هذه الحكاية أكثر الحكايا التي شدتني، وشبيهة بإحدى المقاطع التي تم عرضها في العرض المسرحي بالأمس. يحكى بأنه وفي ثقافة الـ"توجيا"، هنالك ساحر يدعى "منادي الموتى"، يقوم بمناداة الأبطال والشجعان بعد قتلهم في المعارك بالغناء وقرع الطبول، ويقودهم إلى قراهم وبلداتهم، ويقوم بدفنهم في مقابرها.

أما الحكايا الأخرى التي سمعناها أثناء جولتنا فكانت منها الآتي :

الغناء عند الـ"توجيا" هو أسلوب حياة، فبواسطته يعبرون عن مشاعرهم، إن كان حزنا أو فرحا أو غضبا، حتى اختيار الفتاة لزوجها يكون وفقا لإعجباها بصوته. أما الـ"بكاء" فهو كذلك عادة عند شعب الـ"توجيا" حيث يتم تدريب الفتاة على البكاء منذ الصغر، حتى يحين موعد الزفاف، لتبدأ العروس بالبكاء شهرا كاملا قبل يوم زفافها. كما يتم إهداء العروس سريرا خاصا مميزا فخما في يوم زفافها، وعليه تُكمل مهمة البكاء. وفي حال وهب الله العائلة طفلا ذكرا، يقوم الزوج بزيارة عائلته ومعه ديك، أما في حال وهبهم الله طفلة أنثى تكون الزيارة بصحبة دجاجة ومائة بيضة حمراء اللون. كما يتم تعميد أو تطهير الطفل بعد الولادة في وعاء ماء دافئ فيه الكثير من التوابل. وبعد شهر من الولادة يتم كَيّ أقدام الأطفال كي يتمكنوا من تحمل التنقل حفاة في الجبال والوديان. كما يتم طرد الطفل بعد وصوله إلى سن الرابعة عشر إلى الغابة لمدة ثلاث سنوات، ليتعلم الاعتماد على نفسه، وكثير منهم يموتون أو يختفون خلال هذه الفترة ولا يعودون إلى أهاليهم.