الحلقة الثامنة عشر
4/17 – أول النهار...لأحلى نهار
السلام عليكم...أصبحنا وأصبح الملك لله .... اليوم الجمعة والساعة 9 صباحاً والسيد عبدالرحمن يتصل أنه جاهز...الأولاد مش جاهزين طبعاً....تأخير بسيط ونزلنا لأتعرف على عبدالرحمن السائق ...ومفاجأته.


صديقي العزيز عبدالرحمن


وأما مفاجأته فهي أنه قد أرسل سيارته للتصليح بالأمس، فاضطر أن يحضر سيارة ابنته ونوعها Perodua MYVI السيارة صغيرة جداً، وبالكاد تتسع لنا. طبعاً عندما شاهدناها تملكتنا المفاجأة، ولكن المفاجأة الأكبر تملكته هو عندما شاهدنا (ما شاء الله والله أكبر... الظاهر كان مفكرنا عرسان ) المهم عرض الرجل أن ينسحب أو أن يخفض في السعر إذا أنا أردت ذلك. بصراحة أعجبني تصرفه وشهامته وابتسامته التي لم تفارق محياه طوال اليوم وغداً ...أضف إلى أنه من الصعب إيجاد شخص آخر الآن ... فأخبرته أننا على اتفاقنا دون أي تغيير.

بالمناسبة سيظهر اسم هذا الرجل معنا كثيراً ، والذي لو كان الأمر بيدي لوضعته وزيراً للسياحة بسبب جملته التي ظل يرددها طوال الوقت:

" ليس المهم أن أكسب المال...المهم أن تكون سعيداً، فهذا سيجعلني سعيداً وماليزيا سعيدة، وعندها سنكسب جميعاً".


الوجهة الأولى كانت كيدزانيا مرة أخرى، ولعله من الصعب جداً أن أحدثك عن كيدزانيا، حيث الكل يعرفها، وحيث نشاطاتها أكثر من أن تعد، ضروري جداً إذا كنت ذاهباً إلى هناك أن تزور موقعهم الإلكتروني قبل الزيارة، وربما تطبع خريطة الموقع أو تتابع الخريطة التفاعلية على جوالك حيث يخبرك الأماكن التي يمكن لابنك زيارتها حسب عمره، ولأماكن التي يمكن أن تزورها أنت


الطابق الأرضي



الطابق الأول


وصلنا عند الساعة العاشرة تقريباً. قدمنا التذاكر المشتراة من الأمس، فألبسونا سوار معصم ممغنط ومحكم الإغلاق، لا يسمح لأحد التحرك داخل كدزانيا بدونه، وإذا خلعته فإنك لن تلبسه إلا بتذكرة جديدة، يمكنني الإسهاب في الحديث عن هذه الوجهة الرائعة جداً جداً للأولاد والتي اعتبرها أبنائي بالإجماع أجمل وجهة في الرحلة (نحن بانتظار افتتاح كيدزانيا في الدوحة منذ أكثر من 4 سنوات...وعينوا خير إن شاء الله).

أكثر من 90 نشاط مختلف في مساحة تزيد عن 80 ألف قدم مربع وبكمية كبيرة من الموظفين المتعاونين جداً. ألعاب رائعة ومواقف تعليمية مميزة، كل شيء هناك يجب أن يبدأ بحرف z أو k ، فالتحيةKi والموظف Zupervisor والعملة Kidzos. وكما تعلمون لديهم عملة خاصة بهم، ويمكن للطفل صرف العملة وشراء أشياء من المحلات الموجودة فيها، كما يمكنه كسب المزيد من العملة إذا اشتغل أكثر. ثم يتم الاستبدال في النهاية من محل خاص بداخل كيدزانيا. يمكنك ترك ابنك إذا كان أكثر من 8 سنوات. ويمكنك التجول والجلوس في قاعة الأهل أو المسرح ولكن لا يمكنك المشاركة في معظم الألعاب، بل إن بعض المحلات يحظر عليك دخولها.... قد يحتاج طفلك لأكثر من 6 ساعات للمرور على جميع الألعاب واللعب بها.


الممر...وكيدزانيا




الصورة لحظة وصولك من الممر ... ويلاحظ حاويات آيكيا


بعد وصولك من الممر أو الجسر بين المولين


صالة الدخول الرئيسية على شكل مطار ... بدي أسااااافر


آير أسيا ترعى قطاع الطيران والاستقبال هناك




تحس طيارة دخلت بالغلط على المول





السوار


أمام كل لعبة نظام الدفع و القبض ... يعني إذا تكسب فلوس من اللعبة أو تدفع عليها










غير مسموح للأهل بالدخول أفاااااا .... على فكرة الأهل اللي دفعوا






















مصاررررييييي




على بداية كل ساعة ...يرن الجرس ويخرج الجميع من محلاتهم ليرقصوا مع الأطفال ...وأبو عبده معطيها كشرة على كيف كيفك طبعاً تعبيراً عن فرحتي






كنت بدي أبلش ألطش حجار عليهم وأحكي للأطفال اللي عملوه فينا .... بس يللا المسامح كريم
















برهوم والذي منه


عبده والذي منه


حلووووول والذي منه


وأخيراً حميدو والذي منه ...رغم أنه مش بالصورة بس كان حابب يجيب فراشه ويعيش في مصنع البسكوت











إيييه ...هذي الدنيا ... عبده وحميدو بيوزعوا جرايد ويجمعوا فلوس ويعطوها لحلول علشان تصرفهم عند الكوافير











بعد ساعتين تقريباً تركت العيال وذهبت مع عبدالرحمن لأداء صلاة الجمعة، فعرض علي الذهاب إلى أول مسجد بني في كوالالمبور (على ذمته) والموجود في أول حي من أحياء كوالالمبور وأصل المدينة وأول مكان مسكون فيك يا كوالا... وهي قرية نهر بنتشالا أو كما تعرف هناك Kampung Sungai Penchala. طيب لو عرض عليكم شيء من هذا القبيل ممكن ترفضوا؟ طبعاً لأ. ...روح يا مجروح..ورغم أن المساجد بالطريق كثيرة ومعتنى بها، إلا أن الفكرة غرزت براسي ومليون كماشة ما بطلعها. وصلنا مسجد جامع تنغكو عبدالعزيز شاه... وكان وصولنا قبل موعد الصلاة لنقرأ سورة الكهف، لكن عبدالرحمن طلب مني الترجل من السيارة أولاً. استغربت الطلب، لكنني نزلت وخلعت حذائي ودخلت المسجد، التفت خلفي لأجده يأخذ حذائي ويضعه في السيارة ويقفل عليه، بصراحة أحسست بخجل شديد لم أشعر بمثله أبداً.... بدأت الخطبة والتي كانت بالمالاوية طبعاً عدا الآيات والأحاديث وبعض الأدعية، الخطبة بالتأكيد كانت عن فضائل القرآن الكريم، ولم تخل الخطبة من ذكر من رفع الله ذكرهم من المقرئين العرب وغيرهم. بعد الانتهاء من الصلاة، طلب منا الإمام الاصطفاف لأداء صلاة الحاجة ، وهكذا اسمها بالمالاوية، صلى بنا الإمام ركعتين وتضرع فيها إلى الله كثيراً ومعه المصلون أن يجيب الدعاء. بعد الصلاة خرجت لأجد عبدالرحمن قد أحضر حذائي خجلت مرة أخرى، لكنه أخبرني بعد ذلك أن صلاة الحاجة كانت بنية أن يرفع الله عنهم البلاء بدخول بعض السارقين إلى المنطقة والذين أكثروا من سرقة أحذية المصلين وبعض ممتلكات المسجد والقرية ككل....ضحكت في سري وقلت: في بلد أعرفها لو ندعوا أن يخرج الله السارقين منها، لما بقي فيها لا حكومة ولا مجلس نواب ولا أعيان ......... المهم خارج المسجد رجل تركي يبيع مجففات تركية (تين، مشمش، كرز...)....اشتريت اختيارات متعددة في منتهى الطعامة





عنوان القرية علشان ما أنساها


طريق القرية


وصلنا المسجد تقريباً




رجعنا إلى كيدزانيا. اتصلت بأم عبده ليخرجوا، لكن الأولاد وبمجرد سماع فكرة الخروج تغيرت حالتهم، فاتفقنا أن يبقوا قدر ما يشاؤون وبقيت أنا وعبدالرحمن نتجاذب أطراف الحديث، قرر بعدها عبدالرحمن مغادرة السيارة فجأة، اصطف بوسط الشارع وذهب (الظاهر التين المجفف أعطى نتائج سريعة )، وأنا أنادي عليه: يالحبيب ...وقوف مزدوج !!! مخالفة درجة أولى !!! أبد...الظاهر ما كان فيه معه مجال أبداً ... ولكن يبدو أن الاصطفاف المزدوج في تلك المنطقة أو في ذلك الوقت مقبول لفترة معينة ... بس بعد فترة بدأت سيارتنا تعمل زحمة والسيارات بالخلف تزمر، وخصوصاً أن هناك مواقف أصبحت متاحة وأنا في موقف لا أحسد عليه بعدها فكرت: أنا جالس على اليسار ... يعني المكان الصحيح للسواقة، الجير أوتوماتيك، الهاند بريك شغال، الشتيرينغ قريب...... وأعطيها صفة من مكاني ... ويوم شافها عبدالرحمن مصفوفة فرط من الضحك زي الصغار المهم خرج الأولاد بعد الثالثة تقريباً ... أي بمعدل 5 ساعات تقريباً... ولم يملوا أو يتأففوا، غريبة




الوجهة التالية: بوتراجايا....بوترا تعني الفتى جايا تعني المنتصر...واضحة. تبعد حوالي 50 كيلو عن كوالالمبور. لكنها باختصار المنطقة الديبلوماسية، وموقع رئاسة الوزراء ومعظم الوزارات بالإضافة إلى كونها مسكن حكام الولايات وأمراء الأقاليم وكبار موظفي الدولة....ناهيك عن كونها وجهة سياحية بزيارة مسجد بوتراجايا والمجمع الذي على يساره والرحلة البحرية في النهر المحيط بالمنطقة.

الطريق إلى بوتراجايا















كانت الفكرة إني أصور المنازل المتلاصقة ... جاءت هذه الجرافات في وجهي













صور من بوتراجايا

























مقر رئاسة الوزراء




صلينا العصر في المسجد المهيب، وتشرفنا بأخذ ماء منه ب 20 رنجت. ثم نزلنا لنتمشى في الجسر والسوق المجاور للمسجد، مساحة رهيبة بثلاثة طوابق للتمشية، بالإضافة إلى المطاعم والبقالات وموقع انطلاق ووصول الرحلة البحرية. حتى يحين موعد الرحلة القادمة استأجرت أنا والأولاد السيارة البدالة Pedal kart وكانت 10 رنجت لثلث ساعة على ما أذكر، حتى جاء موعد الرحلة البحرية.








مخطط المسجد وطوابقه


الممشى الظريف بجانب المسجد مع النهر الرائع









استراحة مكنية ... ونعود إليكم إن شاء الله بحلقة مهمة