X سُعداء بتواجدكم بيننا ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ، نأمل منكم زيارة صفحة شروط الإستخدام ، تفضلوا مشكورين بالتسجيل*** اضغط هنا *** لإثراء الجميع بخبراتكم السياحية
Loading...





عدد المعجبين85الاعجاب
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-08-2015, 04:28 PM   #11

مسافر متميز

الصورة الرمزية Al Nimer
 
تاريخ التسجيل :  Dec 2014
رقم العضوية : 294
المشاركات : 217



افتراضي رد: الشمال الأوروبي وأضواء الشمال





خطرت لي فكرة العودة إلى أقصى الشمال وأنا في براغ
يجب أن أرى تلك الأضواء مرة أخرى
لم أرتوي منها بعد، إنها في مخيلتي كالحلم
حتى أني هممت بحجز تذكرة في حينها إلى التا مباشرة، ولكني كسلت!
قد يكون التعب والإرهاق من تلك الرحلة الطويلة هو السبب وخاصة أني حديث عهد بالوصول
ما يهم في الأمر أن قرار العودة قد أتُخذ ولم يبقى إلا إقرار متى وكيف

قرأت واطلعت كثيراً، وتفحصت الأمر من كل جوانبه
وكان شهري أكتوبر ومارس هما أفضل الأوقات لتصوير الأورورا كما ذكرت آنفاً
وبما أني قد نلت حظي من شهر أكتوبر فشهر مارس هو خياري الآن
أربعة أشهر فقط تفصلني عن تلك الأضواء، كنت أراها فترة طويلة جدا

ابتعت كل ما أحتاج من الملابس والداخلية منها بالذات والتي كانت من صوف المارينو
وأخص بالذكر هنا الملابس الداخلية الطويلة والتي تغطي كافة الجسد
من لسعه برد الشمال ذاك يعي ما أقول جيدا

لن تكون هذه الرحلة كسابقاتها
فالهدف هنا هو تصوير أضواء الشمال وليس التنقل من مكان إلى آخر والبحث عن جمال الطبيعة
لذا كنت أفضل أن تكون هناك رفقة

ويا ترى من سيقبل بأن يتعرض لمثل هذه الأجواء لأجل تصوير مالا يعلمه؟!

جرى اتصال هاتفي مع ياسر أطلعته خلاله على مخططي
انبرى كعادته برغبته في مصاحبتي في سفرتي هذه
ولكن رجاؤه كان ينصب في تقديم موعد الرحلة إلى شهر فبرابر حيث يتمتع بإجازته
أخبرته بأن الأمر لن يكون يسيراً لتلبد السماء بالغيوم في هذه الفترة
لكنه أصر وبدوري كنت أود أن يكون أبني في رفقتي
وتم الأمر على ذلك

تم اختيار استكهولم العاصمة السويدية لتكون محطة الوصول واللقاء
وذلك لرخص الأسعار وبالذات إيجار السيارات فيها مقارنة بالنرويج
والأهم من ذلك هي قربها من التا، فهي أقرب العواصم الثلاث هنا من التا

تم حجز الرحلة وكانت في التاسع عشر من شهر فبراير ذهاباَ والعودة في السادس من الشهر الذي يليه
بالطبع كانت الخطوط التركية هي خياري الأول لإقلاعها من مطار ينبع مباشرة
ينبع-استنبول-استكهولم كان مسار الرحلة ذهاباً وبراغ-استنبول-ينبع إيابا
ولم يتبقى الآن إلا انتظار موعد الرحلة

قبل موعد الرحلة بعشر أو خمسة عشر يوماً لا أذكر، زارني من مكة نسيبي تركي
أو كما نسميه عرفاَ بعديلي
اطّلع تركي على أفلام رحلتي الأولى وانبهر من مشاهدة تلك الأضواء
فأخبرته بعودتي بعد أيام إلى نفس المكان فأبدى فوراً رغبته بمصاحبتي
عاد بعدها إلى مكة المكرمة على أن يتجهز للسفر بدوره


حان موعد السفر لكلينا أنا وياسر
أما تركي ولحظه السيء لم تنتهي تأشيرته بعد!

وفي ليلة السفر علمت من الخطوط التركية بإلغاء الرحلة!
لقد أغلق مطار استنبول بسبب العواصف الثلجية!

تم الحجز بعد جهد في الواحد والعشرين من نفس الشهر أي بعد الموعد الأصلي بيومين
وكان موعد الوصول إلى مطار ارلاندا بإستكهولم بعد الحادية عشراً صباحاً بدقائق
وذلك أفضل من سابقه والمفترض به أن أصل في الرابعة والنصف عصرا

وصلت وبفضل الله سالماً إلى مطار ارلاند، أما ياسر فقد بات ليلته تلك في استكهولم
لقد وصل إليها حسب الموعد الأول
تقابلنا في المطار وأخذته بالأحضان وبمشقة!
كان يحمل حقيبتا ظهر، إحداهما على ظهره والأخرى على بطنه وثالثتهما في يده
لقد كان هو بمثابة حقيبة متحركة
زد على ذلك ارتدائه بنطالاً فضفافضاُ من النوع التركي والذي ابتاعه من تركيا
فلك أن تتخيل منظره!

تلك واحدة من اللحظات التي ندمت على عدم تصويرها

ركبنا الباص إلى مكتب ايفس واستلمنا السيارة وانطلقنا
وقبل أن نغادر المطار شاهدنا الفندق الطائرة الشهير













بسبب تأخر عديلي تركي عن اللحاق بنا
قررت وياسر الذهاب إلى أقصى الشمال الفنلندي وتأجيل الذهاب إلى التا إلى أن يصل تركي

وللحقيقة كنت أرغب كثيراً بمشاهدة أضواء الشمال وتصويرها من أقصى الشمال الفنلندي
لا سيما أن نفس خط العرض يمر بكل من التا ونورقام "Nuorgam"

نورقام هذه تعتبر أبعد قرية في الشمال الفنلندي على الحدود مع النرويج
قرأت عنها وعن مدى تفضيلها لتصوير هذه الظاهرة
ولكن ما يعيبها هو أنها نائية جداً عن أقرب مدينة لها
وأن الشخص لا بد له أن يشتري ما يلزم من طعام وغيره قبل أن يصل إليها وذلك حسب ما قرأت


لم تمض سويعات منذ أن غادرنا استكهولم إلى الشمال حتى أخذت درجات الحرارة بالتدني













طبعاً هذا ما نشاهده في مؤشر السيارة، أما ونحن بداخلها فلم نكن نشعر بشيء
لم نكن نقف إلا للتزود بالوقود أو لشراء القهوة وما شابهها
كان السير حثيثاً وباتجاه الشمال وكنت أنا من يقود السيارة
وهذه إحدى عيوبي فأنا لا أطيق السفر إلا وأنا من يقود السيارة

لم نبت ليلتنا تلك إلا وقد تجاوزنا خليج بوثنيه "Gulf of Bothnia"
بتنا في قرية ايفرتوناي "ضvertorneه" والتي تقع بالقرب من الحدود الفنلندية
نزلنا في فندق تورني داليا"Hotel Tornedalia"
عند باب الفندق وجدنا شابين ذوا لهجة شامية تبادلنا التحايا معهما ثم سألانا التريث
قاما بالاتصال بأحدهم ليتم اجراءات الحجز لنا وطلبا منا الذهاب من الباب الخلفي!
انطلقنا إلى داخل الفندق واستقبلتنا الموظفة عند بابه وأخذت ترشدنا إلى غرفتنا والتي كانت في آخر الممر
لم يطل بنا الأمر كثيرا حتى كنا نغط في النوم


كان إقلاع طائرة ينبع في الثالثة إلا ربع صباحاً، يعني لم أنم ليلتي تلك
ومن ثم القيادة لأكثر من أحد عشر ساعة وقطع أكثر من ألف كيلومتر
لقد كنت أنام أثناء القيادة على حد قول ابني باسر
كانت ذقني تلامس صدري ولثواني في كل مرة على حد زعمه
وكان هو متحفزاً على الدوم لأخذ زمام المبادرة إن انحرفت المركبة عن مسارها

دعونا منه فهو مبالغ، فلم أسمع منه هذه القصة إلا وهو يحدث والدته عن الرحلة!


صباح اليوم التالي استيقظت قبل أن يستيقظ من أدعى زوراً وبهتاناً (كما أظن) أني كنت أنام أثناء القيادة!
استبقت ياسر إلى غرفة الطعام التي أرشدتنا إليها موظفة الفندق بالأمس
كانت غرفة صغيرة جداً تحتوي على ثلاث طاولات فقط على ما أذكر على الرغم من حجم الفندق
أخذت كوباً من القهوة ورحت أتسكع عند بوابة الفندق حتى يأتي ياسر


















تناولنا افطارنا ومن ثم استعدينا للرحيل
ذهبت بدوري لأجد في هذا الفندق بهوه أو المكان الذي سأدفع فيه
قابلت شابين آخرين حيث أرشداني إلى صالة الطعام في الفندق!
عبرت البهو وإذا به الكثير من الرجال والنساء جلوساً ووقوفا عبروا بأعينهم معي إلى صالة الطعام
دخلت صالة الطعام وإذا بها ممتلئة!
هدأت أصواتهم وصوبت أعينهم نحوي نساءً ورجالا
كانوا عرباً مسلمين
معظم النساء هنا يتوشحن السواد
تنبهت من ذهولي وألقيت السلام
أتاني فوراً ردٌ جماعي مزلزل كدت أطلق معه ساقيّ للريح
أعقبه مباشرةً شتى أنواع التحايا والترحيب

يا إلاهي، لم يكونوا إلا اللاجئين السوريين
خصص هذا الفندق بأكمله لهم

نجوا من السفاح بشار ووقعوا في براثن الغربة في هذه المنطقة النائية القارصة البرد
يبدو عليهم جلياً الملل والكآبة والرتابة في الحياة
ليس هنا ما يفعلوه ولا يوجد أين يذهبوا
أعانهم الله على من ظلمهم وعامله بما يستحق

ركبت السيارة بعد أن دفعت حساب الفندق وعلامات التعجب على محيا ياسر من طول الوقت الذي استغرقته
شرحت له الأمر وانطلقنا صوب نورقام

عند خروجنا من القرية لفت انتباهي نهر تورني "Torne River" عند عبوره وهو مكسوٌ تماماً بالثلج
قلت سأجرب المشي عليه فلم أفعل ذلك من قبل
أوقفت السيارة ونزلنا منها ومشينا إلى النهر
رحت أنزل عبر ضفته حتى أصل إليه
وما هي إلا خطوتان حتى غصت إلى أكثر من منتصفي في الثلج
أصابني هلع شديد ورحت أتخبط في الثلج محاولاً الصعود مرة أخرى
وكنت أتفوه ببعض الأصوات والكلمات التي لا معنى لها
كاد حينها أن يغشى على ابني ياسر من شدة الضحك أهلك الله عدوه


لم تفارقنا الغيوم طوال هذا اليوم ليله بنهاره
فنحن محاطون بالبياض من كل مكان، من فوقنا ومن اسفل منا وعن يميننا وشمالنا


























توقفنا في الطريق وابتعنا كل ما نشاء من الطعام تحسباً للأمر كما قرأت
وصلنا نورقام مساءً ونزلنا في نورقامن لوماكيسكوس "Nuorgamin Lomakeskus Ky"













وهو فندق يحتوي على العديد من الأكواخ بالإضافة إلى الكوخ الكبير والذي يحتوي على ردهة استقبال وصالة طعام!
يعمل في الفندق رجل وامرأة وشاب وشابة ظهر لنا أنهم عائلة واحدة ولم نتأكد من ذلك
يحتوي الكوخ الذي نزلنا فيه على غرفة نوم وصالة بها مطبخ وحمام أكرمكم الله

رتبنا حاجياتنا وأتممنا صلاتنا ومن ثم خلدنا للنوم



 

AL Tunaijiمعجبون بهذا.

توقيع : Al Nimer


التعديل الأخير تم بواسطة Al Nimer ; 12-10-2015 الساعة 10:48 PM
Al Nimer غير متواجد حالياً  
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الأوروبي, السلام, وأضواء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ركوب السماء... Lover121 ماليزيا 9 30-04-2016 08:14 PM

الساعة الآن 11:08 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO