .. لأنّها وإن كـانت مهيبـة ومتراميةِ الأطـراف ومتعـددة الأغـراض .. إلا أنهـا تفوح سياسة وهـذا ما يجعلهـا أقل بهاء وجمـالا .! وبالتالـي فهـي ليسـت بمستـوى معبد اللوتس وضريح همايون وقطـب منـار .! المواقـف بعيـدة عن مدخـلِ القلعة العتيـدة .. أتمشـى قليـلا تحـت الشمس الحارقـة .. بوابـة ضخمـة ونقطة تفتيش للجيـش .. أتجـاوزهـا فتقابلنـي هياكـل ومبـان متناثـرة بلا تناسـق وبحيـرات صغيـرة وسنـاجـب .. أيهـا تستحق الوقـوف عندهـا .. ورفعـا للعتـب أمر عليهـا سريعـا ولا شيء يستهويني.! ويزيدني ذلـك عطشا وانزعاجـا .. وبهـدوء أتـركُ القلعـة للهنـود الذيـن ربمـا يجدون فيهـا مـا يعزز حسهم الوطني.! أمـا أنـا فكـان عليّ الانسحـاب بعيـدا ..
فلقـد حـان موعـدُ الرحيـل.!

- انتهـى -

 

سدهارتا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


الساعة الآن 05:39 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO