X سُعداء بتواجدكم بيننا ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ، نأمل منكم زيارة صفحة شروط الإستخدام ، تفضلوا مشكورين بالتسجيل*** اضغط هنا *** لإثراء الجميع بخبراتكم السياحية
Loading...




العودة   شبكة و منتديات العرب المسافرون > العرب المسافرون ( البوابات العامة ) > رحلات الجزر والكروز

عدد المعجبين1000الاعجاب
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-08-2015, 03:04 AM   #11

عضو قدير ( محصّن )

الصورة الرمزية الغردقاوي
 
تاريخ التسجيل :  Dec 2014
رقم العضوية : 123
الدولة : أرض الكنانه - البحرالأحمر
الجنس : ذكر
المشاركات : 10,845



أوسـمـة: الغردقاوي

كل الاوسمة:1 (more»)
افتراضي رد: #*# البــوصـلة والفـرجـار في وصـف زنـجـبار - تقرير 07/2015 بالفيديو والصور #*#


بداية رائعه لتقرير من العيار الثقيل كما أعتقد من تنظيمك له
زنجبار جزيرة اود زيارتها يوما ما بإذن الله
وبالفعل بحثت كثيرا عنها ولم أجد تقارير إلا نادرا لمن زاروها وكانت رحلة دعويه مع مجموعة يوجد هناك من كان في إنتظارهم ورعاية تنقلاتهم
لذلك نحن بحاجه لتقرير من نوعية تقاريرك حيث رحلة فرديه بدون جمعيات تنتظرنا وتسهل دروب تنقلنا

متابع للتقرير وبإذن الله أستفيد مما ستطرحه خلاله من معلومات

 

توقيع : الغردقاوي

ومما زادني شرفا وتيها
وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي
وأن صيرت أحمد لي نبيا
الغردقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-2015, 06:41 AM   #12

مشرف سابق

الصورة الرمزية مجدي
 
تاريخ التسجيل :  Jan 2015
رقم العضوية : 1224
الدولة : فلسطين
الجنس : ذكر
المشاركات : 1,409



أوسـمـة: مجدي

كل الاوسمة:2 (more»)
افتراضي رد: #*# البــوصـلة والفـرجـار في وصـف زنـجـبار - تقرير 07/2015 بالفيديو والصور #*#



صج شوقتنا على هالجزيرة
ان شاءالله بنشوفها بعيونك وكاميرتك
وشكراا للتقرير الحصري والهدايا
ربي يسعدك
شكرا لحضرتك على الكلام الجميل
إن شاء الله نكون عند حسن الظن



أستمر متابعين معاك بداية رائعة ومقدمة موفقة
أشكرك أخي
تحياتي ليك


بداية رائعه لتقرير من العيار الثقيل كما أعتقد من تنظيمك له
زنجبار جزيرة اود زيارتها يوما ما بإذن الله
وبالفعل بحثت كثيرا عنها ولم أجد تقارير إلا نادرا لمن زاروها وكانت رحلة دعويه مع مجموعة يوجد هناك من كان في إنتظارهم ورعاية تنقلاتهم
لذلك نحن بحاجه لتقرير من نوعية تقاريرك حيث رحلة فرديه بدون جمعيات تنتظرنا وتسهل دروب تنقلنا

متابع للتقرير وبإذن الله أستفيد مما ستطرحه خلاله من معلومات
شرفتني أخي العزيز
كلامك سليم، التقارير حول الجزيرة جدا نادرة
وإن وجدتها تجدها بالغالب سطحية جدا ولا تحتوي على معلومات تفيد المسافر
وهي على شكل رحلات دعوية لمجموعة من المشايخ وطبعا بعيدة كل البعد عن السياحة والاستجمام
إن شاء الله تستفيد من تقريري هذا
ويكون دافع ومحفز ليك لزيارة الجزيرة

 

مجدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-2015, 10:06 PM   #13

مسافر جديد

 
 
تاريخ التسجيل :  Dec 2014
رقم العضوية : 295
الدولة : مــــــــصــــــــر
الجنس : ذكر
المشاركات : 38



افتراضي رد: #*# البــوصـلة والفـرجـار في وصـف زنـجـبار - تقرير 07/2015 بالفيديو والصور #*#


شوقتنا الى التفاصيل
اتوقعه تقرير فوق العادة

 

ahmedomer غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-2015, 03:09 PM   #14

عضو قدير

الصورة الرمزية Deena
 
تاريخ التسجيل :  Dec 2014
رقم العضوية : 732
الجنس : انثى
المشاركات : 1,600



أوسـمـة: Deena

كل الاوسمة:2 (more»)
افتراضي رد: #*# البــوصـلة والفـرجـار في وصـف زنـجـبار - تقرير 07/2015 بالفيديو والصور #*#


رائع رائع جدا

في غاية الشوق للتفاصيل

 

توقيع : Deena

"فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفّني مسلماً وألحقني بالصالحين"
Deena غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-2015, 12:00 AM   #15

مشرف سابق

الصورة الرمزية مجدي
 
تاريخ التسجيل :  Jan 2015
رقم العضوية : 1224
الدولة : فلسطين
الجنس : ذكر
المشاركات : 1,409



أوسـمـة: مجدي

كل الاوسمة:2 (more»)
Wink زنجبار هوية مختصرة




زنجبار - هوية مختصرة



الحكم - فيديرالي شبه ذاتي في ظل السلطة التنزانية الحاكمة.
اللغات – الرسمية السواحلية والإنجليزية. والكثير يتحدثون العربية وكذلك الفرنسية والايطالية.
الديانة – 98% مسلمون.
المساحة – 2461 كلم.
عدد السكان – حوالي 1 مليون و 300 ألف نسمة.
العملة – الشيلينغ TZS.
التوقيت – جرينيتش + 2.
المناخ – استوائي حار غالبية أيام السنة. مواسم الأمطار تمتد من شهر مارس وحتى مايو، ومن شهر نوفمبر وحتى ديسمبر.
الحوالة الدولية - 255+



علم زنجبار من 19 أكتوبر 1856م إلى 27 أغسطس 1896م (فترة حكم السلطان ماجد بن سعيد بن سلطان بن الإمام احمد البوسعيدي)




علم زنجبار من 27 أغسطس 1896م إلى 10 ديسمبر 1963م (فترة حكم السلطان حمود بن محمد وحتى إلغاء بريطانيا لوصايتها على زنجبار)




علم زنجبار من 10 ديسمبر 1963م إلى 12 يناير 1964م (منذ إلغاء بريطانيا لوصايتها على زنجبار وحتى الإنقلاب والإطاحة بحكم العرب)




علم زنجبار في يومنا هذا (بعد الاطاحة بحكم العرب والاتحاد مع دولة تنجانيقا وتكوين جمهورية تنجانيقا وزنجبار المتحدة، ما يسمى اليوم بـتنزانيا)




شعار زنجبار




جغرافيا زنجبار :

زنجبار كلمة عربية محرفة وتعني "بر الزنوج (زِنْجْ بَرْ)"، أي أرض ذوي البشرة السمراء. هنالك من يعتقد بأن هذا التعبير أطلق على أهل الجزيرة تحقيرا لهم، والأرجح أنه عَبّر في تلك الحقبة عن الاختلاف والتباين بين الرحالة العرب الآتين من الجزيرة العربية وبين السكان المحليين، بعيدا كل البعد عن شحن هذا التعبير بالمجازات السلبية. وهنالك من يعتقد بأن أصل الكلمة من اللغة العربية المحكية "زِينْ ذا البَرْ"، ويُقصد بها "يا زين هذا البر"، تعبيرا عن مدى جمال هذا البر وروعته.

زنجبار اليوم مدينة أو بالأصح ولاية تابعة للحكومة التنزانية تقيم حكما ذاتيا شبه مستقل. مكونة من مجموعة من الجزر الواقعة في المحيط الهندي شرق أفريقيا، بالقرب من خط الاستواء ولذلك يعتبر مناخها استوائيا حارا وماطرا معظم أيام السنة.

تتكون من حوالي 52 جزيرة غالبيتها صغيرة، وأكبرها جزيرة "أنغوجا - Unguja" وتعتبر الجزيرة الرئيسية، حيث يقطنها ثلثي سكان زنجبار، وهي التي يقصدها الغالبية العظمى من السياح، ولذلك معروفة لوحدها بإسم "زنجبار"، لذلك عندما يُقال زنجبار فيُقصد بالعادة جزيرة "أنغوجا". وتسمى كذلك بـ"بستان أفريقيا الشرقية"، ويبلغ طولها 85 كلم وعرضها حوالي 40 كلم. فيها عدد من المدن أشهرها المدينة العاصمة الستون تاون Stown Town، ومدن مثل Chaani، Mbweni، Mangapwani، Chawaka، Nungwi، ومناطق سكنية أخرى بغالبيتها العظمى قرى صغيرة مكونة من أكشاك خشبية وأكواخ من الصفيح. أرض الجزيرة حجرية وتصلح لزراعة الأرز والجزر والحبوب والقرنفل. تقطن أنواع من الحيوانات جزيرة زنجبار، كقردة "الكولوبوس الأحمر Red Colobus" النادرة، وهو المكان الوحيد في العالم الذي يقطن فيه هذا النوع من القردة المهددة بالانقراض. والنمر الزنجباري الذي يعتقد بأنه انقرض بالفعل. الجزيرة لا تحتوي على الحيوانات البرية الكبيرة، باستثناء الكولوبوس الأحمر يمكن مشاهدة الخنازير البرية، الظباء الصغيرة، القطط البرية، النمس، والكثير من الطيور والفراشات.

أما ثاني أكبر جزيرة هي جزيرة "بمبا - Pemba" والواقعة شمالي الجزيرة الرئيسية "أنغوجا"، وتسمى "الجزيرة الخضراء"، وأكبر مدنها مدينة Chake-Chake. يبلغ طولها قرابة 78 كلم وعرضها 23 كلم، أرضها رملية وتشتهر أكثر من "أنغوجا" بزراعة القرنفل والنارجيل، وتعتبر كذلك أكثر أمطارا منها، ويسكنها بكثرة خفاش الفاكهة.

الستون تاون أو المدينة الصخرية تعتبر المدينة العاصمة في زنجبار، وتقع بالطبع في الجزيرة الرئيسية "أنغوجا" على الساحل الغربي المطل على دار السلام العاصمة التنزانية. اكتسبت المدينة اسمها من العديد من المباني الصخرية التي تقع في الجزء القديم منها والتي دارت حولها العديد من القصص والحكايات، وقد بنيت في الواقع من المرجان والطين وليس من الصخور. يوجد حالياً ما يقارب ألف وسبع مائة مبنى من هذه المباني في الستون تاون، وقد صُنفت ألف ومائة مبنى منها على أنها ذات دلالات معمارية. وتحتوي على الأسواق والمجمعات التجارية الكبيرة، الكاتدرائيات، المساجد العريقة، والكثير من أبواب المنازل فيها قديمة جدا ومتقنة الصنع، وتشير الى الحضارات المختلفة التي توالت عليها. تم تصنيف المدينة الصخرية من قبل الأمم المتحدة على أنها "إرث عالمي".



زنجبار والاسلام :

تأتي العلاقة بين شرق أفريقيا وعرب جزيرة العرب – خاصة عرب الجنوب- وهم أقدم الشعوب العربية اتصالا بالسواحل الإفريقية الشرقية، بحكم الجوار الجغرافي، وساعدهم على قيام هذه الصلات نظام الرياح الموسمية، والتي كانت تمكن السفن الشراعية الصغيرة من القيام برحلتين على الأقل في العام؛ ففي الخريف تدفعها الرياح الموسمية الجنوبية الغربية من خليج عُمَان وسواحل الجزيرة العربية نحو الساحل الإفريقي، وفي فصل الربيع تدفعها في اتجاه الشمال الشرقي، حيث تمكِنها من العودة إلى قواعدها، وفي خلال دورة الرياح يتم التعامل التجاري، كانت تلك إذا هي بداية العلاقة بين سكان شبه الجزيرة العربية وبين شرق القارة الإفريقية، وقد مهد هذا الأمر لوصول الإسلام ثم إنتشاره بعد ذلك في المنطقة. كما تؤكد الآثار الجغرافية والمصادر التاريخية أن الإسلام وصل إلى ساحل كينيا منذ القرن الأول الهجري وبالتحديد في عام 65هـ، عن طريق بعض المهاجرين العرب الذين هاجروا من جنوب الجزيرة العربية لأسباب اقتصادية أو سياسية، كما تدل التواريخ المدونة قبل ألف عام على بعض المساجد الموجودة حتى الآن في (جيدي)، وجزيرتي (بَاتَيْ ولامُو الكينيتين المجاورتين للصومال) على وصول التجار العرب إلى تلك المناطق الساحلية من كينيا، حيث كانت سفن عرب جنوب شبه الجزيرة العربية تجول في المحيط الهندي وسواحله، والبحر الأحمر، تحمل البضائع من المراكز التجارية التي أنشؤوها على امتداد الساحل الشرقي لأفريقيا إلى البلاد العربية.

بدأت علاقة الإسلام مع شرق أفريقيا عند هجرة المسلمين إلى الحبشة (أثيوبيا اليوم)، وعلاقة المودة التي ربطتهم في تلك الفترة مع النجاشي حاكم الحبشة آنذاك، وقصته مع المهاجرين معروفة. ألف عام أو أكثر عاشتها زنجبار دولة مسلمة بعد أن دخلها العرب المسلمون ومعهم دينهم الإسلامي الحنيف بأنواره وحضارته ولغته العربية، فصنعوا منها لؤلؤة لامعة في جبين إفريقيا، وصارت مركزاً تجارياً دولياً مهماً، وكانت تبسط نفوذها القوي على أرجاء شرق إفريقيا بأسطولها الكبير الذي وصل في رحلاته إلى الهند وبلاد الشمس المشرقة في الشرق، ومرسيليا والبندقية في الغرب، حتى العام 1964م.

دخلت زنجبار في الإسلام عن طريق الهجرات الإسلامية إلى شرق القارة الأفريقية في نهاية القرن الأول الهجري في عهد الدولة الأموية، وذلك عندما قام الحجاج بن يوسف الثقفيفي عهد الخليفة عبد الملك بن مروان بمحاولة ضم عُمان إلى الدولة الأموية وكان يحكمها آنذاك الأخوين سليمان وسعيد ابنا عبد الجلندي، وقد امتنعا عن الحجاج فأرسل إليهما جيشا كبيرا فآثرا السلامة وخرجا بمن تبعهما من قومهما إلى بر الزنوج شرق أفريقيا.وقد استدل المؤرخون على ضوء هذه الحقيقة التاريخية على أن الوجود العربي في زنجبار سبق ظهور الإسلام، لأن رحيل حاكما عُمان إليها بعددهم وعتادهم لا بد أن يستند على وجود سابق يأمنان فيه على حياتهما وأموالهما وذويهما وقبل ذلك على دينهما. يستحيل منطقاً أن يخرج سلطانا عمان من بلدهما إلى بلد لا يعرفان به شيئا أو أحدا، ولكن المنطقي أنهما انتقلا إلى أرض فيها وجود عماني كثيف يأمنان بها على حياتهما ودينهما. وإذا كانت هذه الواقعة في القرن السابع الميلادي فمعنى ذلك أن هناك تاريخاً يمتد إلى زمن لا يقل عن ثلاثمائة عام، وقد يبلغ خمسمائة عام إذا استندنا إلى الآثار الموجودة. فيُعتقد بأن التجار العرب قد أتوا زنجبار ابتداء من القرن الأول الميلادي من الجزيرة العربية مبحرين بمساعدة الرياح الموسمية.

في القرن العاشر ميلادي بدأ التخطيط العمراني المصاحب بإدخال المواد الحجرية في صناعة البناء بساحل أفريقيا الشرقي. وفي أواخر القرن الـ11 وأوائل القرن الـ12 بدأ التجار بالاستقرار كمجموعات صغيرة في زنجبار وتزاوجوا مع سكانها الأفارقة. ثم حكموها حكما وراثيا سمي بـ "مويني مكو" أو السلطان. كانت كلا من جزيرة انغوجا وجزيرة بمبا وجزيرة مافيا، ومومباسا (أهم المدن الكينية)، وكيلوا (جزيرة تنزانية)، وجزر القمر رقعة جغرافية وسياسية واحدة. فبداية الحكم الإسلامي في زنجبار خصوصا والشرق الإفريقي عموما بدأت مع بداية الهجرة الجماعية إليها، حيث اشترى السلطان حسن بن علي الشيرازي جزيرة كيلوا من حاكمها الوثني وامتلكها مع أولاده، وكان أول من مَلَك شرق أفريقيا منهم السلطان علي بن الحسين بن علي، وذلك في أواسط القرن الثالث الهجري وولى ولده محمد بن علي على مومباسا، وبعد اضطراب الأمور وحدوث الفتن خرج بعض ذرية السلطان علي بن الحسين من كيلوا إلى زنجبار لطلب النصرة من سلطانها. ويبدو أن هذه الجزر الواقعة في شرق أفريقيا كانت عبارة عن سلطنات إسلامية على رأس كل سلطنة سلطان. ولكن دبت الخلافات وشبت الحروب بين الاخوة وأبناء الملة الواحدة. ورغم ذلك شهدت هذه الدول وهذه السلطنات تطورا حضاريا في مجالات عدة على ذات النسق الذي كانت تعيشه المدن العربية ومدن الخليج العربي، فكان الارتباط بحضارات الدول التي جاء منها المستوطنون الأوائل قويا شديدا، فعمل الشعب الجديد على تقليد حياة مدن جنوب الجزيرة العربية ومدن الخليج العربي.

إن العرب العمانيين قد تملكوا الجزر والسواحل في شرق أفريقيا كما ذكرنا، فكانت زنجبار تخضع لسلطنة عمان سواء في عهد السلاطين اليعاربة أو سلاطين آل بوسعيد. وكانت السلطة العمانية تمتد إلى مومباسا وماليندي (مدينة كينية ساحلية) ومقديشو (عاصمة الصومال) وأسمرة (عاصمة اريتريا) وبعض المدن في وسط أفريقيا، وقد ظلت سيطرت العمانيين على زنجبار وساحل شرق أفريقيا حوالي ألف عام، ولم تنقطع السيطرة العمانية عن تلك المناطق إلا لفترات قصيرة بسبب رحلات الاستكشاف البرتغالية التي أعقبها الاستعمار البرتغالي نفسه فانتزعوها منهم عام 1503 م، وبقيت في ايديهم إلى ان طَرد الامام سلطان بن سيف البرتغاليين من عُمان ومن ساحل شرق أفريقيا.

أدى تواجد العرب والمسلمين من عمان وبلاد فارس إلى ازدهار الجزيرة وجعلها ميناء للتجارة بأنواع مختلفة من البضائع. كما تمتعت بعلاقات وثيقة مع الصين والهند وأوروبا. وجذبت روائع زنجبار العديد من الرحالة المعروفين، والذين كان من بينهم الرحالة المغربي ابن بطوطة، والذي قال عن شرق أفريقيا في القرن الثامن الهجري بأن سكان هذه المناطق من المسلمين، شافعيو المذهب، أهل دين وإصلاح وعفاف.

فبعد الهجرة التي قام بها حاكما عُمان الأخوين ابنا عبد الجلندي بدأ الوجود العُماني في الجزيرة يتوطد أكثر وأكثر، حتى أصبح ولاة زنجبار وجزرها تابعين لحكم أئمة عُمان إلى أن جاء عهد السلطان "سعيد بن سلطان بن الإمام احمد البوسعيدي"، الذي فتح لزنجبار صفحة ناصعة في التاريخ بما أولاها من اهتمام غير مسبوق. فعمل على تعزيز الصلات الحضارية وتوحيدها مع ساحل شرق أفريقيا، فأصبحت الدولة العُمانية في عهد السيد سعيد بن سلطان (1806-1856م) دولة ملاحيةكبيرة يمتد نفوذها من سواحل عُمان إلى جزيرة بمبا وجزيرة أنغوجا والساحل الشرقي لأفريقيا. فأدخل زراعة القرنفل لتصبح زنجبار المصدرة الأولى عالميا للقرنفل، واهتم بتجارة الذهب والعاج، وانتشر الرخاء بعد اكتشاف مناجم الحديد في مومباسا، وتطور صناعة الأقمشة، وأصبحت زنجبار أكبر سوق لتجارة العاج. واهتم ببناء أسطول حربي، فكان عنده 75 سفينة على ظهر كل منها 56 مدفعاً مما جعله أقوى أسطول على الساحل الممتد من رأس الرجاء الصالح إلى اليابان. ومن أهم ما قدمه السلطان سعيد هو مكافحة تجارة الرقيق عندما وقع اتفاقية مع بريطانيا عام 1822م حيث كان شرق أفريقيا قبل هذه المعاهدة هو المصدر الأساسي لهذه التجارة كما يعُتقد، مما يدحض مزاعم الغرب حول دور المسلمين في الترويج لهذه التجارة.

المملكة العُمانية في أوج قوتها عام 1856م قبل انفصالها وانقسامها





سقوط زنجبار العربية :

بدأ التأثير الأوروبي يأخذ له طريقا في زنجبار بعد العام 1498م، فاحتلتها الامبراطورية البرتغالية عام 1503م ونزعت السلطة من الحكام العرب. وبدأت الحملات العُمانية لاستعادة زنجبار والمنطقة منذ العام 1650م، إلى أن استعاد سلاطين عُمان الحكم من البرتغاليين عام 1698م. وكان النظام المستقر في زنجبار وساحل أفريقيا الشرقي تابعا لسلطان عُمان الذي كان يحكم من عُمان ويفوّض ولاة على زنجبار وبقية ممالك الساحل مقابل ضريبة سنوية. وحوالي العام 1832م في عهد السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي الذي بدأ حكمه على زنجبار عام 1806م انتقلت عاصمة عُمان من مسقط لتصبح العاصمة العُمانية هي المدينة الصخرية الستون تاون في زنجبار، بعد أن زارها واستهواه جمالها وطيب مناخها مقارنة بشمس عمان الحارقة. وسرعان ما تعاظمت وتكثفت هجرات العُمانيين إلى الجزيرة ملتحقين بسلطانهم.

على الرغم مما حققه السلطان سعيد بن سلطان في تقدم وازدهار زنجبار وإعلاء شأنها فيما حولها من بلدان إلا أنه زرع بذور ضياع هذه الجزيرة الغنية الجميلة من يد العرب والحكم الإسلامي دون أن يدرى. وذلك أن السلطان - وكان قد اطمأن إلى حكمه في شرق أفريقيا - وافق على التعاون مع عدد من الدول الغربية، ومنها أمريكا وبريطانيا، خاصة في المجال التجاري، حيث سارعت هذه الدول إلى التقرب إليه بالهدايا والمشاريع والسلاح، فوقعت اتفاقيات مع أمريكيا عام 1823م، وكذلك مع بريطانيا عام 1839م. وكان لبريطانيا النصيب الأكبر في السيطرة على اقتصاد الجزيرة أوصلهم إلى السيطرة على أمورها سياسياً بل ورفع علمهم عليها عام 1843م في ظل حكمه. وهذا فتح باب التنصير الأوروبي الاستعماري دون رقابة، فتغلغل وشوه تاريخ العرب. وأدى توثيق العلاقة بين السلطان وبريطانيا إلى سخط المسلمين الأفارقة عليه وشعورهم بأن العرب هم من جلبوا الاحتلال إلى بلادهم، وهذا ما استغلته بريطانيا في إثارة الفتنة العرقية بين مسلمي زنجبار.

وبعد وفاة السلطان سعيد بن سلطان عام 1856م على متن سفينته في طريق عودته من عمان إلى زنجبار، تصارع ابنيه الثويني بن سعيد وماجد بن سعيد على السلطة، وقد لعبت كل من بريطانيا وفرنسا دورا متفاوتا في استغلال هذا الخلاف بين هذين الأخوين، فقد تحركت قواتهما العسكرية والمسؤولون السياسيون على الفور لتحقيق مكاسب لمصالح بلدانهم، وقد بذلوا في ذلك جهدا كبيرا وتنقلوا بين مَسْقَطْ وزنجبار بغرض الحماية والوصاية، وكانوا في حقيقة الأمر يشجعون الخلافات بين الأخوين في وقت كانوا يَظهرون فيه على أنهم يبذلون سعيهم وراء التوسط لحل المشاكل، وساعدوا في تقسيم المُلك بزعم فض الخلاف بين الأخوة.

وينقسم بذلك الحكم الواحد لزنجبار وعُمان، فتصبحا سلطنتين منفصلتين مستقلتين عن بعضهما البعض، بعد أن كانتا سلطنة واحدة، وتصبح العلاقة بينهما مالية فقط، فيكون بذلك السلطان الثويني بن سعيد حاكما على عُمان، والسلطان ماجد بن سعيد حاكما على زنجبار منذ العام 1856م حتى وفاته عام 1870م. وكان السلطان ماجد قد أدخل أول مركب بخاري إلى زنجبار، وبنى مدينة دار السلام العاصمة التنزانية وعَمرّها وكان ينوي تحويلها إلى عاصمة لحكمه ولكنه توفي قبل الانتهاء منها، فعمرها الألمان عندما اتخذوها عاصمة لمستعمراتهم في افريقيا وبنوا فيها محطة لسكة الحديد. ومن بعده جاء السلطان برغش بن سعيد والذي حاول عزل أخيه السلطان ماجد عن الحكم عام 1865م بمساعدة الفرنسيين، وتنصيب نفسه سلطانا على زنجبار، ولكن السلطان ماجد قام بوأد هذا المخطط قبل حصوله بمساعدة البريطانيين الذين قاموا بحمايته بالقوة، وقام السلطان ماجد بعدها بنفي برغش إلى الهند، ولكن برغش استلم السلطة بعد وفاة السلطان ماجد عام 1870م وحتى العام 1888م، فقام بتطوير وانشاء البنى التحتية في زنجبار، وساعد على انهاء تجارة الرق وأغلق سوق العبيد. ومن ثم تلاه السلطان خليفة بن سعيد الذي حكم منذ العام 1888م وحتى العام 1890م، ومن ثم السلطان علي بن سعيد منذ العام 1890م وحتى العام 1893م. ومن بعده السلطان حمد بن ثويني منذ العام 1893م وحتى العام 1896م. ومن ثم السلطان خالد بن برغش والذي لم يدم حكمه أكثر من عام واحد 1896م. وتلاه السلطان حمود بن محمد منذ العام 1896م وحتى 1902م. وخلفه السلطان علي بن حمود 1902م وحتى 1911م. ومن بعده السلطان خليفة بن حارب صهر السلطان علي بن حمود منذ العام 1911م وحتى 1960م. ومن ثم السلطان عبد الله بن خليفة منذ 1960م وحتى 1963م. وكانت الخاتمة لجمشيد بن عبد الله منذ العام 1963م وحتى 1964م. وليبدأ بعدها الطابع الأفريقي شيئا فشيئا يغلب على سلطنة زنجبار بعد انفصالها وانقطاع الصلة بالرابط العربي العُماني، وقد ساعدت سياسة السلطان ماجد في حينه بعد الإنفصال عن عُمان بتعزيز هذا الانفصال بمنعه السفن العُمانية والخليجية من الإبحار في مياه زنجبار، ومنع تأجير المساكن للتجار العرب القادمين من شبه الجزيرة العربية وغيرها الكثير.

توارث الحُكم بعد السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي
(بالأحمر حُكم سلاطين زنجبار، وبالأخضر حُكم سلاطين عُمان بالترتيب)




استمر الموقف بنزاعات وشقاقات بعد وفاة السلطان سعيد بن سلطان عام 1865م، وانتهز البريطانيون الفرصة ليبسطوا أيديهم أكثر على الجزيرة، حتّى جاء مؤتمر بروكسل، وفيه قُسّمت افريقيا بين القوى المتصارعة، وكان من ضمن ما قُسّم زنجبار. وفي تشرين الثاني 1886م في عهد السلطان برغش قُسّمت الجزيرة بين بريطانيا وفرنسا وألمانيا.وتعاظم الصراع بعد ذلك، وتوالى بشكل سريع، وتعاقب على حكم زنجبار ولاة لم يَدُم حكم بعضهم عامين، وعرفت الجزيرة الانقلابات والحروب، وفرض البريطانيون سلطتهم على الجزيرة، حتّى أنهم عزلوا حاكماً من حكامها بالقوة المسلحة لينصبوا آخر كما سنذكر لاحقا.


ففي العام 1886م بدأت محاولات الامبراطوريتين البريطانية والألمانية السيطرة على زنجبار تحت ما يسمى بـ"التحرير من العبودية"، وعملت على إثارة النعرة العنصرية بين المسلمين، خاصة بعد أن أشاع الاستعمار بين الأفارقة أن العرب كانوا من تجار الرقيق، وألصق بالعرب الميراث التاريخي البشع الذي ابتدعه الغرب من تجارة العبيد إلى الدول الأوروبية وأمريكيا، في تجاهل للاتفاقية التي وقعها السلطان سعيد بن سلطان مع بريطانيا لإلغاء هذه التجارة التي كان يقوم عليها الغزو الغربي، ومطامع دول الجوار. كان استقرار السلطان سعيد بن سلطان في زنجبار متوافقاً مع بدء إحساس الغرب بأهمية موقع زنجبار الاستراتيجي في ظل قواعده البحرية التقليدية، من حيث كونها موقع مواجهة مع ساحل افريقيا الشرقي القريب من الهند ومن ساحل الخليج العربي. يذكر لنا التاريخ المكتوب أن هناك صراعا بريطانيا ألمانيا دار حول زنجبار سابقا وانتهى بتوقيع اتفاقية تحديد مناطق نفوذ، وأن هناك صراعا إيطاليا فرنسيا بريطانيا أمريكيا، إلا أن أمريكا كانت أسبق الجميع حين وقعت معاهدة صداقة مع زنجبار عام 1823م، وحظيت أمريكا بموجبها على امتياز الدولة الأحق بالرعاية.

تتمثل أهمية وإستراتيجية شرق إفريقيا كونها منطقة مهمة بالنسبة للقارات الثلاثة القديمة (أوروبا، آسيا، إفريقيا) حيث أنها حلقة الاتصال بين هذه القارات عن طريق التجارة الدولية، كما تأتي أهميتها الإستراتيجية من كون دولها تطل على ” المحيط الهندي” من ناحية وتتحكم في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، حيث مضيق باب المندب من ناحية ثانية، ومن ثم فإن دولها تتحكم في طريق التجارة العالمي، خاصة تجارة النفط القادمة من دول الخليج، والمتجهة إلى أوروبا، والولايات المتحدة. كما أنها تُعد ممرا مهما لأي تحركات عسكرية، قادمة من أوروبا، أو الولايات المتحدة، في اتجاه منطقة الخليج العربي. وقد وضحت هذه الأهمية أيضا في التاريخ الحديث فأضحت المنطقة مطمعا للدول الاستعمارية ومنطقة الصراع بين القوى العظمى، فتسابقت على فرض نفوذها في المنطقة للاستئثار بالمزايا الجغرافية والإستراتيجية لتزداد قوة على قوتها حاضرا ومستقبلا، وقد أدى صراع هذه الدول الاستعمارية للاستفادة من منطقة شرق إفريقيا إلى وضع خطط لتمزيقها وتوزيعها على المتصارعين بما يخدم مصالحهم الإستراتيجية دون النظر إلى مصالح شعوب هذه المنطقة، ولا تقتصر أهميتها على اعتبارات الموقع فحسب، وإنما تتعدي أيضاً للموارد الطبيعية فيها، خاصة البترول الذي بدأ يظهر في الآونة الأخيرة في أكثر من دولة مثل: كينيا.

واستمرت هذه المحاولات الخبيثة في السيطرة إلى أن أعلنت الامبراطورية الألمانية عام 1890م صديقتها الامبراطورية البريطانية وصية على زنجبار، تحت حكم السلطان علي بن سعيد،. وعندما تصدر الحكم السلطان خالد بن برغش عام 1896م، لم توافق عليه بريطانيا، لرغبتها بحمود بن محمد خلفا له لسهولة التعامل معه وقربه منهم. فأعلنت الحرب عليه وقصفت بسفنها المدينة الحجرية التي تعتبر مقر السلاطين، إلى أن أعلن السلطان خالد الاستسلام وهذا بعد أقل من 40 دقيقة من بدء القصف، لتعتبر هذه الحرب أقصر حرب في التاريخ، وتم نفيه خارج البلد واستبداله بحمود بن محمد سلطانا على زنجبار. وبدأت زنجبار تخسر أملاكها أمام القوى الاستعمارية العظمى، وإن كانت باعت او تنازلت عن بعضها مثل مقديشو لإيطاليا ومومباسا لبريطانيا.

كما دعمت الامبراطورتين الحركات التنصيرية الاستعمارية في شرق أفريقيا، كمحاولة لإسقاط الحُكم العربي فيها، حتى بدأت مخالب التنصير تتوغل في أوصال العقل المسلم، والفقر يسري في أجساد السكان العرب، وكان من نتيجة ذلك أن تمت السيطرة على ثروات البلاد، وترافق مع ذلك كله محاولات لنشر اللغة الإنجليزية في الخفاء وتدريسها لأبناء العرب والمسلمين وتشجيع الطلاب على التحدث بها، ما جعل جيل العرب يصفون هذه الفترة وتداعياتها إلى اليوم بأنها حقبة استعمارية سوداء استهدفت محو هويتهم، ومسخ ثقافتهم الدينية والتاريخية. وكان من تداعيات ذلك مسخ الهوية، ومحو التاريخ العربي والإسلامي في زنجبار، حيث تم إطلاق اسم "زنزبار" على البلاد، بعدما كانت معروفة لأهلها وغيرهم باسم زنجبار. ولم يتحرك العالم العربي والإسلامي بمنظماته ومؤسساته المختلفة لنصرة سكان هذه البلاد من المسلمين والعرب، التي امتد الحكم العربي والإسلامي فيها من الصومال إلى موزنبيق.

وفي 19 ديسمبر من العام 1963م أعلنت بريطانيا الغاء وصايتها على زنجبار، لتستقل زنجبار مجددا من أي تدخل خارجي، ولكن بريطانيا قامت بترتيب خطة تستطيع بها البقاء الفعلي بعد خروجها ظاهريا، فكانت المؤامرة التي دبرتها للإطاحة التامة بالحكم الإسلامي العربي، وقبل تسع سنوات من إعلان الاستقلال الرسمي الوهمي الخادع هذا بدأت بريطانيا في تنفيذ سياستها (فرق تسد)، فعمدت إلى بذر الصراع العرقي بين المسلمين هناك. حيث سعت إلى تكوين حزبين سياسيين يفرقان بين المسلمين من أصل عربي والمسلمين من أصل أفريقي وشيرازي تمهيداً لحرب أهلية تطيح بالعرب المسلمين وحكمهم. وهذان الحزبان تشكلا كالآتي: الأول حزب زنجبار الوطني وتشكل سنة 1955م على أساس عضوية مفتوحة لكل الأهالي. والثاني الحزب الأفرو-شيرازي والذي تأسس عام 1957م ويضم الإفريقيين والشيرازيين في جبهة واحدة بزعامة عبيد كرومي. وظهر بعد ذلك في الحلبة حزب ثالث حزب الشعب بزعامة محمد شامت. وجرت انتخابات فاز فيها الحزب الوطني. فحدث الانقلاب على السلطان جمشيد بن عبدالله عام 1964م بعد شهر ونصف تقريبا من اعلان الغاء الوصاية البريطانية، ليُقصى من الحكم ويفر هو والعائلة الحاكمة إلى الخارج، ويُقتل الآلاف من العرب والهنود، وطُرد الآلاف الآخرين وصودرت أملاكهم، وهرب الكثيرين إلى كينيا وتنجانيقا ومنهم من عاد إلى بلدانهم الأصلية في الجزيرة العربية، وما زال جمشيد بن عبد الله مع بعض أفراد عائلته في المنفى في بريطانيا إلى يومنا هذا.

كانت زنجبار تحت الحكم العربي قد وقفت في وجه التغلغل الصهيوني في أفريقيا، وخالفت بذلك نهج جيرانها من دول أفريقيا الشرقية، وعلى رأسهم القسيس نيريري حاكم تنجانيقا. واتضح موقف زنجبار الصريح المؤيد لقضية فلسطين يوم رفضت حكومتها استقبال جولدا مئير وزيرة الخارجية الصهيونية – التي أصبحت رئيسة وزرائها فيما بعد منذ العام 1969م وإلى 1974م – عندما كانت تزور دول أفريقيا الشرقية، لإقامة علاقات دبلوماسية مع البلاد التي تقع على الطريق البحري إلى فلسطين لتأمين الملاحة الصهيونية. وعند ذلك شرع اليهود في تدبير مؤامرة للقضاء على زنجبار، فاهتدوا إلى أحد عملائهم – وهو عبيد كرومي – وكلّفوه بالتعاون مع نيريري للقضاء على هذه الدولة الفتية. وفي عام 1964م وبالتحديد في شهر يناير كشف الحزب الأفرو-شيرازي عن حقيقته البشعة، والذي لم يكن يمثل كل المسلمين الإفريقيين والشيرازيين كشعب بل يمثل أقلية فاسدة منهم، ذلك أن قام بانقلاب مسلح في غفلة من نظام الحكم ومن الشعب عبر مكيدة. فقام بالاستيلاء على سفينة أسلحة جزائرية لتوفير الأسلحة لأنصاره، وقام رئيس شرطة زنجبار البريطاني بتسريح الضباط المسلمين العرب وإخفاء مفاتيح السلاح حتى ينقطع عن أيديهم.

ونظم الحزب الأفرو-شيرازي مظاهرات بقيادة الطاغية كرومي، وتم توجيهها إلى قصر السلطان جمشيد بن عبد الله خليفة للضغط عليه حتى اعلن استسلامه. ودبّر كرومي بمساعدة نيريري عملية ذبح للمسلمين هناك، حيث استأجر مرتزقة من الكونغو للقيام بعملية القتل. وتم قتل أكثر من عشرين ألف مسلم في يوم واحد. واستولى كرومي على السلطة، وأخذ يقلد مصطفى كمال أتاتورك في إزالة الصبغة الإسلامية عن زنجبار، ثم قام بضم زنجبار إلى تنجانيقا في شهر أبريل من العام 1968م، بعد 4 أعوام فقط من الإنقلاب، وقامت دولة جديدة اسمها (الجمهورية المتحدة تنزانيا) برئاسة القسّيس نيريري، وترك لخادمه كرومي مطلق الحرية في زنجبار لإذلال المسلمين هناك، وتحويلهم إلى الماركسية بعد أن استحال تحويلهم إلى النصرانية عن طريق المبشرين، فأقام حكما شبه ذاتي فيها. وقسم زنجبار (أنغوجا) إلى ثلاثة أقاليم: المركزية الشمالية، الجنوبية، الشرقية، وكل أقليم قُسم إلى محافظتين. وهكذا أصبح "عبيد كرومي" أول رئيس لزنجبار وأول نائب رئيس لجمهورية تنزانيا المتحدة بجانب الرئيس جوليوس نيريري التنجانيقي.

ادعى كرومي أنه ولد في قرية مويرا سنة 1905م، وتلقى القليل من التعليم الرسمي، ثم عمل كبحار قبل دخوله معترك السياسة، ثم غادر زنجبار في سنوات حياته الأولى متنقلا بين عدة أماكن في العالم حتى وصل إلى لندن، حيث اكتسب فهما في الجغرافيا السياسية والشُئون الدولية خلال لقاءاته مع المفكرين الأفارقة مثل "كاموزو باندا" من المالاوي. وقد طور قدرته للسيطرة خلال توسع الحزب الافرو-شيرازي وتقوية علاقاته مع حزب تانو التنجانيقي. وبعد فوز حزب زنجبار الوطني وشريكه الأصغر حزب الشعب الانتخابات بتاريخ 10 ديسمبر 1963م منحت بريطانيا الاستقلال التام لزنجبار، وجعلت نظام الحكم فيها ملكي دستوري بهيمنة الحزب الوطني. ومع أن حزب كرومي الافرو-شيرازي نال أغلبية ضئيلة من إجمالي الأصوات، وأظهر استعداده للعمل ضمن الإطار الانتخابي للحكومة الجديدة، لكنه في الواقع كان قد ابلغ الضابط البريطاني بنيته القيام بانقلاب في شهر يناير بعد الانتخابات بشهر.

وفي صباح يوم السبت 11 يناير عام 1964م، كانت زنجبار جزيرة عربية مستقلة، يحكمها السلطان جمشيد بن عبد الله بوسعيد، أحد أحفاد السلطان سعيد بن سلطان. وفي مساء السبت عاد الناس إلى بيوتهم، والهدوء يلف الجزيرة، ومرّت الساعات الأولى من الليل رطبة شتائية، وبعد منتصف الليل شق هدوء الجزيرة صوت رصاص، ولم يستمر كثيرا، وقد ظن الذين لم يكونوا قد استسلموا للنوم أن جنديا طائشا أطلق بعض طلقات من بندقيته، وكلما مضى من الليل وقت ازداد الجو رطوبة وبرودة وثقلا، وما هي إلا ساعة بعد انتصاف الليل حتى اجتاحت الأحياء والدور فرق من الجنود، فنهبوا البيوت، وشرعوا في قتل السكان واستباحوا النساء، وسقط ما يزيد على عشرين ألف قتيل، وفي رواية أخرى قد بلغ عدد القتلى خمسين ألفا. فقد كانت طلقات الرصاص تعلن عن عملية اجتياح لمراكز الشرطة والاستيلاء عليها من قبل الجنود ذوي الأصول الإفريقية، وعملية حصار لمقر الحكم. انقلاب دموي كامل تم معظمه بالسلاح الأبيض من أكثر الانقلابات وحشية في القرن العشرين، ضاعت على إثره أندلس إفريقيا من أيدي العرب. بعده تولى الحكم قائد الانقلاب "عبيد كرومي" إلى أن اغتيل بعد ثمانية سنوات من حكمه في أبريل من عام 1972م بمدينة زنجبار، قتله أربعة رجال مسلحين عندما كان يلعب لعبة الباو في مقر الحزب الافرو-شيرازي.

المجزرة التي أودت بحياة الآلاف من العرب والمسلمين إثر الإنقلاب وتهجير الآلاف الآخرين




زنجبار اليوم :

اليوم غالبية السكان في زنجبار بنسبة تقدر بالـ98% يدينون بالإسلام، والبقية مسيحيون وهندوس. جزء كبير منهم يقدر بـ80% أصولهم أفريقية، وجزء آخر يقدر بـ14% أصولهم عربية، وأخرون ينحدرون من أصول فارسية وهندية وباكستانية وغيرها. في العهد العُماني كانت اللغة الرسمية هي اللغة العربية ولكن وبعد انقضاء الحكم العُماني واتحاد زنجبار مع تنجانيقا أصبحت اللغة الرسمية هي اللغة السواحلية بجوار الانجليزية، فغالبية السكان يتحدثون الانجليزية بطلاقة.

شكلت زنجبار قديما ممرا تجاريا بحريا ترسوا فيه السفن التجارية في رحلاتها بين الشرق والغرب، وخاصة بين الشرق الأوسط، الهند وأفريقيا، فاعتبرت زنجبار "بوابة أفريقيا". فأقام فيها التجار والرُحّل مقرا يأويهم في رحلاتهم، ولذلك توالت عليها الثقافات والحضارات المختلفة، الفارسية والعربية والاندونيسية والماليزية والهندية والصينية وغيرها، ما أثر كذلك على لغتهم السواحلية التي استسقت من اللغات المختلفة كلمات لها، وخاصة اللغة العربية التي شكلت لغة غالبية التجار والحكام الذين سيطروا عليها.

يعتمد السكان في معيشتهم على الزراعة، وخاصة زراعة التوابل وفي مقدمتها القرنفل. وقد أدخل زراعة القرنفل إلى زنجبار السلطان العُماني "سعيد بن سلطان"، وبها اشتهرت زنجبار عالميا وكانت في وقت من الأوقات أكبر منتج للقرنفل في العالم، ولكنها تراجعت بشكل كبير وخصوصا بعد العام 1970م لأسباب كثيرة منها التطور العالمي وسرعة التسويق الكبيرة في الدول المتقدمة، وكذلك المنافسة الدولية، وأيضا الاتحاد مع تنجانيقا وسيطرة الحكومة التنزانية على الأسعار والصادرات. ويعتمد كذلك السكان على الصيد وتصدير الأعشاب البحرية. بالإضافة الى قطاع السياحة الذي يشكل حاليا القسم الأكبر من دخل الكثيرين منهم، ويمثل ركنا أساسيا من أركان الاقتصاد المحلي. ولا تملك زنجبار مصادر ذاتية للطاقة، وتعتمد في تدبير احتياجاتها من البترول والطعام على تنجانيقا، وهو الأمر الذي يُعدّ أكبر المعوقات في طريقها إلى الاستقلال مجددا.

متوسط الدخل السنوي للفرد 290$ تقريبا، ويعيش حوالي نصف السكان تحت خط الفقر، ومتوسط العمر في زنجبار 57 عاما مقارنة بحوالي 67 عام في الدول المتقدمة، بالرغم من أن نسبة الرعاية الصحية الأولية والتعليم في زنجبار أفضل نسبيا من جارتها تنجانيقا. تحتوي زنجبار على أكثر من 210 مدرسة حكومية، وأكثر من 120 مدرسة خصوصية كثير منها مدارس دينية لتعليم الدين والحضارة الاسلامية. وتحتوي كذلك على جامعتين وكلية واحدة.

غالبية الشوارع في زنجبار مرصوفة أو شبه مرصوفة، ومنها الشوارع الترابية، لكن بغالبيتها لا رصيف لها، ولا اشارات مرورية فيها الا القليل باستثناء الستون تاون. تكثر فيها الدراجات الهوائية والدراجات النارية، أما السيارات الخاصة فقليلة نسبيا وتتمركز في منطقة الستون تاون، سيارات الأجرة أيضا قليلة وهي كذلك تتمركز في منطقة الستون تاون أو بجوار الفنادق الفخمة. طرق التنقل في زنجبار إما بواسطة سيارات الأجرة التاكسي، أو الباصات الصغيرة، أو ما يسمى بالـ Dala Dala وهي سيارات صغيرة مفتوحة من الخلف. وتحتوي زنجبار على خمسة موانئ والرئيسي منها هو ميناء Malindi. والوصول إلى زنجبار يكون إما بواسطة الجو والهبوط في مطار زنجبار الدولي على اسم "عبيد كرومي" والذي يبعد عن الستون تاون بضعة كيلومترات فقط، وإما بواسطة البحر باستخدام العَبّارات من ميناء دار السلام العاصمة التنزانية.

الحدث الأكثر شهرة في زنجبار هو المهرجان السينمائي الدولي والمعروف بـ"مهرجان دول الدَهْو (القارب الشراعي)"، والذي يكون في شهر يوليو من كل عام، وفيه تُعرض أهم الأعمال السينمائية المحلية وكذلك اغاني الطرب الزنجبارية عربية الأصل واللحن. أما الأعياد فهي ذاتها الأعياد والتواريخ الاسلامية المعروفة، كشهر رمضان المبارك، عيد الفطر وعيد الأضحى، والمولد النبوي الشريف.

أسهمت زنجبار بتاريخها العريق في إثراء الكتابات عن افريقيا عامة، وعن أحوال زنجبار وتاريخها خاصة. وأطرف ما كتب عن هذه الفترة مذكرات الأميرة سالمة (سلمى) بنت السلطان سعيد بن سلطان التي عاونت أخاها برغش عندما تمرد على أخيها الآخر السلطان ماجد وتدخل فيها الإنجليز لصالح ماجد، وحكموا على برغش بالنفي إلى الهند، ففي أثناء نفي برغش تصالحت الأميرة سالمة مع أخيها ماجد، ولما عفا السلطان ماجد عن برغش وعاد إلى زنجبار لم يغفر لسالمة تصالحها مع السلطان ماجد، وظلت حياتها في زنجبار قلقة، فقد كانت صغرى أبناء السلطان سعيد، وبالتالي فهي أصغر أخواتها. ويبدو أن وضعها هذا قد هيأها للدخول في مغامرة، فأحبت رجلا ألمانيا، وهربت معه إلى ألمانيا، وعاشت هناك، ومن البُعد كتبت مذكراتها تصف أيام المجد والقصور، والمربيات وركوب الخيل، والثروة، وعز المملكة الذي كان. وحاولت بعد سنوات طويلة العودة إلى اسرتها، لكنهم كانوا قد تخلوا عنها بشكل تام حال دون استيعابها مجددا، فعادت أدراجها إلى أوروبا.

حافظت زنجبار رغم الفتن التي اجتاحتها والانقلاب الذي أطاح بحكمها العربي، والنشاط التنصيري الأوروبي الاستعماري الواسع، ومطامع دول الجوار بها وبخيراتها وموقعها الجغرافي، ورغبة الدول الغربية في تقويض الاسلام فيها، لأنها كانت بوابة أفريقيا الشرقية ومنها دخل الإسلام إلى أغلب الدول الأفريقية الشرقية والوسطى، حافظت على جذورها الاسلامية وتاريخها العربي المشرق، فما زال الحنين بين أهل سلطنة عمان وأهل زنجبار قائماً، فكثير من عائلات الطرفين جذورها في أرض الآخر. والآثار العمرانية الاقتصادية والإسلامية في زنجبار ما زالت شاهدة على الأخوة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ بين الأرضين العمانية والزنجبارية، رغم جهل الكثير من أبناء الإسلام والعرب بتاريخ ومكانة الجزيرة. ونجد عودة الوعي نحو الشريعة، وبِدء التحركات المتزنة نحو العزة والقوة، حيث تصحيح مسار النفس الداخلي الروحي يكون عبر العودة إلى المبادئ والثوابت الإسلامية، والجمع بين صلاح الدين والدنيا.

وفي عام 1985م انتخب أول رئيس مسلم للبلاد "علي حسن مونيي" وحاول قدر الامكان النهوض بالبلاد، وتعيين مسلمين في بعض المناصب المؤثرة، وانتخب لفترة ثانية جعل فيها التعددية الحزبية أساسا قائما بعد أن سيطر الحزب الواحد على مجريات الأمور منذ الإنقلاب. ومنذ زيارة رئيس حكومة زنجبار "سالمين عامور" إلى مسقط عام 1991م، وتقديم اعتذار للسلطان قابوس عن أحداث عام 1964م، وزنجبار تشهد حركة ترميم واسعة للآثار العُمانية، وإنشاء المطار الدولي في زنجبار بتمويل عُماني، والمدارس والمستشفيات وغيرها. ولازالت المحاولات لتعزيز الهوية الاسلامية والحضارة العربية مستمرة رغم الصعوبات والحملات الشعواء الموجهة ضدهم، من محاولات تنصيرية استعمارية مستغلين افتقار المسلمين للعلم الديني وفهم القرآن والفقر المُتقع، وكذلك زوال اللغة العربية عن ألسن العامة، وزواج المسلمات من غير المسلمين، هذا كله لسلخ المجتمع عن دينه والقضاء على الروح الإسلامية في المجتمع. فرغم أن الأغلبية في زنجبار مسلمة إلا أن الحكم فيها مسيحي استعماري يُحَرك من قبل السلطة العليا في تنزانيا، وهذا ما يقمع المسلمين ويضطهدهم ويبقيهم في فقرهم، فهم محرومون من الوصول إلى مراكز صنع القرار إلا الأقلية القليلة منهم والغير مؤثرة. وخاصة بعد انتهاء فترة حكم "علي حسن مونيي" ورجوع السلطة لأيدي مسيحية استعمارية تعادي الأكثرية المسلمة، حاولت نقل العاصمة التنزانية من دار السلام العربية المسلمة، إلى مدينة دودوما، لطمس الأثر العربي الإسلامي.

هذا ما جعل المجتمع ينقسم إلى ثلاثة طبقات، الطبقة الدنيا والمكونة بغالبيتها من المسلمين الأفارقة، والطبقة الوسطى وبغالبيتها من التجار العرب والهنود والفارسيين المسلمين، والطبقة الحاكمة من المسيحيين غربيي الولاء. وشهدت زنجبار عمليات عسكرية لقمع مظاهرات سياسية قام بها المسلمون احتجاجا على تزوير الانتخابات العامة التي جرت عام 2000م، وانتهت هذه المظاهرات بحصار للجزيرة واقتحام المساجد وضرب السكان، وفي الوقت الذي كان الجيش يحصد أرواح المدنيين كانت الشرطة تكمل المهمة بتكسير عظام ومفاصل الجرحى وتكويم بعضهم فوق بعض في سيارات مكشوفة.

وقد وصل الأمر في عام 2001م إلى تعيين وزير مسيحي لرئاسة الوزارة الخاصة بالشئون الدستورية المخولة بإدارة دار الإفتاء والأوقاف والمحاكم الإسلامية، وفي نفس العام اعتقل الشيخ الإمام محمد الخامس بتهمة الإساءة إلى المسيح عليه السلام، وذلك لأنه نفى أن يكون المسيح إلها، وفي نفس العام أيضا تم ملاحقة المئات من السكان على خلفيات سياسية لمعارضتهم للحكومة، ما دفعهم للهجرة إلى كينيا والصومال. ولكن هذا لم يثن المسلمين في زنجبار عن التعلق بالإسلام والإقبال على تعلم أحكامه واللغة العربية رغم ما يواجهونه من تحديات، وأصبح المسلمون يعتمدون على الجهود الذاتية لا على الدولة في دعم وتدبير شؤونهم وخاصة الدينية والدعوية بسبب علمانية الحكومة.

وقامت ثورة قادها الشباب الزنجباري احتجاجاً على مساعي الحكومة التنزانية لتغيير الملامح الإسلامية في الجزيرة فقتل بعضهم بالرصاص وسجن البعض الآخر، ويطالب الشعب الزنجباري بالاستقلال وإعادة الحكم والوظائف القيادية إلى مسلميه وتطبيق الشريعة الإسلامية. وأمام هذا القمع أبى مسلمو زنجبار إلا أن يكون لهم وجود في الإقليم الذي يبلغ عدد المسلمين فيه أكثر من 98% من سكانه، حيث سعوا إلى أن يكون لهم دور حيوي في الانتخابات التي جرت في أكتوبر 2005م، فيما يشبه صحوة إسلامية في الإقليم.

وقد ترعرعت جهود الصحوة الإسلامية من إرشاد ووعظ ومعونات وكفالات للفقراء والمحتاجين، وبدت مظاهرها في تزايد أعداد المترددين على المساجد وعدد مرتديات الحجاب الإسلامي وسط دعوات من القيادات الإسلامية بأن إقرار القيم الإسلامية هو الحل الأمثل لكل المآسي التي يعيشها الإقليم، وأن الإسلام هو العامل الوحيد الذي يوحد الناس في الجزيرة، ويعرض العلماء فيها الشريعة الإسلامية بديلا للديمقراطية.

وتواجه الصحوة الإسلامية في زنجبار العديد من المصاعب، أهمها: الفقر، وحملات التنصير، وتنازع بعض الفرق الإباضية والشيعية، ففي زنجبار تجد مسلمي السنة والجماعة، والشيعة الاثنا عشرية، والشيعة الزيدية، والإباضية، والشيعة الاسماعيلية. ومعاناة مسلمي زنجبار هي جزء من معاناة مسلمي تنزانيا عموما، لإهمال الحكومة لهم، سواء في التعليم وعدم منح الدراسات الإسلامية أية اهتمام، وإهمال المناطق التي يقطنها المسلمين من بنية تحتية وغيرها. ليعتمد المسلمون فيها في غالب الأحيان كما ذكرنا على جهودهم الذاتية، وعلى التبرعات والمساعدات التي تأتيهم من الجمعيات الإسلامية من الدول العربية والاسلامية رغم تواضعها.

ولا يزال ذوو الأصول الإفريقية والهندية يجدون من مخلفات الحكم العُماني ما يستخدمونه في ضرب هذا التوجه، خصوصا كهوف العبيد، والتي يُرَوج بين السياح بأن السلطان العُماني كان يأسر فيها الزنوج لبيعهم.

بعد التعرف على طبيعة الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية في زنجبار، نشير إلى ملاحظة غاية في الخطورة، وهي أنه في الوقت الذي يتعمد الإعلام الغربي اتباع سياسة التعتيم على ما حدث وما يحدث في زنجبار من انتهاكات واعتداءات ضد المسلمين، نجد أن الإعلام العربي الإسلامي يتجاهل - بتعمد أو بدونه - إلقاء الضوء على هذه المجازر والانتهاكات التي تتكرر بشكل مستمر في زنجبار المسلمة، فعادة ما تستخدم الانتفاضة الفلسطينية للاستدلال على انحياز الخطاب الإعلامي الغربي ضد قضايا العرب والمسلمين، ويفسر في العادة هذا الانحياز على أنه نتيجة الهيمنة الصهيونية على وسائل الإعلام الغربي، غير أن هذا الانحياز لا يقف عند حدود الصراع العربي الصهيوني، فالخطاب الإعلامي الغربي يكاد يتبنى النهج نفسه في كل قضية طرفها عرب أو مسلمون، وما حدث في زنجبار شاهد آخر على هذا الانحياز، فهي جزء من ذلك الشريط العربي الممتد على الساحل الشرقي من القارة الأفريقية، يرتبط معظم سكانها بصلات قربى ونسب مع عرب الساحل الجنوبي من الجزيرة العربية، غير أنها جزء يتعمد التاريخ إغماض عينيه عنها ويشيح الضمير الدولي بوجهه عن مآسيها، إذ لم يكتف المجتمع الدولي بصمته إزاء مجازر عام 1964م، التي صاحبت استيلاء تنجانيقا (تنزانيا حالياً) على الجزيرة، بل ما زال يصر على صمته إزاء المذابح التي يواجهها المسلمون وهي تتجدد بعد ربع قرن من الزمان.

على ذلك فمستقبل تنزانيا ( الدولة الاتحادية ) في خطر، وأصبح استمرارها رهن رغبة شعب زنجبار في المزيد من الاستقلال ومدى قدرة الحكومة المركزية على التحمل، خصوصا أن استمرار الاتحاد على ما هو عليه الآن أمر مستحيل بالنسبة لشعب زنجبار في ضوء تصاعد المد الوطني والمشاعر الإسلامية. والمستقبل أمامنا والله أدرى وأعلم.



قمت باستخلاص هذا المختصر بتنقيح ومعالجة مني بمساعدة هذه المصادر :

زنجبار المسلمة والهوية المفقودة ، بستان إفريقيا الشرقية خلفية تاريخية عن زنجبار ، كيف اغتيلت دولة زنجبار المسلمة ، زنجبار شبكة الامام الرضا ، الانتخابات في تنزانيا سابقة ديمقراطية في شرق أفريقيا ، الزنجباريون لاجئون في الصومال ، استراتيجية منطقة شرق أفريقيا وأهمية مسلميها ، زنجبار أرضا وشعبا خلفية تاريخية عن زنجبار ، زنجبار أرضا وشعبا الوضع الحالي ، أيام قضيتها في زنجبار ، زنجبار ويكيبيديا العربية ، تاريخ زنجبار ويكيبيديا العربية ، قائمة سلاطين زنجبار ويكيبيديا العربية ، زنجبار ويكيبيديا الإنجليزية





انتظروني في الحلقة القادمة
مع "زنجبار كيفما رأيتها"




 


التعديل الأخير تم بواسطة مجدي ; 22-11-2015 الساعة 07:15 AM
مجدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-2015, 02:06 PM   #16

مجلس الإدارة

الصورة الرمزية آخـــرفـــرصـــة
 
تاريخ التسجيل :  Dec 2014
رقم العضوية : 16
الدولة : فضاء العرب المسافرون
الجنس : ذكر
المشاركات : 30,318



افتراضي رد: #*# البــوصـلة والفـرجـار في وصـف زنـجـبار - تقرير 07/2015 بالفيديو والصور #*#


ما شاء الله مختصر غني بالمعلومات التاريخية عن زنجبار

متابعين لنرى زنجبار بنظرة خبير

الله يسعدك

 

توبليرون و مجدي معجبون بهذا.

توقيع : آخـــرفـــرصـــة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لا أكتب الا في شبكة و منتديات العرب المسافرون

آخـــرفـــرصـــة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-2015, 11:06 AM   #17

مشرف سابق

الصورة الرمزية مجدي
 
تاريخ التسجيل :  Jan 2015
رقم العضوية : 1224
الدولة : فلسطين
الجنس : ذكر
المشاركات : 1,409



أوسـمـة: مجدي

كل الاوسمة:2 (more»)
افتراضي رد: #*# البــوصـلة والفـرجـار في وصـف زنـجـبار - تقرير 07/2015 بالفيديو والصور #*#



شوقتنا الى التفاصيل
اتوقعه تقرير فوق العادة
أشكرك أخي العزيز
إن شاء الله يكون عند حسن ظنك



رائع رائع جدا

في غاية الشوق للتفاصيل

تحياتي لحضرتك
خليكي متابعة معايا وإن شاء الله تكوني مبسوطة




ما شاء الله مختصر غني بالمعلومات التاريخية عن زنجبار

متابعين لنرى زنجبار بنظرة خبير

الله يسعدك

كلك ذوق أخي وعزيزي
إن شاء الله رح أحاول ما أتأخر كثير بين الحلقة والحلقة
لإكمال التقرير بأسرع وقت ممكن

 

مجدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-2015, 02:57 PM   #18

مجلس الإدارة

 
 
تاريخ التسجيل :  Dec 2014
رقم العضوية : 15
المشاركات : 15,812



افتراضي رد: #*# البــوصـلة والفـرجـار في وصـف زنـجـبار - تقرير 07/2015 بالفيديو والصور #*#


نبذه عن زنجبار ومقدمه رائعه

 

توقيع : فيصل

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ

معرفاتنا بوسائل التواصل الإجتماعي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فيصل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-2015, 05:22 PM   #19

مسافر مبدع

الصورة الرمزية مسقط الخير
 
تاريخ التسجيل :  Feb 2015
رقم العضوية : 1743
الدولة : سلطنة عمان مسقط
الجنس : ذكر
المشاركات : 1,224



افتراضي رد: #*# البــوصـلة والفـرجـار في وصـف زنـجـبار - تقرير 07/2015 بالفيديو والصور #*#


زنجبار خيرها وفير وأهلها طبيبيون وطبيعتها ساحره

شكرآ على معلومات مقدم رائعة

متابعين الباقي ...

 

مسقط الخير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-2015, 10:28 AM   #20

عضو قدير

الصورة الرمزية طارق عنايات
 
تاريخ التسجيل :  Dec 2014
رقم العضوية : 94
الدولة : سوريا
الجنس : ذكر
المشاركات : 5,123



أوسـمـة: طارق عنايات

كل الاوسمة:1 (more»)
افتراضي


جزء تاريخي قيم

الخلافات على السلطة اضاعت الكثير من الدول الاسلامية

تابع يا بطل مجهودك الرائع

 

توقيع : طارق عنايات

العرب المسافرون بيتي الذي احب

طارق عنايات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
معلومات, موسوعة, تاريخ, تقرير, رحلة, سلاطين, سلطنة, زانزبار, زانزيبار, زنجبار, صور, زنزيبار, tanzania, فيديو, zanzibar

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بالفيديو والصور..السلطان قابوس يضع حجر الأساس لمشروع "متحف عُمان عبر الزمان مسقط الخير بوابة سلطنة عمان 6 31-01-2017 07:20 PM
موسوعة تفصيلية في التحفة السريلانكية – 04/2014 بالفيديو والصور مجدي بوابة الهند وسيرلانكا 58 03-07-2015 01:18 PM

الساعة الآن 08:54 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO