24-06-2025, 07:09 PM
|
#39 |
مسافر متألق
تاريخ التسجيل : Sep 2022 رقم العضوية : 47737 الدولة : دولة الكويت الحبيبة الجنس : ذكر المشاركات : 572 | اليوم الثالث والأخير لزيارتي لدمشق عاصمة الياسمين ، اتفقنا الاستيقاظ مبكرا والذهاب إلى أحد المناطق القديمة ، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان !! ولأننا كنا على عجل فقد نسيت هاتفي بالشقة ولم أفطن لفقده إلا عندما وصلنا للمنطقة التي أردنا التجول بها ... لذا هذه الصور حاولت أن أجدها بالنت لتتكون عندكم فكرة مقاربة لما شاهدته تماما .
وصلنا إلى قلعة دمشق ولكن لم ندخلها ، والتي أنشأت بالعصور الوسطى والتي تعد من أهم معالم فن العمارة العسكرية والإسلامية في سوريا بالعصر الأيوبي، وقد أدرجت في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي عام 1979 ميلادي. وتقع قلعة دمشق في الركن الشمالي الغربي من أسوار مدينة دمشق عاصمة سوريا وهي جزء من مدينة دمشق القديمة، ويحيط بها خندق عرضه حوالي 20 مترا. موقع القلعة الحالي أُنشئ في سنة 1076 م بواسطة آتسز بن أوق أحد أمراء الحرب التركمان.
وتقدر مساحة القلعة اليوم بحوالي 33176 م2، ويوجد بها ثلاثة أبواب وبها 12 برجا. ويوجد به ضريح الصّحابي أبي الدرداء رضي الله عنه ، وهو عبارة عن مسجد والذي يُعدّ جزءًا من قلعة دمشق، فيه ضريح يُنسب إلى الصحابي أبي الدرداء، والذي تؤكد كتب التاريخ أنّ وفاته كانت في دمشق. وسرنا بمحاذاة هذه القلعة وبجانبها نهر متفرع من نهر بردى الشهير ، شواهد البناء القديم يظهر كم مر على هذه المدينة العريقة من بشر مختلفة ، وكم جاءها من ولاة وخلفاء وعلماء وصحابة . كان سوق الحميدية الشهير معظم محلاته مغلقة بسبب عطلة العيد . فعدنا وذهبنا لمنطقة لا تقل جمالا بعراقة أزقتها الجميلة ، منطقة سوق ساروجة وهو حي قديم في مدينة دمشق، وهو أول منطقة من دمشق بنيت خارج أسوار المدينة القديمة في القرن 13 الميلادي.
اسم الحي منسوب إلى أحد قادته وهو صارم الدين ساروجة المتوفي سنة 1342 م واحتل الحي مكانة مرموقة فكان مجالا للتنافس بين الأمراء المملوكيين الذين تسابقوا لبناء المنشآت فيه، فأشادوا المدارس والجوامع والحمامات التي لا يزال الكثير منها قائما حتى الآن . يعتقد آخرون أن التسمية أتت من الكلمة التركية (Sarıca) والتي تعني أصفر اللون كما يذكر بعض الباحثين. مع انتهاء العصر المملوكي وبدء الحكم العثماني لدمشق أخذت الكثير من ملامح الحي والسوق تتبدل، ونظرا لوقوع الحي خارج سور المدينة القديمة فقد تميز بسوقه الكبير ومنازله الواسعة وحماماته ومساجده الفخمة، وهذا ما دفع رجال الدولة العثمانية إلى التمركز فيه بعد أن أجلوا العائلات المملوكية منه وأطلقوا على الحي اسم (إسطنبول الصغرى) نسبة إلى الطبقات الأرستقراطية العثمانية التي كانت تقطنه . ثم وجدنا أقدم فرن في منطقة ساورجة اسمع فرن الجوزة يقدم بعض المخبوزات الطازجة ذات النوعية الممتازة والسعر الرخيص.
مررنا بجامع الورد الكبير وسبب التسمية أنه موجود في وسط حي الورد ، والتي كانت تسقى من عين صافية فياضة عذبه باردة، "عين الكرش" الموجودة في سوق ساروجة، تبعد هذه العين عن الجامع شمالا حوالي 200 م من العهد المملوكي يعود للقرن 15 عشر ميلادي.
وهناك حمام الورد أيضا الذي ما زال يستخدم حتى يومنا هذا للحمام الشعبي الذي يعود إلى القرن 14 ميلادي ، السير بين الحارات القديمة تعود بك إلى المسلسلات الشامية القديمة بكل تفاصيلها بل وأجمل . بعدها ذهبنا إلى الربوة , وتقع في وادي بردى شمال غرب دمشق. هي منطقة رائعة شعبية كثيرة الزوار، تكثر فيها المطاعم والمقاهي وتخرج العائلات الدمشقية إليها للترويح عن النفس أسبوعيا.يشقها نهر بردى الذي يتفرع في منطقة منها تسمى الشادروان (الشاذروان) إلى سبعة فروع ويغطي سهولها في أواخر الشتاء والربيع مرج أخضر جذاب يجذب السياح.
جلسنا في قهوة شعبية تسمى أبوشفيق وكان يملكها أبو شفيق أبو ذراع، الذي كان يُلقب بـ"الحاكم" لمساعدته للناس في الخمسينيات.
ويوجد سبع شلالات في مقهي ابو شفيق سابقا وكان هذا الشلال يسمي الشلال الأول وهو الأكبر بين الشلالات الموجوده ،طلبنا شاي وقهوة ونشاهد المناظر من فوق لهذا المكان الذي يكون عادة أجمل في وقت الربيع.
بعدها عدنا للشقة استعداد للعودة للكويت والتي سكون اقلاع الطائرة الساعة 7 صباحا. استيقظنا فجرا نصلي الفجر ونذهب للمطار وكان الطريق ممتع في الجو البارد قليلا ووصلنا مطار دمشق. وكانت الإجراءات سلسلة للغاية ولم تأخذ سوى 7 دقائق بين كاونتر طيران فلاي شام وبين الجوازات ، وأقلعت الطائرة بوقتها وتم تقديم وجبة الفطور عبارة عن بيض مقلي مع الجبنة والزبدة والعصير والشاي .
ووصلنا أرض دولة الكويت الحبيبة وفي أذهاننا رحلة لا تنسى ولله الحمد . |
| |