X سُعداء بتواجدكم بيننا ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ، نأمل منكم زيارة صفحة شروط الإستخدام ، تفضلوا مشكورين بالتسجيل*** اضغط هنا *** لإثراء الجميع بخبراتكم السياحية
Loading...





عدد المعجبين85الاعجاب
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-2015, 11:38 AM   #11

مسافر متميز

الصورة الرمزية Al Nimer
 
تاريخ التسجيل :  Dec 2014
رقم العضوية : 294
المشاركات : 217



افتراضي رد: الشمال الأوروبي وأضواء الشمال







حان وقت مغادرة النوردكاب
تحركت جميع المركبات وبدأ النفير نزولا




















كنا آخر من غادر تلك البوابة
انعطفنا يميناً في اتجاهنا إلى التا
وعند بلوغنا المكان حيث صلينا بالأمس وحيث قذفت الريح بقبعتي
صاح بي ياسر قف، قف
توقفت وسألته عما يريد
قال إني أريد أن آتيك بقبعتك
وهل تريد أن تمشي على هذا السفح؟
نعم
ألا تخاف أن تغوص قدماك في الثلج؟
وإن كان؟ الأهم ألا أغوص أنا
طيب وما الضامن لك
يا أبي كانت الرياح شديدة البارحة، أما الآن فلا أراه إلا مكاناً اعتدت أن أسير على مثله
وبالفعل كان له ما أراد
أحضر لي قبعتي بارك الله فيه
ولكنه أحضرها بطريقته الخاصة









أكملنا طريقنا بعد ذلك حتى بلغنا أحد تلك الأنفاق ذات الأبواب
دخلنا النفق وعند الخروج منه كان بابه مغلقاً









عادة لا تصل إلى الباب إلا وقد دارت عجلته آخذاً بالفتح
أما هذا فقد كادت مركبتنا أن تلامسه ولم يفتح بعد!
عدت إلى الخلف ثم إلى الأمام حتى بلغته مرةً أخرى
أعدت الكرة المرة بعد المرة بلا جدوى
صرت أبدل بين أضواء المركبة تارة الخافتة وتارة العالية بوتيرة سريعة
أيضاً لم يستجب
أخذنا نضحك متسائلين عن العمل
اللوحة الإرشادية الوحيدة مكتوبة باللغة النرويجية

أخرج ياسر رأسه من النافذة وأخذ يطلق صفيره للباب!
بعدها بهنيهة فتح الباب
قال ياسر عندها: أخبرني إن استعصى عليك باب آخر!









عند بلوغنا التا توقفنا عند أحد متاجر كووب
بدأ ياسر بالتبضع لعشاء الليلة
كان يريد أن يعد كبسة فقد اشتهاها
كما أنه يَعُدُها حركة لطيفة يستقبل بها زوج خالته

ذهبنا بعدها إلى الفندق "Suolovuopmi fjellstue AS" (شكراً للمخطط الزمني)
قابلنا ذلك الشاب اللطيف مرة أخرى حيث قام بتسليمنا الغرفة
حللنا أمتعتنا واغتسلنا وصلينا المغرب والعشاء
أخذ ياسر يعد بعدها الطعام
وأنا بدوري ذهبت إلى ذلك الشاب لأسأله إن كان هناك ما يُعِدوه لمشاهدة الأورورا

وجدته خارج مبنى الاستقبال يداعب كلبين لطيفين بلون الثلج
بادرته بعد التحية بسؤالي
رفع رأسه إلى السماء مبتسماً وقال: لا أظن أن هناك ما تشاهده الليلة
وفعلا كانت السحب حينها قد أطبقت على السماء تماماً
قال بعدها اتبعني رجاءً
تبعته إلى جانب المبنى حيث كانت هناك خيمة كبيرة ومرتفعة جدا
كانت كتلك الخيم التي اعتدنا رؤيتها في افلام الهنود الحمر
كانت فوهة الخيمة مفتوحة تستطيع أن ترى كبد السماء منها
الأرائك ليست مرتفعة وبلا مسند للظهر مرصوفة على جدران الخيمة الدائرية ومغطاة بجلد الريندير
الموقد في المنتصف مرصوف في أعلاه الحطب

قال هنا يجلس هواة الأورورا طلباً للدفء أثناء مشاهدتها وتصويرها
وإن أردت أشعلت الحطب واعددت لك المكان
شكرته رافضاً ذلك ومبدياً اهتمامي بمشاهدة الأضواء
قال دعني أجري بعض الاتصالات مع القرى المجاورة لنرى كيف هي السماء عندهم
قلت نعم هذا ما أريد ولكن ليس الآن، احتاج أن أحضر صديقي من المطار أولاً كما أخبرتك
نعم، نعم، ستجدني هنا عندما تعود

تمتعت قليلاً بالروائح الزكية عندما مررت بياسر اثناء اعداده الطعام
سألته إن كان يريد أمر ما قبل ذهابي إلى مطار التا
سألني أن أحضر معي الملح! لقد نسيه

وصلت المطار في الوقت المناسب
كان المسافرين يغادرون بوابة المطار للتو
توقفت في مكاني بانتظار أن يغادر تركي المطار
خرج آخر مسافر ولم يظهر تركي بعد
اتصلت به هاتفياً ولكن جواله كان مغلقا

اضطررت إلى مغادرة السيارة والنزول لصالة المطار
ذهبت إلى طاولة الاستعلام حيث كان هناك شخصين يدور بينهما حديث
انتظرت ريثما يفرغان منه ورحت أقلب بصري في صالة المطار
ثم إذا بي المح شبح شخص جالس هناك في الزاوية البعيدة من الصالة
اقتربت منه وإذا به هو
تبادلنا الأحضان سائلاً إياه عما يفعل هنا وأنا بانتظاره خارجا
قال لم أرى أحداً وكنت أشحن بطارية جوالي الفارغة
أخذته إلى السيارة وانطلقنا

كان الإرهاق والتعب باديان عليه بجلاء
رحت أمازحه قائلاً له:
يا تركي أنت لا زلت في ريعان شبابك وليس من المفترض برحلة كهذه أن تفعل بك هذا كله
يا أبا ياسر من المفترض أن أصل إليكم صباح الغد حسب المسار المخطط له
ولكني وجدت هذا المسار والذي يوفر ليلة كاملة، لا سيما وقد تأخرت كثيرا
سألته بدوري أي مسار تتحدث عنه؟
زفر طويلاً وقال
جدة-باريس-ستوكهولم-اوسلو-ترومسو-التا!
قلت ما شاء الله تبارك الله لقد اظهرت شبابك جلياً الآن، لوكنت مكانك لما استطعت الحديث إليك بداية
قال ليس هذا هو المهم الآن
فكل تلك الرحلات الأخيرة من النوع الذي لا طعام فيه وأنا أتضور جوعاً الآن
قلت لا بأس سأتوقف عند أحد التاجر الآن وابتاع بعض الملح وسكت!
انتظر هو قليلاً علِي أعقب بشيء وعندما لم أتفوه بكلمة بعدها بدأ الحديث وببطء شديد
أقول له أتضور جوعاً ويقول لي ملحاً، ابا ياسر!
عندها ضحكت وأخبرته بما يعده ياسر من طعام

في الطريق إلى الفندق كانت عيناي مصوبتان إلى السماء علِي أرى ثغرة هنا أو هناك
ولكن لم يحالفنا الحظ أبدا
وصلنا الفندق وعند دخولنا الغرفة كانت ممتلئة
كان الشاب ومعه الفتاتان اللتان تساعدانه جميعاً في الغرفة
أبطأتُ على ياسر فما كان منه إلا أن طلب منهم الملح ثم تدرج الأمر بعده
تناولنا طعام العشاء جميعاً
دارت شتى أصناف الأحاديث بين ستتنا
كانت سهرة ممتعة جدا
كانت إحدى الفتيات المانية وكانت الأخرى أوكرانية
وكان الشاب أوكرانياً كذلك، تزوج بصاحبة هذا المنتجع الخمسينية واستقر هنا
ازاحت تلك الليلة بما اكتسبناه من معارف وطرائف بعض ما كنا نعانيه من التعب والإرهاق
وخاصة تركي والذي أقلعت به طائرته وهبطت خمس مرات متتالية!


صباحاً لم ادع ما يصدر صوتاً في الغرفة إلا اثرته بداية بنفسي
صليت وتلوت اذكار الصباح جهراً
قلبت حطب المدفأة مضيفا إليها البعض وكنت أصك بابها صكا
رفعت صوت المذياع
رحت اغسل الأواني مصدراً كل ما أمكنني من صوت
أخرج وأدخل إلى الغرفة متفنناً بفتح وغلق الأبواب

استيقظا من نومهما والحمد لله عند الساعة العاشرة صباحاً
بعد أن أتما صلاتيهما اتجهنا إلى صالة الطعام لتناول طعام الإفطار

هنا وكنوع من رد الجميل أبدع في إفطارنا ذلك الأوكراني
لا أعتقد أن صنفاً من أصناف الإفطار النرويجي قد غاب عن مائدتنا ذلك الصباح
ثلاثة أو أربع أصناف من مربى التوت فقط
الأجبان لا تعد
قدم البيض بأنواعه
الألبان المخلوطة بالفواكه والمكسرات
ووو……. الكثير لا أعرفه
كان يؤكد عند كل طبق يقدمه أنه محليّ!
حتى لقد قدم لنا شرائح تشبه المرتديلا ولم تكن سوى لسان ريندير!
أما القهوة فقد تحدث عنها وعن طريقة اعدادها كثيراً وكانت تشبه في مذاقها قهوة الصيادين تلك

هل يا ترى هو كرم نرويجي أم أوكراني؟!!

عدنا جميعاً إلى الغرفة
وكان القرار هو قضاء اليوم في التا ثم العودة وركوب الزلاجات الثلجية ومن ثم مشاهدة الأورورا

ركبنا السيارة









وقضينا يومنا في أسواق التا ومتاجرها
ومشينا في شوارعها كثيرا

المشي على الثلج وصوت هشاشته حين تغرس قدميك فيه يجلب لك شيء من المتعة
شعورك بالثبات يزيد من ثقتك بخطواتك
ولكن الجليد هو ما تخاف منه، زلة القدم هنا أسهل وأسرع مما تتخيل
لذلك ابتعنا قطعاً بلاستيكية في أسفلها مسامير تثبت على الحذاء من الأسفل أكرمكم الله
تعطيك ثباتاً عالياً عند المشي على الجليد
كم تمنيت لو كانت إطارات السيارة لها نفس الثبات

عدنا إلى الفندق ولكن لم تتوفر الزلاجات كما كان مخططاً لها
أمضينا بقية اليوم في التسكع بين الجليد واللهو به
كنت انظر إلى السماء واتساءل هل ستنقشع؟
تناولنا طعام العشاء في الفندق وتسامرنا بعده على أقداح القهوة









توجهنا بعد ذلك إلى الغرفة بعد أن فقدنا الأمل في رؤية تلك الأضواء
لم يطل بنا الأمر على أسرتنا تلك الليلة حتى راح ثلاثتنا يغط في نوم عميق

.
.
.




 

AL Tunaijiمعجبون بهذا.

توقيع : Al Nimer


التعديل الأخير تم بواسطة Al Nimer ; 13-10-2015 الساعة 09:01 AM
Al Nimer غير متواجد حالياً  
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الأوروبي, السلام, وأضواء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ركوب السماء... Lover121 ماليزيا 9 30-04-2016 08:14 PM

الساعة الآن 11:07 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO