الانطلاق من أنقرة إلى بارشمبا


في اليوم التالي خرجنا من انقرة في الصباح الباكر مع شروق الشمس , و في الحقيقة نحن لم نحدد أين سنقف بالضبط و لكن نريد الاقتراب من طرابزون قدر المستطاع حيث حجزنا فيها في اليوم الثالث .



سحابة رافقتنا طول الطريق و ظللت علينا بفضل الله


ظهرت اماسيا في اللافتات و قررنا الذهاب إليها


اخترنا هذا الطريق لرغبتي في رؤية اماسيا مدينة الأمراء العثمانيين ففيها قصورهم و فيها ولد أشهر السلاطين العثمانيين مثل محمد الفاتح و سليمان القانوني , و أيضا لرغبتنا في رؤية بارشمبا و نهرها المتعرج و طبيعتها الخلابة .


مع الاقتراب لأماسيا تغيرت الطبيعة الجغرفية للأرض


وصلنا إلى أماسيا و رأينا نهرها الجميل و ممشى النهر جميل أيضاً , و القصور العثمانية التي أصبحت الآن فنادق و مطاعم , و دخلنا في أزقة الحي القديم , حيث أن النهر يفصل المدينة إلى قسمين , قسم حديث و فيه مباني جديدة و مطاعم و حدائق جميلة , و قسم آخر عبرة عن قصور عثمانية قديمة و أزقة قديمة و تنتشر فيها الحمامات التركية.


الجانب الحديث لأماسيا


صعدنا هذا الجسر سيراً على الأقدام للذهاب إلى الجزء القديم من المدينة



نهر اماسيا مع القصور العثمانية في منظر خلاب



صورة ثانية للنهر


بعض أوقاف العثمانيين مازالت موجودة و من يقرأ سير العثمانيين يعلم مدى حبهم للوقف


المشي في الأزقة القديمة متعة لا تضاهيها متعة


دخلنا لأحد الفنادق و تفطرنا فيه



ثم مشينا في كورنيش النهر الجميل و هذه تماثيل للسلاطين العثمانيين
و للأسف تنتشر التماثيل في تركيا بشكل عام بالرغم من تحريم ذلك


خلف القصور العثمانية تظهر بيوت محفورة في الجبال
و هذا يدل أن هذه المدينة تاريخية جداً


المدينة جداً جميلة و تستحق أن تكون نقطة استراحة لقضاء يوم أو يومين فيها , أكلنا فيها وجبة الفطور ثم حاولت اقناعهم بالمبيت فيها و لكن فضلوا اكمال الطريق .

انطلقنا إلى بارشمبا يايلا أي : ريف بارشمبا


خرجنا من اماسيا في طريق ريفي جميل لا تمل منه


تعبر من خلاله الأنهار و المزارع و ترى ابتسامة اهل الأرياف و طيبة قلوبهم
ياليتنا نفهم لهم اشعر بنبرة صوتهم و نظرات عيونهم انهم يرحبون و يرغبون في استضافتنا
و لكن لا نفهم ما يقولون نكتفي بالتعريف اننا عرب و نشكرهم و نكمل مسيرنا .


طرق الريف ضيقة لكن ممتعة


بحيرة على الطريق


ثم وصلنا إلى بارشمبا يايلا و رأينا بحيرتها الجميلة و فيها قوارب و كوفيات بسيطة , و القرية , و أهلها طيبين كانوا مبتسمين معنا مرحبين بنا , أخذنا غدائنا من أحد المطاعم و إنطلقنا مع لافتات الشلال خلف البحيرة و مشينا ما يقارب العشر دقائق و لم نرى الشلال .






فقررنا انزال الطعام و الجلوس في هذه المنطقة الجميلة قلنا ربما الشلال يكون في الشتاء فقط .
و لما جلسنا و نحن نأكل و إذا بصوت خرير الماء من بعيد , نظرنا في أسفل الوادي و إذا بالشلال تحتنا و نحن لا ندري , و لكنه بعيد و النزول إليه سيكون شاق .



صورة للشلال مع زووووم

و أنا قررت النزول و لحق بي بعض الشباب و بعضهم فضّل الجلوس و الانتظار , فعلاً كان النزول و الصعود شاق و لكن لم أندم على ذلك فالمنظر جميل جداً استمعت بمشاهدته .




منظر لشلال بارشمبا يايلا


ثم رجعنا للسيارة و انطلقنا إلى أكواخ تبعد ربع ساعة بالسيارة قد أرشدني إليها خالي ماجد القطري , دخلنا لنراها و أعجبتنا و اتفقنا معه على 300 ليرة و كانت نقطة الاستراحة لنا حيث بدأ الضباب في النزول و أوشكت الشمس على المغيب






الأكواخ من الداخل





جلسات و مرافق المنتجع جميلة
و هادئة لم نرى عرب هنا إلا قليل جداً


هي نظيفة و جيدة لكن النوافذ بلا شبابيك مما يؤدي لدخول الحشرات , و هناك كلب تسلط علينا و أخذ ينبح طول الليل و لم نستطع النوم >< .

جلسنا في الاكواخ واستمتعنا بالمناظر والاجواء الى ان غابت الشمس صلينا وخلدنا للنوم استعدادا للغد حيث سندخل طرابزون وكلنا حماس و شوق لذالك المكان الذي سمعنا وقرأنا عنه كثيرا و أخيرا سنراه بأعيننا .




الطريق لليوم التالي

ترقبونا