02-10-2015, 05:00 PM
|
#36 |
مشرف سابق
تاريخ التسجيل : Jan 2015 رقم العضوية : 1224 الدولة : فلسطين الجنس : ذكر المشاركات : 1,409 أوسـمـة: مجدي |
كل الاوسمة:2 (more»)
| | دراسة وتخطيط مسار الرحلة - الجزء الأول دراسة وتخطيط مسار الرحلة - الجزء الأول إختيار وجهة السفر : بعد أن قضينا شهر العسل السنة الماضية في جزيرة الأحلام سريلانكا – تقريري "موسوعة تفصيلية في التحفة السريلانكية" وتقريري "فيديوهات من رحلتي إلى سريلانكا" – قررنا هذه السنة أن نغير وجهتنا من جنوب آسيا إلى قارةٍ أخرى، على أن يكون الاختيار وِفق تنوعِ الأنشطة والفعاليات، والاهتمام بالطبيعة والخُضرة كأولوية أولى، بما أننا من هواة الطبيعة، بعيدا عن زحمة المدن والبنايات والمُجَمّعات. في الحقيقة كان الاختيار صعبا للغاية، فالتقارير العربية حول زنجبار كانت قليلة جدا ونادرة، والتفاصيل شحيحة ومقتضبة، ما جعلنا نفكر مليا قبل أن نحسم أمرنا ونختار جزيرة الأساطير "زنجبار" كوجهتنا النهائية. وبعد أن أشعلت الجزيرة المجهولة والغامضة بداخلنا نار الفضول والاستكشاف، أصبحت هذه المُعضلة أكبر دافع لنا لاختيارها.
فبدأ البحث بتعمقٍ حول التقارير باللغة العربية، وعثرنا بعد بحث مضنٍ على أقل من خمس تقارير. بعضها سطحي جدا لا يحتوي سوى على بعض الصور والكلام العام الذي لا يفيد الزائر بشيء، وبعضها الآخر يمكن الاستفادة منه ببعض المعلومات رغم قلتها واقتضابها. فتوجهت للتقارير الأجنبية التي وجدت فيها ضالتي وأثارت بِيَ الحماس أكثر وأكثر، رغم تخوفي من وجهةٍ إفريقيةٍ يصعب فيها التعامل والتنقل، وتفتقر للأمن والحماية. ولكن قد وقع الاختيار وبلا رجعة. إختيار مكان الإقامة :
بعد تجميع المعلومات من عدد كبير من المصادر، والتعرف على الأماكن السياحية، الفنادق المختلفة، الأنشطة والفعاليات، طرق التنقل، الأسعار والعملة، وخارطة الجزيرة. قمت أولا باختيار الفندق على أن يكون قريبا من المدينة العاصمة "الستون تاون"، بعد أن خططت بأن نقضي الأيام الأولى والأخيرة بالتجوال فيها لاحتوائها على الكثير من الأنشطة التي تحتاج إلى أكثر من يوم لزيارتها، وكذلك لكون الستون تاون هي المدينة الوحيدة في زنجبار التي ربما يمكن اعتبارها مدينة، وكونها مركزا تجاريا، وتقع كذلك في وسط الجزيرة ما يجعل المسافة بينها وبين أقطاب الجزيرة متساوية، في حين أن باقي المناطق تعتبر قرى بدائية ومناطق نائية معزولة.
ولذلك فوسائل التنقل تتمركز حول الستون تاون، وغالبية المرشدين السياحيين يقطنون محيط الستون تاون، ولهذا تكون تكلفة المواصلات إن كانت سيارات أجرة أم مواصلات عامة وحتى السائق المرشد المرافق الخاص أقل بكثير. رغم علمي بأن أفضل القرى السياحية وفنادق الاستجمام موجودة إما في أقصى الشمال أو أقصى الشرق، لكن أسعارها مرتفعة جدا باعتبارها تقدم خدمات إضافية كالغرف الرياضية، والحانات، وغرف التدليك الـ"سبا"، وبرك السباحة الخاصة، وثلاث وجبات يومية وغيرها، وهذا ما لا حاجة لنا به. فغالبية الوقت سنقضيه أصلا خارج الفندق، ولسنا من المهتمين بباقي الخدمات. فهذه الفنادق مخصصة عادة للمستجمين الذين يقضون وقتهم جُله في أرجاء الفندق وعلى الشاطئ تحت أشعة الشمس. كما أنها بعيدة جدا عن معظم الأنشطة والأماكن السياحية ما يرفع من تكلفة ومدة التنقل.
وفي نفس الوقت حرصتُ على أن يكون الفندق خارج الستون تاون ولكن على مسافة قريبة منها، لكون الفنادق فيها مكتظة، وشاطئها يعج بالزوار والمحليين، كما أن أفخمها ليس سوى بناية من طابق أو طابقين في وسط حارة لا تشدك للنزول فيها. ووجباتها عبارة عن بوفيه مفتوح، عادة ما تكون محدودة، وبغالبيتها عبارة عن أطباق بحرية ونحن أبعد ما نكون عن الأطعمة البحرية.
فأكثر ما يهمنا هو أن يكون الفندق مريحا وهادئا، شاطئه نظيفا وفسيحا، خدمته راقية، ولا يحتوي على مرافق سوى بركة السباحة العامة، وأن تكون أسعار المبيت فيه معقولة. والأهم من ذلك كله أن تكون الوجبات فيه حسب الطلب، ما يضمن مذاقها وكذلك نظافتها، باعتبار المطاعم خارج الفنادق نادرة جدا، وغالبية أكشاك الطعام معدومة النظافة بشكل مقرف. وهذا ما وجدناه في الفندق الذي اخترناه بعد طول بحث "Furaha resort"، وسأخصص للحديث عنه الحلقة القادمة إن شاء الله. طرق التنقل في الجزيرة : بعدما قمنا باختيار الفندق انتقلنا إلى القضية الأخرى وهي طريقة التنقل. وكان التردد ما بين استخدام سيارات الأجرة، المواصلات العامة أو سائق مرشد مرافق خاص. أما سيارات الأجرة فاستغنينا عنها. أولا لأنها قليلة ونادرا جدا ما تجدها خارج محيط الستون تاون، فالسكان المحليين قليلو الحيلة، والبعض فقط لديه القدرة لاستخراج رخصة قيادة، ما بالك بامتلاك سيارة خاصة، بالإضافة إلى أن استخراج رخصة لسيارة أجرة مقرون بدفع فاتورة شهرية أو سنوية للحكومة، بالإضافة لكل متطلبات السيارات اليومية، وهذا ما لا طاقة لهم به. ثانيا وأن بعض الأنشطة التي سنقوم بها إما ستكون في ساعات مبكرة أو متأخرة من اليوم، وإما في مناطق بعيدة معزولة وممكن أن تكون غير آمنة، خاصة لسائح لا يتقن اللغة المحلية، ولا يفقه في المحيط شيئا، ويحمل أدواتٍ الكترونية ومعدات تصويرٍ تعتبر كنزا بالنسبة للمحليين، ما يجعلنا عرضة للسرقة إن لم يكن أسوأ من ذلك. ثالثا التنقل بين أكثر من مكان واحد في اليوم ذاته ولمسافات بعيدة، يجعل استخدام سيارات الأجرة أمرا متعبا ومكلفا مقارنة بالخيارات الأخرى. حقيقةً جربنا سيارة الأجرة مرة واحدة فقط أثناء رحلتنا، وصراحة الخدمة كانت مريحة رغم هشاشة السيارة، والسعر أيضا كان معقولا مقارنة بالمسافة، سآتي على ذكر الأمر في الحلقات القادمة إن شاء الله. أما بالنسبة للمواصلات العامة، في زنجبار يمكنك استخدام الباصات أو ال”دالا دالا”. الباصات عبارة عن ”ميني باصات” قديمة، أقرب للخردة منها لوسيلة نقل، تتسع لخمسة وعشرون شخصا كأكثر حد، ولكنها مكتظة جدا، والكراسي مهترئة صدئة، ومتلاصقة بشكل تشعر وأن جارك قد استعار منك كتفك.
في الجانب الأيمن للباص كرسيين، وفي الأيسر كرسي واحد، وهنالك كرسي آخر بلا أرجل مُتَخَفٍّ وراء الكرسي الأيمن، يتم سحبه وفتحه ليكون حلقة الوصل ما بين الجهة اليمنى واليسرى للكراسي، ويسد بذلك الممر. وهكذا يتم فتح كرسي تلو الآخر لتجد أن الباص تحول إلى أسراب من البشر، في كل سرب أربعة أشخاص متراصين، وأوسطهم يجلس على كرسي معلق في الهواء بلا أرجل ولا حتى ظهرٍ للاستناد عليه. والأمَرّ من ذلك وأدهى إن أراد أحد الجالسين في الخلف أن يسترجل، فعلى جميع الجالسين على الكراسي الهوائية في الممر أن يُخلوا أماكنهم ويرفعوا كراسيهم لفسح المجال للنزول، وهذا ما يجعل من التجربة لقطة العمر. أما في الأمام فتجد كرسيين على اليسار وجوههم ليمين الباص، موجودة على ما يشبه التلة المرتفعة، فمن يجلس عليها يشعر وكأنه في مرحاض جده الأرضي، أعزكم الله، ولا يَمَلّ من متابعة الجالسين في الباص، فعلى يمينه أسراب تمتد حتى آخر كرسي في الخلف، وعلى يساره السائق. ولن أنسى عريف الباص، ووظيفته إغلاق الباب الوحيد اليدوي إن شاهد من بعيد دورية للشرطة، وضربِ الباب مرتين بيده للإشارة للسائق بأن يتوقف لصعود الركاب أو لينطلق بعد نزولهم، والصراخ لمن في الشارع لإعلامهم بوجهة الباص رغم أن اسم آخر محطة يصلها الباص ورقمه مكتوب على واجهته، بالإضافة لجمع النقود من كل راكب يهم بالنزول. وطبعا انسوا أمر المُكيف، ربما تكون تلك الشبابيك الزجاجية المهترئة المفتوحة كافية لمعالجة الرائحة المزعجة. ورغم هذا كله فأُبشركم بأننا استخدمنا الباص في آخر يومين أو ثلاثة من رحلتنا، والحق يقال بأن التجربة لا مثيل لها، وسأقوم بذكرها بإذن الله عند تفصيلي ليوميات الرحلة في الأيام القادمة، فتابعوني. أما ال"دالا دالا" فهي عبارة عن سيارات ”بيك أب” صغيرة، السائق في الأمام، وفي الخلف جعلوا سقفا من القصدير أو ما شابه، مع مقعدين متوازيين على طول ال"بيك أب"، تتسع على أكثر تقدير لثمانية أشخاص، أربعةٍ في كل جهة، هذا إن تناسينا الأشخاص الذين يفترشون الأرضية، أو أولئك الذين يتعلقون بالسيارة من الخارج. وصراحة لم نشأ تجربة ال"دالا دالا" لصعوبة الركوب والنزول، فهي قريبة من القفز، ولاكتظاظها، ولكونك جالسا في "بيك أب" مكشوف من الجوانب وضيق، مع سقف يكاد رأسك يرتطم به، هذا رغم وأنني قد علمت بان ال"دالا دالا" أرخص من ركوب الباصات. وهكذا تبقى لدينا الخيار الأخير، الاستعانة بسائق مرافق. إما بالحصول عليه بواسطة الفندق، فالفنادق توفر حسب الطلب سائقا مرافقا ورحلات يومية لأنشطة معينة، بسعر وتوقيت محددين. وإما بالاتفاق مع سائق مرشد مرافق مسبقا، او بالاستعانة بمكاتب السياحة المنتشرة في الستون تاون، أو بالمرشدين المتجولين. تابعوني مع الجزء الثاني من دراسة وتخطيط مسار الرحلة مع معلومات حول طريقة الحصول على السائق المرشد المرافق ومعلومات حول برنامج الرحلة وتكلفته ومعلومات تفصيلية حول غالبية الأنشطة والأماكن السياحية التي يمكن زيارتها في زنجبار وأيضا خطوط الطيران التي حجزت عليها رحلتي جاري العمل على الجزء الثاني وإن شاء الله سأقوم بطرحه بعد غد الأحد
وكلي أمل بأن يكون التفاعل أكبر، ما يزيد من تحفيزي لطرح الحلقات بشكل أسرع
وأشكر كل متابع تشرفت بوجوده في تقريري هذا
وأتمنى أن يكون عند حسن ظن الجميع وتعم الفائدة
التعديل الأخير تم بواسطة مجدي ; 09-01-2016 الساعة 02:46 AM |
| |