25-10-2016, 10:50 AM
|
#11 |
خبير المغرب
تاريخ التسجيل : Jan 2015 رقم العضوية : 1142 الدولة : Morocco الجنس : ذكر المشاركات : 3,157 أوسـمـة: ساري أحمد |
كل الاوسمة:2 (more»)
| |    
الصور مقتبسة ..
من لم يزر مراكش الحمراء، فحري به إعادة حساباته السياحية، بل والنفسية أيضاً، فمثل هذه المدينة الأخاذة تجبرك على عشقها من أول نظرة، فهي كأعجوبة حية أمام ناظريك.
تحكي لك حقبات من الزمن، مع مزيج من الحاضر البَهي، علاوةً على المشاعر المتأججة من صدر عاشقها حين ذكرها و زيارتها.
صور الرياض سأدرجها بجزء منفصل كي لا تضيع الأفكار و الرؤى، وليتسنى لي التغزل قليلاً بالحمراء البَهية، مدينة البَهجة.
بين الأزقةِ كانت خطواتنا تتظاهرُ بُحمى الضجر، لكنها حيلة العشاق حينما يحاولون تجاوز محطات النسيان و العبور إلى مجراتِ الجنون.
القرميد الأحمر و الطين علامة فارقة في المدينة ولا يختلف اثنان على هذهِ الجمالية الفريدة والامتياز الأوحد.
تلك الفوانيس المعلقة بين المحلات، رائحة الأسماك والأرغفة ، همهمات الأرصفة والعابرين شيء لا يمكننا أن نصفه ولا أن ننصفه !
برفقتي العائلة الصغيرة و أيادينا تجذب بعضها حذراً من الدراجات النارية القادمة من الجهتين، مع تمهل السائقين والنظر إلى العابرين.
كانت التجربة بالنسبة للعائلة بادئ الأمر صعبة، لكن ما لبثو يوماً حتى اصبحت هذهِ السيئات في نظرهم حسنات، وسجيةً لمدينة لا تغادر الذاكرة أبداً.
أهل السوق عرفونا لكثرة عروجنا و مرورنا بهم، وأهل الحي الصغير يقابلوننا بابتساماتٍ بسيطة عفوية.
فالزنقة التي تجثم بها دارنا ( رياض هنا ) بسيطة وصغيرة وقديمة أيضاً، وتتمتاز بأن طريق دخولها وخروجها واحد، مما يجعلُ أمر وقوع الحوادث قليلاً جداً مقارنة ببعض المناطق.
فليس بامكان ( اللص ) مثلاً الهروب أو المراوغة لأن أهل الحي متحدين بصورةٍ عالية وكبيرة.
ولا غَرو فمن شيم أهل المغرب الحبيب الكرم والجود والمروءة، عشقنا تلك اللحظات الباردة نسبياً وتلك الأضواء المندفعة من فوهات الفوانيس، وتعلقت عائلتي بهمساتِ الأطلس الذي يحاكينا من بعيد ويهمسُ في داخلنا : مرحباً بكم بين نواحي طفلتي المدللة " مراكش".
قررنا الخروج إلى ساحة جامع الفنا، ولا يخفى عليكم بأن الارشادات البسيطة دلتنا على الساحة في خمس دقائق فقط، فبعض الجدران كتب عليها " الطريق من هنا" .
وفي مرةٍ من المرات سألنا أحد الباعة الشباب وحاول أن يصف لنا طريقاً خاطئاً
فثارت حفيظة " صغيرتي" فطلبتُ منها أن تتجاهله فلو رددنا عليه سوء خلقه لجعلنا الأمور " فوضى" و بعثرة لأوراق الرحلة.
لكني لم انس ملامحه فلقد رسمتهُ في ذاكرتي لكي أرد له بجاحته بطريقةٍ سلسلة واحترافية.
( حيث قررت أن نأتي إلى المحل الذي يبيع فيه بضاعته ثم نسأله عن الأسعار ونقرر شراء أشياء منه ثم يجمعها لنا، وبعدها نغير رأينا بأن لا شيء يعجبنا ) !
كي اوضح له بأن : البجاحة سهلةٌ جداً وبأنك يا صديقي حينما تُسأل عن وصف معين لمكانٍ معلوم بين العامة إما أن تقول خيراً أو تصمت !
لما ذكرتهُ بأننا نحن من وصفتَ لهم طريقاً خاطئاً وتلفظت بمفردات قبيحة ذابت الدهشة من ملامحه وأخذ بالاعتذار، فقلت له : تعتذر كي نأخذ منك بضاعتك؟
أردت أن اعلمك بأننا أهلٌ هنا وعائلة واحدة ، والسنين التي قضيتها في المغرب اكثر من سنواتك التي عملت بها هُنا !  توقيع : ساري أحمد | تولعت بالمغرب وصابني (هبال)..!
مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه..!
دارها البيضا مضرب الأمثال..!
في صخبها والصمت (كازا) عجيبه..!
| |
| |