كانت هذه اللحظات أجمل ما مر علي في حياتي كلها، هدوء مريح، تسمح أصوات العصافير وحفيف أوراق الأشجار، لا بشر أبدا، مناظر خيالية تتجلى أمامي، نتوقف، نجلس، نمشي، نلتقط الصور، نضحك، ما أجملها من لحظات. أثناء سيرنا وجدنا أحد المحليين يجلس في الممر يبيع بعض الصور والأغراض التذكارية وبعض المشروبات والحلوى والبوظة. اشتريت 5 صور ثنائية الأبعاد مقابل 10 يوان، اتضح فيما بعد أنها تباع الواحدة منها في غالبية المتاجر بـ20 يوان، ما زالت هذه الصور أجمل ما يزين مكتبي الآن. ثم اشترت لنا "ليندا" قطعة بوظة واحدة لكل منا، قالت لنا أنها أحب الأنواع إلى قلبها، بطعم البازيلاء، بطعم البازيلاء؟!، بوظة بطعم البازيلاء؟!، هيا بنا لنجرب، بكل صراحة كانت هذه أبشع وأبغض وأقرف بوظة تذوقتها في حياتي، طعمها بالفعل طعم البازيلاء، لكن طعمها جدا قوي ومكثف بحيث تشعر وكأن طينا رمليا من البازيلاء يطوف في فمك، شيء من المرارة يتدفق داخلك، الشيء الوحيد الممتاز فيها هو برودتها، فلا يوجد أفضل من قضمة من البوظة في هذا الجو الحار. طبعا لم تبقى معنا طويلا والقينا بها في أقرب سلة قمامة.

بعدها أكملنا سيرنا في الغابة متجهين إلى محطة الباصات التي توصل إلى "جبل تيانزي - Tianzi Mountain Nature Reserve". مررنا فوق جسر حديدي أرضيته على شكل شبكة تشاهد أسفل الوادي تحت أرجلك على بعد مئات الأمتار، شيء مخيف لكنه في ذات الوقت مدهش. وصلنا محطة الباصات حوالي الساعة الواحدة وخمس دقائق، إنتظرنا دورنا عشر دقائق تقريبا، ثم انطلق بنا الباص نحو جبل تيانزي.