02-03-2024, 05:50 PM
|
#1 |
مسافر متألق
تاريخ التسجيل : Sep 2022 رقم العضوية : 47737 الدولة : دولة الكويت الحبيبة الجنس : ذكر المشاركات : 590 | كما أخبرتكم ذهبت أنا وصديقي إلى مركز استخراج الهويات ورخص القيادة ، وقال لي سنستخرج لك هوية أمريكية لكي تستطيع أن تستعملها في استأجار الدرجات الهوائية إن أحببت ويمكن أن تسافر بها إلى كندا إن أحببنا !
المهم وصلنا إلى هذا المركز وهو عبارة عن مبنى صغير أرضي وكانت الساعة تشير إلى 4 و 55 دقيقة تقريبا وموعد الإغلاق الساعة 5 مساءا ! فقلت له سيطردونا لأنه لم يتبقى سوى 5 دقائق وينتهي عمل الموظفين ، وهنا ابتسم صديقي قائلا ولو كانت دقيقة ، المهم دخلنا وأخذنا رقم وأغلقوا باب الدخول ، وكانت الهوية تحتاج إلى صورة شخصية ، فتم دفع مبلغ 5 دولارات لهذه الهوية وأخذوا صورة شخصية لي وتم تزويدهم بعنوان صديقي وأعطوني إياها مدتها 5 سنوات وقدمت على طلب امتحان رخصة القيادة في نفس الوقت !!! كل العملية لم تستغرق سوى 10 دقائق وأصبحت كصديقي أمريكي على الهوية التي يتم منحها للمواطن الأمريكي تماما ( طبعا أتحدث عن ذاك الزمن ولا أدري الآن القوانين ) .
وصلت لمنزله الصغير وكان الوقت البيلوجي لجسمي يقول الوقت أصبح مساءا ولكن على أرض الواقع هناك فرق بالناقص 11 ساعة تقريبا والشمس مازالت ساطعة . وضعت أغراضي وذهبنا إلى أحد المجمعات وهو Bellevue Square وكان فيه محل ورنر بروس وأشتريت منه كوب كبير ووعاء ضخم للفوشار .
وفي هذا المجمع أول مرة أتذوق قهوة ستاربكس ( حيث لم تكن موجودة بعد في الكويت ) بعدها ذهبنا إلى مطعم مكسيكي لأتناول التاكو بالخضار حيث تجنبت طوال رحلتي تناول أي طعام يحتوي على اللحم سواء بقر أو دجاج .
عدنا للمنزل مساءا واستلم جسدي للنوم بعد هذا الإرهاق الشديد والذي لأول مرة ساعات النوم تتغير على غير العادة لفارق الوقت الطويل . صباحا ذهب صديقي لعمله وشاهدت التلفاز بقناتهم الرسمية واستغربت أن الأخبار تتناول في البداية عن الطقس وأحوال الطرق ، الحوادث والجرائم في الأحياء ثم في نهايتها يتحدثون بشكل بسيط جدا عن العالم ، أي أن آخر همهم مشاكل وأخبار العالم العربي وهذا لمسته في نقاش دار بيني وبين أحد الأمريكان الذي لا يعرف عن دولة الكويت شيئا سوى أنه سمع عن حرب دارت هناك ، ولأزيدكم من الشعر بيتا حتى الأمريكان أنفسهم لا يعلمون عما يحدث ليس في العالم بل في الولايات الأخرى من مشاكل ، فالأمريكي لا يهتم سوى بما يدور بما حوله بمنطقته التي يسكن بها ، بعد مشاهدة التلفاز قررت أن أخوض غمار الاستكشاف لوحدي ، وقد أخبرني صديقي عن وجودة بحيرة بالقرب من السكن تبعد حوالي 10 دقائق مشي ( لم يكن هناك خريطة غوغل ، بل خريطة بالعقل ) . تدعى البحيرة الخضراء وهي كبيرة على مساحة 6 كم مربع تحيط بها الأشجار ومحاطة بمسارين ، واحد للمشي وواحد للدراجات الهوائية ، كان هناك محلات لإستئجار هذه الدراجات .
وقد دخلت إحداها وعلى ما أذكر كان بالساعة 3 أو 4 دولار فقط تعطيه الهوية لتبقى عنده وتدفع لاحقا ، الجو في هذا الشهر لم يكن بارد بل معتدل وجميل جدا ، الناس كل واحد لوحده ، ترى السيدة تركض وهذا الرجل يمشي وتلك الأم مع ابنها .
وتشاهد السناجب تركض هنا وهناك وتصعد الأشجار ، أكواز الصنوبر على الحشائش قد سقطت من الشجر ، تدور بالدراجة ولا تتعب وإن تعبت تجلس على أحد الكراسي المنتشرة حول البحيرة ، في الصيف النشاطات أكثر كالسباحة . وتوجد ملاعب للسلة ، للبيسبول .
أعدت الدراجة للمتجر وأستعدت الهوية ودفعت المبلغ المطلوب ، الأمور بسيطة وميسرة ، هناك ملاحظة وجدتها خلال تواجدي في سياتل وأن ما نشاهده في الأفلام والمسلسلات من حيث البشر مختلف تماما عن الواقع ، فهناك الكثير من السيدات والرجال ذو الأوزان الثقيلة بسبب السمنة والوجبات السريعة ، حتى البهرجة من مكياج وخلافه لا تراها كما نتصوره . قررنا في المساء أن نتناول طعام خفيف في المنزل مما موجود في الثلاجة من بيض وجبنة وغيره . وهنا طرأت فكرة غريبة لنعملها في اليوم التالي وأنا كنت خائف من أحداثها إن تعرقلت ، أتركها للفقرة المقبلة |
| |