في البداية يسرني انضمامي لكم في هذا المنتدى الرائع
انا ابو سعود وُلدت وترعرت بمدينة الرياض ولا ازال
بعد ما انتصف العمر
(واقصد انتصاف العمر اصطلاحاً والا الأعمار بيد الله وحده سبحانه)
وبعد الكثير من تجارب السفر
وبعد ماوصلت لمرحلة بدأ الملل يتسللل لحياتي

فانطفأ الحماس واختفت الرغبة وانخفضت الدهشة بكل ماهو جديد
وأصبحث أميل للعزلة بحثاً عن الهدوء والراحة
فأصبحت الوحدة ملاذي والمنزل مكاني
وهذا والله من نعم الله علينا فالحمدلله على عطاياه
المهم بعد هالمقدمة
في يوم من الأيام طرا لي فجأة اسافر للكويت لأول مرة بحياتي بدون سبب وبدون هدف وبدون تخطيط مسبق!
اذكر زين وقت ضحى من يوم خميس بشهر مارس 2023 فتحت تطبيق الخطوط السعودية بدون هدف مجرد اقطع وقتي وشفت صورة أبراج الكويت بواجهة التطبيق ضغطت عليها وحصلت حجز طيران متوفر بنفس اليوم على الساعة 4 العصر!
وبعد ما شاورت أم سعود حجزت لي انا وياها وعيالنا على رحلة الساعة 4 العصر
ولأن الوقت ضيق جداً وكان لازم اتواجد بالمطار بأقرب وقت
مافكرت كثير بالسكن ولا حتى بحثت فاتجهت للخيار الأضمن حسب وجهة نظري بناء على معلوماتي المحدودة عن الكويت في وقتها وحجزت بالهيلتون جاردن ان المتصل بالافنيوز وكان من افضل الخيارات المتسرعة.. فندق حلو ونظيف وموقعه يسهل لك ويختصر عليك الكثير.. تصنيفه 4 نجوم ولكن من وجهة نظري وحسب الامور اللي تهمني بالفنادق فهو افضل من كثير فنادق خمس نجوم.
جهزنا شناطنا سريع سريع
اتجنا لمطار الملك خالد بالرياض
وأقعلنا بحفظ الله في الوقت المحدد ..
وصلنا الكويت..
ومن لحظة دخولي لها انشرح الخاطر
المطار ملموم
حركة المسافرين سلسة
الموظفين سمحين
الاجراءات سهلة
حتى سواق التاكسي يهلي ويرحب وكنه يعرفك
ومن هنا بدأت الحكاية!
حكاية العشق لهالبلد اللي تعجز كلماتي عن وصف شعوري اذا زرته
عشقي للكويت خلاني أصل لقناعة أن المقومات السياحية المادية ليست العامل الأهم لمعرفة ما اذا كنت بترتاح وتستانس بالمدينة اللي بتزورها او لا
ومن ذلك الوقت وحتى وقتنا هذا صرت أتردد على الكويت باستمرار حتى صرت لا أحصي كم مرة زرتها خلال هالسنتين
سبحان الله مع ان الكويت كانت دايم قريبة لقلبي لاعتبارات كثيرة ولكن ماسبق وزرتها لعدة أسباب أولها اني ما سبق واحتجت ازورها لتأدية واجب سواءً عمل أو مناسبات اجتماعية وثانياً الانطباع اللي كان عندي عنها بأنها مشابهة للرياض ومافيها شي جديد بالنسبة لي باسثناء البحر
ولكن من أول زيارة تغيرت جميع القناعات
باعتقادي انه فيه اسباب كثيرة جعلتي أعشق هالبلد
ولكن أهمها أهل هالديرة
وياطيب هالديرة وياطيب أهلها
ذوق وأدب وحشيمة وفوق هذا وذاك ناس محبة للحياة ويحيون أي مكان يتواجدون فيه
وصدق من قال الحي يحييك
الأمر الآخر الشعور بالألفة تجاه الكويت وأماكنها من أول زيارة لها وكأني أعرفها من زمان..
حاولت في البداية أفهم السبب بس مافيه شي واضح
ولكن بعد تأمل يبدو أنها مجموعة من الأسباب المختلفة ولكن يجمع مابينها عامل مشترك واحد وهو الإعلام
فالحضور الاعلامي الكويتي في الفن والدراما مقارنة بدول الخليج متفوق من عقود
فالدراما الكويتية دخلت جميع البيوت في الخليج وجعلت الكويت والمجتمع الكويتي هو الأقرب لكل خليجي.. بالتأكيد أن هناك جوانب سلبية تنقل من خلال هذه الدراما ولكن العاقل والحصيف يستطيع أن يفرق بين ما يعكس الواقع الكويتي وبين ما يتم تصويره للاثارة وجذب المشاهدين والقنوات لأغراض تجارية
أيضاً الاعلاميين الكويتيين (كأفراد) حاضرين دائماً وبقوة في الاعلام العربي في كل المجالات سياسية واجتماعية وفنية ورياضية وغيرها
وأخيراً حضورهم بالسوشيل ميديا فاعل وبشكل كبير.. فقلما تبحث عن تجربة او هواية او معلومة والا وتجد الكويتين حاضرين على كافة المنصات
جميع ذلك وأكثر جعلت الكويت مألوفة جدا بالنسبة لي واحساسي بالغربة فيها معدوم
أيضاً من الاشياء الجميلة بالنسبة لي في الكويت هي الجودة!
نعم.. الجودة
وأقصد هنا جودة ما يتم عرضه وتقديمه بالمحلات التجارية بمختلف أنشطتها.. صحيح أنه فيه الزين والشين ولكن الغالب في الكويت هو الزين.. ومتأكد أن العامل الأهم في ذلك ليست الرقابة الرسمية انما انتقائية وذوق المشتري الكويتي
وغيره وغيره وغيره من الامور الجميلة بالكويت اللي مهما قلت ومهما حاولت أعبر.. ما اقدر اصف عشقي وحبي لهذه الدانة الكويت.. هالحب اللي ماجاء الا على كبر
فتحية طيبة للكويت وأهلنا بالكويت