<b>

الإطلالة الرابعة عشر

تويوتا... عراقة.. وتميز.. وإنجاز

تعتبر شركة تويوتا إحدى أكبر الشركات العالمية في إنتاج السيارات
ولم يكن ذلك إلا لأسلوب الجودة الذي تنفذه في مصانعها..
ولذا كانت إحدى محطات البرنامج التدريبي في الزيارات التطبيقية..
وكنا جد سعداء حينما علمنا أن الزيارة ستكون لأحد مصانع الشركة في مدينة ناقويا


وبداية الوصول إلى منطقة الشركة.. لفت انتباهنا كلمة (مدينة تويوتا)
وحينما سألنا.. قيل أن المنطقة كلها تابعة للشركة..
وتشمل المصانع.. وسكن للعمال.. والموظفين.. ومرافق ترفيهية..





الرسالة الأولى التي تلقيناها فور وصولنا هي:
" لاتصوروا.. ولاتكلموا"
حيث طلب منا عدم التصوير.. وإطفاء الجوال وعدم الحديث أثناء المرور
ولذا فقد تركت كاميرا الفيديو في الباص..
أما الكاميرا الديجتال فحشرتها في جيبي.. إذ ربما يكون هناك سماح أو تجاوز..



قبل الدخول لداخل المصنع سمعنا عرضا تعريفا مصورا من أحد موظفي الشركة والذي استقبلنا من البداية حتى النهاية..
وذكر لنا هذه المعلومات..
- المصنع واحد من سبع مصانع للشركة في اليابان..
- يعمل في المصنع أكثر من 4500 موظف على فترتين من 6ص- 2ظهرا
ومن 3ظ – 11م
- المصنع ينتج 1700 سيارة في اليوم الوحد و34 ألف سيارة في الشهر..
- المصنع يصدر 60% من انتاجه لأمريكا.. ولايصدر لدول الخليج
- المصنع يصنع سبعة أنواع من السيارات منها الكامري والكرولا..من السيارات المعروفة لدينا..
- السيارة منذ أن تبدأ في أول خطواتها حتى تكون جاهزة للاستخدام.. تأخذ وقت لايزيد على 20 ساعة .. فقط..!!
- يساعد في تركيب القطع في هذا المصنع فقط.. 400 رجل آلي (ربوت)!!

بعد التعريف بالشركة وفروعها في العالم..














دلفنا إلى داخل المصنع.. وكنا ملتزمين في البداية بعدم التصوير..
لكن وبعد منتصف الجولة.. استأذنا أحد المشرفين بالتصوير لأهمية التوثيق وعدم تكرار هذه الفرصة..
فسمح لنا لوقت قصير فقط... والتقطت هذه الصور التي تبين المراحل قبل الأخيرة في انتاج السيارة..

العجيب في الأمر أن العمل منظم بطريقة لاتقف فيها السيارة.. أثناء تركيبها
فالأبواب – مثلا – لها خط مستقل..
حينما تركبها الربوتات وعددها 400 رجل آلي وهذا أحد أشكالها
حيث تم عرضه بالمعرض.. وهو يحاور ويناقش .. ويجيب حينما يسأل عنه اسمه وعمله
ويتحرك يمينا ويسارا.. والطريف أنه يحرك يديه حينما يتحدث ويشرح..






وبعد تربيط الأبواب من الربوت تنزل من مكان علوي
إلى شخص يركب الأبواب الخلفية.. ثم تنزل الأبواب الأمامية لشخص آخر..
وبدون أن تتوقف السيارة.. يقوم الموظف بتثبيت الباب...

بعد زيارة المصنع.. اصطحبنا مشرف الشركة إلى معرض خاص بالشركة






حيث هناك عدد من أنواع السيارات التي يمكن للشخص ركوبها والتصوير بها
إضافة لعروض سينمائية عن الشركة وخطوط الانتاج..
وبعض السيارات المجسمة .. والتي تكشف الأجزاء الداخلية للسيارة..







كما كان لنا فرصة لأن نعيش مشاعر أبطال الرالي بسيارات السباق المعروفة
وحقيقة حينما انحشرنا داخل تلك السيارة.. عرفنا لماذا يصطدم أكثرهم بالجدران ويفقدون التحكم..






المصنع كان فرصة ثمينة للتعرف على السيارات من الداخل.. خاصة وبعضها غير موجود لدينا في السعودية..


من الأشياء التي لفتت انتباهنا وجعلتنا نتمنى أننا نطيل المكث في اليابان
أن الشركات – وخاصة تويوتا – ليس لديها مخازن لتخزين السيارات
والسبب أولا لقلة الأراضي.. وغلائها.. وتكلفة إنشاء وصيانة ومتابعة المستودعات
وقيل لنا في الشركة أنهم حسبوا لو أنشئوا مستودعات وصنعوا من السيارات وانتظروا الزبون يأتي
أو جعلوا التصنيع حسب رغبة الزبون...
فوجدوا أنهم يوفرون أكثر من 80% بالطريقة الثانية...!!

وهذا يعني أن الياباني إذا أراد سيارة من شركة تويوتا
فما عليه إلا أن يرفع السماعة ويطلب (سيارة).. وليس همبورجر..!!
ويحدد المواصفات التي يريدها.. لون البودي.. لون الديكور.. نوع المسجل.... الخ..!!
وحينما ينتهي... يحدد له موعد يترواح من 7-14 يوم.. لاستلام سيارته..!!



اليابانيون أناس عمليون.. ولايعرفون الشيء الكثير عن العواطف..
وطيلة الزيارات السابقة كانت الضيافة التي نستقبل بها – وأغلبنا مدراء ووكلاء – قنينة ماء صحة.. فقط..!
أما في شركة تويوتا... فحتى قنينة الماء.. لم يقدموها لنا..!!
رغم شدة الحر.. وتكلف المشوار في الجولة..
وحينما علق بعض الزملاء على هذا الأمر.. ردوا أنه يوجد في المعرض مكائن (لبيع) الماء وغيره..!!
فعلا.. فرق بين الجانب العاطفي (الاجتماعي) لدينا.. وبينهم.. وهذه صورة واحدة فقط..!!
لدينا حينما تأتي مدرسة ثانوية أو حتى ابتدائية.. لابد أن تضيف بمشروبات ومعجنات..
فما بالك بمسؤولين يمثلون إدارات كبرى في دولهم..