وأكملتُ طريقي ..
ما رأيكم لو غيّرنا قليلا .؟!!
ماذا لو خرجنا من دوّامة الجمال هذه .؟!
لماذا لا نشاهد أشياء مضادّة للحياة .؟!
لم تفهموا قصدي .. أليس كذلك .؟!
ماذا لو دعوتكم لزيارة أبشع .. وأقبح أبراج العالم .؟!
برج جيجـكوف ..
فلترافقوني .. لتشاهدوا قلّة الذوق .!
إنّه مجرّد كتـلة من الحديـدِ والصّلـب ..
ولتلك الكتلة قدرة عجيبة على إثـارة الكآبة
واليأسِ والإحبـاط ..!
وهي بالإضافةِ لذلك مكان مثالي للانتحار .!!
كان عليّ دفع عدّة كورونات لصعودِ البرج ..!
أليس هذا مدعاة للسخرية .؟!
ندفع حتى للقبح .. والبشاعة ..
ما علينا .!!
أضحكتني تلك التماثيل الصغيرة .. للأطفال الذين يتسّلقون البرج .! كانت محاولة لإضفاء حس جمالي على هذا البرج المتعجرف .. والمغرور .!
لا شـيء يغفـرُ لك يا جيجكـوف ..
فحتى نوافـذك العلويـّة التي نطـل منها على براغ .. متسخة .. وعاكسة ..!
أمّا حسنتـك الوحيدة ..
فهي موظّفـة الاستقبال الفاتنة ..
تلك التي قلّلـت من فاقدِ الحيويّة .!
وأشعرتني بأنّ الدنيا لا تزالُ بخير ..!
وداعا جيجكوف ..
وداعا لا لقاء بعـده .!!
لم ألتفت حين ودّعته .. لقد تعمّـدتُ ذلك
خشيتُ أن يفسّر ذلك نوعا من التعاطف معه .!
وأكملتُ طريقي .. ها قدِ انتصف النّهار .!
سأعودُ لغرفتي .. وأنتظرُ المساء .!