X
سُعداء بتواجدكم بيننا ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ، نأمل منكم زيارة صفحة شروط الإستخدام ، تفضلوا مشكورين بالتسجيل*** اضغط هنا *** لإثراء الجميع بخبراتكم السياحية
المسرح الكبير للرباط هو مسرح يمتد على مساحة 7 هكتار، وتم تشييده في قلب ضفة نهر أبي رقراق، بمحاذاة معلمتي صومعة حسان وضريح محمد الخامس،ويشتمل على مسرح يتسع لـ 7000 مقعد، وقاعة للعروض تتسع لـ 1900 مقعد، إلى جانب جميع المرافق الضرورية، ويهدف المسرح الكبير للرباط إلى تمكين مدينة الرباط من قطب مخصص للتنشيط الفني والترفيه، من شأنه احتضان التظاهرات الفنية الوطنية والدولية الكبرى وتحفيز بروز المواهب، لاسيما في أوساط الشباب.
يأتي اسم الرباط من الكلمة العربية الرباط التي تعني الرباط، وهو قاعدة إسلامية أو حصن. هذا الاسم هو اختصار لرباط الفتح بمعنى معقل النصر، وهو لقب أطلقه الموحدين عندما أسسوا المدينة كقاعدة بحرية.
ضريح محمد الخامس بن يوسف، معلمة تاريخية فريدة من تصميم المهندس الفيتنامي 'إيريك فان تاون' تم تشييده مقابل صومعة حسان على ساحة يعقوب المنصور الموحدي في مدينة الرباط المغربية. وقد تم بناء هذه التحفة المعمارية على مرتفع مقابل لمدينة سلا مطل على نهر أبي رقراق وعلى مقربة من مصبه بالمحيط الأطلسي. استغرق بناء ضريح محمد الخامس حوالي 10 سنوات حيث شرع في تشييده سنة 1962م لِتُوضع لبنة الختام سنة 1971م. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التحفة الهندسية مسجلة ضمن الآثار الإسلامية طبقا للمادة الرابعة من قانون الآثار لجامعة الدول العربية بالمؤتمر الثالث للآثار المنعقد بمدينة فاس وكذلك ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي سنة 2012.
وقد جاءت فكرة بناء هذا الصرح العظيم لتخليد ذكرى ملك المغرب الراحل، محمد الخامس. يحتوي الضريح على قبور كل من الملكين الراحلين محمد الخامس بن يوسف والملك الحسن الثاني الذي دفن بالضريح عقب وفاته سنة 1999، إضافة إلى قبر الأمير عبد الله.
هناك سببين لاختيار ساحة يعقوب المنصور لتكون مسرحا لتشييد ضريح الملك محمد الخامس، أولا أن الملك محمد الخامس صلى فيها أول صلاة للجمعة جمعت آلاف المؤمنين من الرجال والنساء والشباب والمسنين، وذلك عقب عودته من المنفى عام 1955م. وثانيا أن هذا المكان شهد الوداع الشعبي الكبير لتشييع جنازة هذا البطل العظيم.
صومعة حسان
يرى المؤرخون أن اختيار هذا المسجد الذي تتجاوز مساحته 2550م2 بمدينة الرباط ليكون أكبر مساجد المغرب وليداني أكبر مساجد الشرق مساحة وفخامة، يدل على أن الموحدين كانوا يرغبون في أن يتخذوا من الرباط مدينة كبيرة تخلف في أهميتها مدينتي فاس ومراكش، وبالرغم من العناية التي بذلها كل من أبي يعقوب وأبي يوسف في إنشاء مدينة كبيرة بكل مرافقها لتخلد بذلك اسم الدولة الموحدية، فإن الرباط في الواقع لم تعمر بقدر ما كان يأمله منها أبو يوسف وخلفه. وهذا الأمر قد يكون من أهم الأسباب التي أوقفت حركة البناء في هذا الجامع بالإضافة إلى موت أبو يوسف المنصور قبل إكمال بنائه، كما أنه كان يستنفذ موارد الدولة مع المرافق الأخرى للرباط.
الهندسة المعمارية للضريح
تم تشييد الضريح على مساحة 1500 متر مربع، وهو يجمع بين الطراز العربي الإسلامي والطراز الأندلسي في قالب منسجم لا يخلو من ابداع الصانع المغربي هذا الابداع الناتج عن التفاعلات الحضارية التي شهدها المجتمع المغربي على غرار باقي المجتمعات، ويمكن تقسيم هذا الضريح إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول منخفض قليلا عن أرضية المسجد يتكون من مستطيل مبني بالملاط المسلح ومغطى بالرخام الوردي يحيط به عدد من القبور المعدة لاستقبال أفراد الأسرة الحاكمة وبعض الشخصيات المدنية والعسكرية المرموقة، أما البناء المتوسط فيضم رفات الراحل محمد الخامس.
القسم الثاني وهو قسم مرتفع عن القسم الأول ويضم غرفة الضريح وكسوة القبر الرخامية، أما القسم الثالث فيتكون من شرفة تطل على قاعة الضريح تعلوها قبة مذهبة برشلة خشبية من الداخل ويكسوها القرميد الأخضر من الخارج، أما الجدران الأربعة الحاملة للقبة فهي مكونة من أعمدة وعقود وبوائك جميعها من الرخام الأبيض. كما يشتمل الضريح ككل على زخارف معمارية ونقوش وتصميمات هندسية ونباتية وكتابية أبدعت فيها أنامل الصناع التقليديين هذه الزخارف التي تم تنفيذها على عدة مواد سواء الزليج أو الخشب أو الجص.
المسرح من بعيد
في عهد الدولة الموحدية نفسها وفي فترة احتضارها عمد السعيد الموحدي إلى أخشاب المسجد وأبوابه، فصنع منها أجفانا سنة 641هـ فما لبثت أن احترقت بنهر أم الربيع وبذلك فسح للعامة مجال النهب والسلب ليسطوا على بقية هذه الأخشاب التي كانت من أشجار الأرز. وتوالي السطو أيام المرينيين ثم السعديين بل حتى أيام العلويين عهد السلطان عبد الله بن إسماعيل حيث صنع القراصنة من سلا والرباط سفينة من أخشاب الجامع المذكور وسموها بسفينة الكراكجية ثم انتزعها منهم السلطان محمد بن عبد الله. ولم تكن أحداث الطبيعة بأرحم من الناس على هذا الأثر، فقد كان زلزال لشبونة سنة 1169هـ (1755م) الذي عم أثره بعض أنحاء المغرب خاصةً مكناس والرباط، سببا في سقوط عدة أعمدة وأطراف من السور والمنار، كما تهدمت عدة منازل من الرباط ثم تلا هذا الزلزال حريق عظيم أتى على ما بقي من أخشاب المسجد التي تحولت رمادا، وكان للأمطار ورطوبة البحر وتقلبات الجو أثرها أيضا على هذا البناء الأثري حتى استحال الجانب المطل على نهر أبي رقراق من المنار رماديا كما يبدو ذلك حتى الآن.
توقيع : q8ya metnaqla
كويتية متنقله في أعالي جبال الأنديز، قاطعه فيها الإكـــــوادور من الشمــال للجنـــوب