الحلقة السابعة
4/10 الجمعة خير الأيام في جزيرة الأحلام
صلاة الجمعة - القرية التراثية


أصبحنا وأصبح الملك لله
استيقظت على صلاة الفجر، ركبت السيارة باتجاه المسجد الذي يبعد 500 متر فقط عن فلل الياسمين، طبعاً في لنكاوي تؤدى الصلاة عقب الأذان مباشرة (هذا على الأقل بالنسبة للمساجد التي صليت فيها في لنكاوي). عدت إلى المنزل وظللت أتمشى وأراقب الطبيعة البكر وهي تداعب العيون بلون أخضر يبعث في قلبك ورئتيك السعادة والهدوء.






عدت للنوم فقد كان الأمس متعباً جداً، استيقظنا جميعاً تمام الساعة 11.00 صباحاً. أحضرت فطوراً بسيطاً من المطاعم القريبة من الفلل ب 20رنجت (لا يوجد شيء فخم في المنطقة) ، وجلسنا قليلاً حتى حان موعد صلاة الجمعة....ذهبت لأداء صلاة الجمعة في في مسجد (جاميك القديم) المسجد التحفة... البعيد عن الفلل حوالي 5 كيلومترات. طريقة لطيفة لجمع التبرعات يوم الجمعة في لنكاوي: لكل سطر صندوق خشبي صغير مع غطاء زجاجي، يمرر أول واحد من يمين السطر الصندوق ويدفعه للذي على يساره فيضع فيه ما تيسر ثم يدفعه لمن بعده وهكذا حتى يصل إلى قمة اليسار...بعد الخطبة تجمع الصناديق لدى الإمام أو القائمين على المسجد.











أديت مع عبده وحميدو صلاة الجمعة...وبصراحة لا أعرف عما كانت الخطبة (ولكن الدعاء والآيات والأحاديث باللغة العربية) وأثار إعجابي شاب خليجي جاء إلى المسجد قبل صلاة الجمعة بفترة يصلي ويقرأ القرآن ...سبحان الله ما أجمل صفاء العبادة...جاء دون أن يعرف أحد أنه هنا، وكان يمكن أن يكون في مكان آخر دون أن يعرف أحد أيضاً ،،،و لكنه يدرك أن الله يرانا. جزاه الله خيراً.





عدنا للمسجد لنجد الثلاثة الباقين في الانتظار...اركبوا يا شباب ...ويللا على التلفريييييك .... شغلت خرائط جوجل وسرت عليه أول الأمر ولكن اللافتات تدل على أن القرية الشرقية في اتجاه آخر (بالمناسبة هناك عدة طرق، يعني الخرائط أيضاً صح)، سألت أحد الطيبين ( أي أحد في لنكاوي يعتبر طيبين...الكل يساعدك) ، فابتسم وقال: أنا ذاهب إلى هناك ...اتبعني...وروح يا ولد.

























وصلنا في حدود الرابعة تقريباً، على الباب مجموعة من الأشخاص يعرضون عليك رحلة المانغروف: ساعتين ونصف ب 400 رنجت !! وهنا شاهدت أم عبده الباص البرمائي، فأسرعت للرجل:
- هاه على كم أبو بطة؟؟
- 38 رنجت الرحلة.
- ما في مشكلة...اركبوا اركبوا يا ولاد .... جيب 6 حبة تذاكر مدير.
- بعد 45 دقيقة. القارب البرمائي له مواعيد يا حبيبي.... إنتا فاكر نفسك راكب تك تك (طبعاً ترجمتي الخاصة لما قال بالماليزي)
- إذن نتفرج على القرية ونطلعلكم



وفعلاً دخلنا القرية: اشترينا للأولاد قبعات و نظارات شمسية ب 72 رنجت، وأثناء مرورنا إلى شباك التذاكر أعجب الأولاد بالفقاعة فلعبوا بها ب 10 رنجت، ثم وقفنا على شباك التذاكر، وللتوضيح مدخل القرية يوصلك إلى ساحة تحتوي مجموعة نشاطات منها الفقاعة وسيارات الدفع الرباعي والسكوتر المتحرك ومطاعم ومحلات بقالة وغيرها... بعدها تسير إلى يسار الساحة أو البركة لتصل إلى شباك تذاكر التلفريك والسينما الثلاثية وغيرها، وقد تحصل على عروض مميزة بالنسبة للقارب البرمائي وغيره. حيث لاحظت أن لديهم عروض كومبو كثيرة (طب واتخير) لكن للأسف وصلنا متأخرين جداً ولم يكن هناك وقت كاف للتلفريك والباص البرمائي وباقي الفعاليات في العروض الكومبو.






لاحظوا الصورة...ما اسم المطعم يا شاطرين؟؟!!




طبعاً.... لازم إنه ما يعجبهم الفقاعة الأولي ...فيغيروا للثانية....ولادي وبعرفهم








الفرجة ببلاش .... اللمس ب5 رنغت ... والتصوير وأنت لابسها ب10 رنغت



لكن القرية مليئة بالنشاطات المسلية سوى العروض الكومبو، فبدأنا بالألعاب الإلكترونية للشباب، ثم سيارات الدفع الرباعي بسعر 75 رنجت تأخذ سيارة الدفع لمدة 20 دقيقة تقريباً بداخل الغابة (لم نكن نحتاج لأكثر من ذلك، ذهبت مع عبده في الرحلة الأولى فيما بقيت أم عبده مع الأطفال ثم تبادلنا الأدوار وبين عبده وحميدو. اشترينا بعض المرطبات والبوشار تصبيرة (بوشارهم بالعسل....بلد عسل).




بالمناسبة ....اللعبة غير مصممة للأطفال .... يعني إذا عيال رح يملوا مثل أولادي ...هذه اللعبة يبيلها رجال



كنا نخطط لتجربة ركوب الأفيال (أظن سعرها 250 رنجت للكبار ومجاناً للأطفال) ولكن ...وفجأة ...... في الطريق فاجأنا ضيف غير متوقع ...على الأقل بالنسبة لحالنا...أرعدت السماء مرة سألت أم عبده: هل سيسقط المطر؟ قلت: نعـ... ربـ... ولم أستطع إكمال أي جملة فقد كانت زخات المطر الثقيلة تسرق من أفواهنا الكلام ونحن نبحث عن مأوى يقينا قوة الأمطار ... نظرنا حولنا وقد اختفى الجميع فلم نجد إلا مظلة صغيرة وقفنا تحتها أو بالأصح حشرنا تحتها وكانت لحظات عائلية لا تنسى فعلاً، وقد جمعت الأولاد حولي نتحدث ونتضاحك والمطر يزداد تارة ويخف تارة.



















نصف ساعة تقريباً انقضت قبل أن نستطيع الخروج من تحت المظلة، بدت القرية ساعتها كأنها قرية أشباح تدب فيها الحياة رويداً رويداً .... الكل يخرج من مخبئه ليبحث عن ضالته التي بحث عنها قبل نزول المطر ... أما نحن فكان الجوع قد أنهكنا فقررنا البحث عن المطعم الأفضل....أقصد الأقرب ....










للتوضيح ...هذه البركة ما كانت موجودة قبل نزول المطر ...سبحان الله


حصلنا حالنا بره ...بالغلط...ارجع ارجع ريوس



أثناء المشي توقفنا بجانب محل لشراء بعض التذكارات والهدايا للأطفال، اشتريت عصا سلفي حتى لا تفوتني اللحظات العائلية الجميلة مرة أخرى وأما الأولاد فاشتروا خرابيش الدجاج حقتهم (منظار ومظلة وأشياء أخرى) وأما أم عبده فكان نصيبها تذكاراً لنكاوياُ بامتياز. المجموع 82 رنجت ...بس بصراحة الموظفين اللي هناك كانوا مخيسين النفس يمكن لأنه الـ Fantastic Four خربوا الدنيا









قبل ما نأكل ...ذهبنا نصلي المغرب




متوضأ ومصلى القرية التراثية ....للأسف لا يرقى للمأمول




وأخيراً وجدنا المطعم (ليلى كباب) مطعم فارسي بداخل القرية التراثية، المطعم نظيف عدا الحمامات، التصاميم جميلة والمكان مرتب، والطعم حكاية ...أو ربما الجوع كافر .. المهم أننا ابتلعنا الطعام بشراهة لا توصف. طبعاً بعد العشاء صلينا العشاء. المجموع 200 رنجت مع البقشيش 






















... كانت الساعة عندها قد قاربت على التاسعة والربع... فكنا من أواخر الخارجين من القرية الشرقية...فكرت أن أعود للفندق مباشرة ولكن غداً سيكون أحد أهم الأيام في حياة أم عبده، وكيف لا وهو يوم مولدها، فقررت أن أحضر لها مفاجأة من العيار الثقيل....وهي رحلة المانجروف واستئجار جزيرة خاصة لنا.



غيرت الطريق باتجاه المطار بحجة إصلاح مشكلة بسيطة جداً في السيارة، وطبعاً في الطريق وعلى وحسب الخريطة يجب أن أدخل الدوار، والظاهر أنني دلخت الدوار ولم أدخله فاتجهت لليمين ليظهر في وجهي سائق سكوتر ...المسكين بدأ يعطيني (فل ليت) ولا في فايدة ... طبعاً كنت رح أطيره لولا لطف الله عز وجل الذي ألهمه أن يغير الطريق ...الرجل رجع لي على الطريق وبدأ يتكلم بصوت مرتفع جداً ويؤشر بيديه الثنتين ...الظاهر كان ملزم على العشا .... بس قلتله معليش منعوضها يوم ثاني إن شاء الله ...بس بصراحة الرجال ما قصر .... قال فيني شعر أردت أن أوضح له أني ما أعرف ماليزي بس قلت خلها لبعدين. (بالمناسبة ...سرعتي كانت 30 كم/س...يعني ما كان الوضع خطير جداً ولله الحمد)



المهم وصلت للمطار وهناك بإمكانك الاصطفاف بمنطقة مجانية والعودة لمكاتب الاستئجار التي قابلتها أثناء وصولك المطار (قاعة القادمون). أو تنتظر وسيجدك الصيادون بالنسبة لي تركت الجميع بالسيارة وعدت للمكتب وتحدثت مع الشخص الذي أجرني السيارة (المكاتب هناك تؤجر سيارات - قوارب خاصة - يخوت - شقق فندقية - بلعبوا معك كيرم إذا بدك ما في مشكلة ...المهم البنكنوت )...أخبرني بأنه سيمر غداً لأخذ السيارة لإصلاح مشكلة قفل الأبواب فيها، وعرض علي رحلة المانجروف لمدة 4 ساعات شاملاً المواصلات من وإلى الفندق وزيارة مغارة التماسيح وكهف الخفافيش ومشاهدة النسور وزيارة مزرعة السمك بمبلغ 300 رنجت ، فأخبرته أنني لا أرغب بمزرعة السمك وأفضل الجزيرة الخاصة عليها لمدة ساعة. تم الاتفاق ودفعت المبلغ وحصلت على الفاتورة المفصلة... رجعت وأسرعنا للعودة للفندق فأمامنا غداً يوم طويل ...تعالوا نراجع المصاريف قبل النوم ...



النصيحة الخضراء: تحتاج القرية التراثية لوقت طويل حتى تنهيها لكثرة النشاطات فيها، ممكن تقسمها على يومين أو تستمتع بنهارك من أوله