18-02-2015, 02:19 PM
|
#9 |
خبير المغرب
تاريخ التسجيل : Jan 2015 رقم العضوية : 1142 الدولة : Morocco الجنس : ذكر المشاركات : 3,157 أوسـمـة: ساري أحمد |
كل الاوسمة:2 (more»)
| | رد: ذِكريات المدينة القديمة تحت زخات المَطـر سأتجاوز الحديث عن العشاء لدى صاحبي حسني وأدخل في تفاصيل ما ذكرته أعلى
لنبدأ بشارع للا ياقوت ..
هذا الشارع الصاخِب المزدحم بشتى أنواع البَشَر المرصوف بالمحلات التجارية والمطاعم والمخابز يمتازُ بحيوية وحركة دائمة و أغلب المباني التي فيه مبنية على الطراز الفرنسي العَتيق ، به العديد من البنوك الكائنة على يمين وشمال الطَريق كذلك محلات أخرى كالمقاهي والفنادق الصغيرة .
عقاربُ الساعة تُشيرُ إلى التاسعة مساءاً وبرفقتي شقيقي سعد الذي عاد سريعاً من جولته الخاطِفة إلى أزمور
والجوع يقتلنا تارة ونقتله تارة ، قررنا الوقوف عند [ سناك كويكي ] القَريب من بعض المقاهي الصغيرة ، ويقبع خلفه [ سناك البحار ] الرائع المُلبد بغيوم دخان الشواء وروائح السمك التي يُبدع فيها بصورة خيالية .
كانَ بائع السجائر واقفاً أمام السناك يخاطبُ إحداهن بفظاظة وهي لا تلقِ له بال ولم تخاطبه ، أشار شقيقي إلى هذا البائع وإلى الفِتاة وهمس في أذني : يجب أن نعود قبل أن تشتعل الحَرب ..!
لا شيء يعدل طعم كُفتة أبا محمد أبداً في للا ياقوت والتي أصر دائماً على تناولها باستمرار ، تناولنا الطلب وسرنا باتجاهِ موقف سيارتنا بالقربِ من فندق " ماجستيك" وكنا نسمع خُطوات سريعة خلفنا وأنفاس مضطربة .
افترقنا أنا وسعد ومشينا متباعدين لنسمح للمارة بالعُبور لكن كانت المفاجأة بوقوفِ تلك الفتاة بيننا !!
اعوذُ بالله من الشيطان ، لا حول ولا قوة إلا بالله ( خير اللهم اجعله خَير ).. في نفسي كانت تلك كلماتي
سلمت علينا وردينا السلام ، قالت : هل أنتم غُرباء عن المغرب ؟
هل هذهِ أول زيارة لكم ؟
والعديد من الأسئلة .. قلت لها : لا أحد غريب في المغرب وليست أول زيارة وشكراً لاهتمامك..!
بدأت تُثير غضبي وبدأتُ افقد أعصابي وسعد لم يحرك ساكناً على غير عادته ،سألتنا إذا ما رغبنا في تناول القهوة
تأففتُ منها وطلبتُ منها برفق الانصراف !!
لكنها مُصرةٌ على ما يدور في نفسها ..!
طلبتُ من سعد بأن يأخذ العشاء ويضعهُ في السيارة لأنهي المسألة الشائكة العالقة مع هذهِ الفَتاة الغريبة الأطوار ، وتبعت شقيقي حتى بلغ السيارة !!
لم استطع أن أناديها فإني خشيتُ أن يجتمع حولنا الناس وتصبح كارثة في وسط الشارع المختنق ..!
التفتُ إلى الوراء فإذا ببائع السجائر يقتربُ هو الآخر !!
ما القصة يا تُرى ؟
هل هنالك شيء خَلف هذهِ الكواليس ؟
أم إنه سيناريو يُحبك بطريقة احترافية ؟
لا شيء في ذهني سوى الخروج دون ارتكاب أي حماقة أو اشعال فتيل المشاكل .
عاد شقيقي وأخذت تلك الفتاة تتحدث معه وأخي واقف بكل برودة وبائع السجائر يتحين الفرصة للقيام بشيء لا اعلمه ، لكني جلست على أحد المقاعد القَريبة [ بالمقهى ] الذي خلفي وانتظرت الحديث الطويل بين شقيقي وتلك المأسأة التي تتحدث إليه ..! توقيع : ساري أحمد | تولعت بالمغرب وصابني (هبال)..!
مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه..!
دارها البيضا مضرب الأمثال..!
في صخبها والصمت (كازا) عجيبه..!
| |
| |