X سُعداء بتواجدكم بيننا ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ، نأمل منكم زيارة صفحة شروط الإستخدام ، تفضلوا مشكورين بالتسجيل*** اضغط هنا *** لإثراء الجميع بخبراتكم السياحية
Loading...





عدد المعجبين75الاعجاب
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-02-2015, 02:28 PM   #31

خبير المغرب

الصورة الرمزية ساري أحمد
 
تاريخ التسجيل :  Jan 2015
رقم العضوية : 1142
الدولة : Morocco
الجنس : ذكر
المشاركات : 3,149



أوسـمـة: ساري أحمد

كل الاوسمة:2 (more»)
افتراضي رد: ذِكريات المدينة القديمة تحت زخات المَطـر


[ قصتنا مع تلك المرأة ]





قررنا في صباح الغد أن نتجه إلى " طماريس" أنا و أخي "سعد "
قلتُ لهم بأني جائع وعلينا أن نتناول الغداء في مطعم " النجمة " ومن ثم نمضي إلى "طماريس" ، اتفقنا على الأمر وخرجنا سيراً على الأقدام ، وفي منتصف الطريق حدثت لنا قصة !!

القصة مضحكة مبكية مؤلمة ، طاردتنا تلك المرأة تطلب منا أن نساعدها ونقدم لها المعونة فأخرج أخي مبلغاً من المال وقدمهُ لها أما أنا فلم يكن لدي "فكة" ولم يكن هنالك إلا الزرقاء "200 " درهم
ولأننا سنكون في طماريس فالوضع "تقشف" و " حرص " ، قالت : وأنت لماذا لا تعطيني ؟

ظللتُ صامتاً مكملاً لخط سيري تجاه المطعم لكن المرأة "هداها الله " أبت إلا أن تفتعل أمراً لتجمع الناس من حولنا ، ضاق صاحبنا ذرعاً بها وخرج عن طوره ، قالت له المرأة كلاماً بذيئاً جداً واتهتمه بأقبح التهم و رمتهُ بأشياء يشيبُ لها الرأس وفوق هذا كله بصقت عليه !!
وصاحبنا يا جماعة " بركان خامد " وأعرفه جيداً فهو مجازفٌ جداً وابن الحَي المحمدي ، دخلتُ بينهما لأفرق !!
تخيلوا بدأت المرأة ترفع يدها وتتعارك مع صاحبنا ، ولا أكذب عليكم إذا ما قلتُ بأننا اقتربنا عند الشيراتون !!
لأننا تفاديناها كثيراً لكنها مصرة على أن تأخذ سهمها مني ولا أعلم الطمع الذي انتابها ..!

ثم أخذت تشتمنا جميعاً ، أنا وسعد اشفقنا عليها لأنها تحمل ابنها فوق ظهرها لكن صاحبنا !!
شعر بأنها اهانته إهانةً عظمى ولستُ أدافع عن أحدٍ هنا ، لكن !!
كان حرياً به تجاهلها حتى وإن بصقت فلا حل يأتي مع العِراك ، وكنتُ مخطئاً في نظرتي هذه ، أ تعلمون لماذا ؟
لأنها رفعت علينا سِلاحاً كاد أن يخترق صدر صديقنا لولا لطف رب العباد !!


قدمت الشُرطة

و

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !!

 

توقيع : ساري أحمد

تولعت بالمغرب وصابني (هبال)..!
مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه..!
دارها البيضا مضرب الأمثال..!
في صخبها والصمت (كازا) عجيبه..!

ساري أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2015, 02:29 PM   #32

خبير المغرب

الصورة الرمزية ساري أحمد
 
تاريخ التسجيل :  Jan 2015
رقم العضوية : 1142
الدولة : Morocco
الجنس : ذكر
المشاركات : 3,149



أوسـمـة: ساري أحمد

كل الاوسمة:2 (more»)
افتراضي رد: ذِكريات المدينة القديمة تحت زخات المَطـر


تجمعت الناس من حولنا والشرطة كذلك ، وأخذ رجال الشرطة يسألون الحشود عن الموضوع ولم يسألوني أنا وأخي ، لكنهم لاحظوا بأني أفرقُ بين صديقي والمرأة فظنوا بأني لست معه !!
وقال صاحبنا : سأذهب أنا و عد إلى المنزل أنت وسعد ولا تحمل هماً !!



قدم إلي رجل آخر وأظهر لي الرخصة السعودية وبأنهُ كان في مؤسسة تابعةٍ لـ فيصل الشهيل رجل الأعمال المعروف بالمنطقة الشرقية ونصحني بأن لا أذهب مع الشرطة مهما كانْ ، قلتُ له : لا تخف فإني لن أركب معهم
قال ولا حتى تقدم شهادة لأنك قد تتحمل الكثير من اللوم وقد يحدث مالا يحمد عقباه !!


عادت الشرطة ونزلت المرأة وسألتني قائلة : شهادة لوجه الله أمام الملأ !!
هل ضربتُ أنا الرجل الذي معكم ؟
تشير بهذا إلى صديقنا
قلتُ نعم وكدتِ أن تزهقي نفسه !!
وبصقت عليه !!

المسكينة انهارت وأخذت تتوسل للشرطي ، والله الموقف آلمني كثيراً لكن لو كنتم مكاني فما أنتم فاعلين ؟

 

توقيع : ساري أحمد

تولعت بالمغرب وصابني (هبال)..!
مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه..!
دارها البيضا مضرب الأمثال..!
في صخبها والصمت (كازا) عجيبه..!

ساري أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2015, 02:29 PM   #33

خبير المغرب

الصورة الرمزية ساري أحمد
 
تاريخ التسجيل :  Jan 2015
رقم العضوية : 1142
الدولة : Morocco
الجنس : ذكر
المشاركات : 3,149



أوسـمـة: ساري أحمد

كل الاوسمة:2 (more»)
افتراضي رد: ذِكريات المدينة القديمة تحت زخات المَطـر


انتظرت " صديقنا " حتى يخرج من القِسم ، وما هي إلا نصف ساعةٍ حتى هاتفني وقال بأنهُ قادمٌ إلينا !!
أجبتهُ بأني ألغيتُ فكرة " طماريس" وأنا الآن في " الكورنيش " بالقربِ من المَنارة ، قدم إلينا بعد أن اتجه إلى البيت وتناولنا أشياء خفيفة وقررنا تأجيل فكرة "طماريس" إلى أجلٍ غير مسمى .


ما أجمل منظر البواخِر الجاثمة على المحيط وما أجمل عزف النوارس وإطلالة الأمواج ، الهواء النقي ينسابُ بعذوبةٍ ويتسلل خلسةً إلى رئتي ، كم أنتِ كريمة يا " كازا "


كانت عقارب الساعةُ تشير إلى قرب موعدِ الزَّوال فآثرنا العودة إلى المنزل و الجلوس مع الأصدقاء لاحقاً في المطعم الصيني " وسط المدينة" ، ذلك المطعم الصغير الذي بالكاد أن تراهُ العين نظراً لموقعهِ الذي لا يتطرق للأذهان.

قدِم إلينا الأخ " عزيز " من الحُسيمة ، الذي قضى 20 سنة في هولندا ، بل حينما رأيتهُ أول مرة ظننتهُ هولندياً !!

رسم "سعد" و " عبد العزيز " الخطة للخروج هذا المَساء ولم يكن علي سوى التأييد فإني على علم بأنهما ثنائي الروعة والأفكار الـ " مُروعة " !!

وكنتُ على يقين بأنهما سيقرران تناول العشاء في المطعم الصيني كما ذكرتُ سابقاً ،اتفقنا على تناول العشاء هنالك ، لكني قلتُ لهم بأني سأتأخرُ قليلاً لانشغالي في بعض الأمور .

 

توقيع : ساري أحمد

تولعت بالمغرب وصابني (هبال)..!
مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه..!
دارها البيضا مضرب الأمثال..!
في صخبها والصمت (كازا) عجيبه..!

ساري أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2015, 02:29 PM   #34

خبير المغرب

الصورة الرمزية ساري أحمد
 
تاريخ التسجيل :  Jan 2015
رقم العضوية : 1142
الدولة : Morocco
الجنس : ذكر
المشاركات : 3,149



أوسـمـة: ساري أحمد

كل الاوسمة:2 (more»)
افتراضي رد: ذِكريات المدينة القديمة تحت زخات المَطـر


أتيتُ إلى المطعمِ الصيني والأدخنةُ تتصاعدُ تلقائياً والضوء الخافت يلامسُ عيني التي طغى عليها النُعاس والموسيقى الهادئة تداعبُ مسمعي ، لم ألقِ لكل هذا بالاً ورحتُ أبحثُ عن رفقتي ، حتى وجدتهم في أقصى المطعم ، تناولنا العشاء الصيني وخططنا للخروج لاحقاً إلى " عين الدياب " ، وكما قال سعد : عين الدياب هو نقطة الانطلاق ونقطة التجمع حتى وإن أتيت إليه ألف مرة فإنك ستكتشف أشياء جديدة وتشتاقُ إليه مجدداً .



وصلنا إلى الكورنيش رغبةً منا في إطلاق سراح الأرجل وتخفيف الأوزان الهائلة التي حملناها في بطوننا ورحنا نتبادل أطراف الحَديث حتى بلغنا منتصف الطريق تقريباً ، وبالقربِ من مطعم " السعد " راودتني فكرة احتساء القهوة " الكحلا " لكن الأصحاب اختلفت آراءهم و اتفقوا لاحقاً على شربها في مطعم "الدار البيضاء" في فندق حياة ريجنسي !!

يا أصحابي لماذا نشربها هناك ونحنُ هنا قريبين ؟ والأجواء أفضل ؟!

 

توقيع : ساري أحمد

تولعت بالمغرب وصابني (هبال)..!
مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه..!
دارها البيضا مضرب الأمثال..!
في صخبها والصمت (كازا) عجيبه..!

ساري أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2015, 02:29 PM   #35

خبير المغرب

الصورة الرمزية ساري أحمد
 
تاريخ التسجيل :  Jan 2015
رقم العضوية : 1142
الدولة : Morocco
الجنس : ذكر
المشاركات : 3,149



أوسـمـة: ساري أحمد

كل الاوسمة:2 (more»)
افتراضي رد: ذِكريات المدينة القديمة تحت زخات المَطـر


ما أجملكِ يا " كازا " !!

وما أعذب همسك الذي يدخلُ إلى القلبِ دونَ توقف ، في طريق العودةِ نرى " جامع الحسن الثاني " وأنوارهُ تعانقُ السماء في لوحةٍ خيالية رائعة والسحبُ كأنها ترسم ظِلال المئذنة العالية ،كانت النفسيات مرتفعة والمعنويات عالية ؛ كيف لا ولقد صافحتُ عين الدياب مجدداً وخطت أقدامي على أرصفته "قصائد الجنون ".



وصلنا إلى فندق " حياة ريجنسي" ، وما إن تصل إلى هُناك حتى تجد أولئك الموظفين بالرداء الأسود وأجهزة الإرسال الموصولة في آذانهم ، بشكلٍ يذكرك برجالِ الإف بي آي ، دخلنا إلى الفندق الكَبير والأضواء كأنها أقمار متدلية من عنقِ السماء ، واتجهنا مباشرةً إلى المطعم الموجود في نهايةِ الرواق تدفعنا أمواج " القهوة " التي صارعناها مطولاً هذا المساء .

أخذنا موضعاً لنا في أقصى الزاوية وطلبنا القهوة وبعض الحلويات .


المطعمُ يعج بشتى الجنسيات ومختلف اللغات ، والكُل في رحلةِ الفكر تائه ، كانت أصواتنا ضائعةُ في معمعةِ الضجيج حتى أتت تلك الفرقة الموسيقية التي زادت الطين بلة وارتفعت الأصوات وبدأت الأغاني تأتي إلى مسامعنا كأنها فيضان عرم ، قلتُ للأصحابِ بأني سأخرجُ لاستنشاق الهواء الطلق فلقد ضاقَ صدري من الأدخنة المتصاعدة وتشبعت النفس من كُتِل الدخان ، بالرغم من أني مدخن لكن لا منفذ لتلك الأدخنة إلا الهرب إلى خارج المطعم .

 

توقيع : ساري أحمد

تولعت بالمغرب وصابني (هبال)..!
مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه..!
دارها البيضا مضرب الأمثال..!
في صخبها والصمت (كازا) عجيبه..!

ساري أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2015, 02:30 PM   #36

خبير المغرب

الصورة الرمزية ساري أحمد
 
تاريخ التسجيل :  Jan 2015
رقم العضوية : 1142
الدولة : Morocco
الجنس : ذكر
المشاركات : 3,149



أوسـمـة: ساري أحمد

كل الاوسمة:2 (more»)
افتراضي رد: ذِكريات المدينة القديمة تحت زخات المَطـر


عند خروجي إلى باب الفندق الخارِجي صدفتُ بعض الحُراس الذين انشغلوا بترتيب الأوضاع واستقبال النازلين لديهم ، دعاني الفُضول إلى التوجه إلى مقهى "فرنسا" لتناول " الكحلا" لكن بصورةٍ شعبية رائعة ، على اليمين من المقهى كانَ هنالك شابٌ يبيع "الصحف" وبعض " العطور " اخذت من عنده صحيفة المساء وأتخذتُ مقعداً لي في المقهى ، الجَميل في هذا المقهى أنك تشاهد الجميع ما بين الغدو والرواح وتتأصل البساطة فيه وفي خدمته البسيطة ، وفيما مضى كنتُ أتناول قهوتي سريعاً بعد صلاة العَصَر ، على الجوانبِ الأخرى من المقهى تجد العديد من الباعة المتجولين الذين يعرضون خدماتهم وبضاعاتهم ، قدمتْ إلي سيدة بانت عليها ملامح التقدم في السن وسألتني بالمغربية الدارجة عَنْ أقرب مركز شرطة !!


أجبتها بأن القسم في مكانٍ ليس ببعيدٍ من هُنا ووصفت لها ، ثم عدتُ إلى طاولتي لكني وجدت أحدهم وبرفقة زوجته وابنته الصغيرة في طاولتي


دفعتُ الحِساب وعدتُ إلى الأصحاب !!


المنظر الجَميل يكمنُ في تلك الخطوات المارة على الرصيف وفي الشارع ، والازدحام الذي لا يهدأ أبداً
والسباق المحموم بين المُشاة والسائقين ، بلغتُ مرادي وقضيتُ أغلب الوقت برفقة الزملاء حتى انتصف الليل
فقررتُ العودةَ إلى المنزل والإرهاق أخذ مِني ما أخذ والتعبُ دبَّ في جسدي.

 

توقيع : ساري أحمد

تولعت بالمغرب وصابني (هبال)..!
مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه..!
دارها البيضا مضرب الأمثال..!
في صخبها والصمت (كازا) عجيبه..!

ساري أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2015, 02:30 PM   #37

خبير المغرب

الصورة الرمزية ساري أحمد
 
تاريخ التسجيل :  Jan 2015
رقم العضوية : 1142
الدولة : Morocco
الجنس : ذكر
المشاركات : 3,149



أوسـمـة: ساري أحمد

كل الاوسمة:2 (more»)
افتراضي رد: ذِكريات المدينة القديمة تحت زخات المَطـر


" أبوس عينك قُل لي من وين جايب رقتك " !!

كانَ مذياع سيارة ذلك الشاب يصدحُ بأعلى صوتٍ لأغنية نجوى كَرم !!
في مساءٍ باردٍ للغاية وفي " زنقةٍ" ذات اتجاه واحد فالسيارات تمرُ فقط ولا تستطيع العودة ، وأهل الحَي في سباتهم ، وكل هذا في المدينة القَدِيمة !!

كنتُ وحيداً ذلك المَساء كعادةِ "المجانين" حينما يفقدون تركيزهم وتأخذهم "الأفكار" إلى وادٍ غير ذي " عَقل " !!
ولا أخفي عليكم بأني اشتقتُ للذكريات الأولى لي في كازا ، فقررتُ التوجه بالقرب من فندقٍ قديم كنت قد سكنتهُ فيما مضى وكانت زيارتي للسلام على صاحبه و العاملين به .


في الطَريق إلى الفُندق أخذتني خطوتي واشتياقي للجميع هُناك ، تجاوزت الأحياء و أخذتُ طريقاً مختصراً لأصل
وكانت الساعةُ تشير إلى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل تقريباً ، قدمت بمحاذاتي فَتاةٌ في مقتبل العُمر بدت ملامح الحيرة عليها والقَلق وأخذت تسألني : هل رأيت طفلاً صغيراً مر من هُنا ؟

أجبتها بأني لستُ من أهل المدينة ولم يمضِ لقدومي الحي إلا بضعُ دقائق ،راحت في نوبةِ بكاء هستيرية وخشيتُ أن يعتقدَ أحدهم بأني افتعلتُ مشكلةً معها ولكم أن تتخيلوا كازا في منتصف الليل !!
حاولت تهدئتها بزرع الأمل في نفسها بأن شقيقها سيعود ، لكنها أردفت قائلةً والدمعُ يغتال حروف كلامها : لسنا من أهل الدار البيضاء وأخشى أن يكون هنالك مشكلة أو وقع خطبٌ ما !!


قدمت مجموعة من الشُّبان وهنا لا أخفي عليكم بأني خشيتُ أن أسقط في أيديهم أو تكون الطامة الكُبرى !!
استغفرت الله كثيراً في نفسي وتبتُ إليه وجمعتُ أنفاسي المضطربة ودعوته بأن يفرج عني كل حَزَن وبلاء .

ابتسم أحد الشبان وقال : لماذا جعلت " الحبيبة" تبكي ؟ أ هكذا يكون جزاؤها ؟
يا لقسوة قلبك !!

وكأنهُ فتح لي باباً آخراً أهربُ منه و أشرتُ له بعيني بالرضا وبأن الأمور على ما يُرام ، ومضوا في سبيلهم !


هنا تنفست الصعداء والفتاةُ المسكينة لا تعلم ما القصة لكنها كانت خائفة لولا ستر الله لأصبحنا ذلك المساء في نشرةِ الأخبار الصباحية !!

طلبت المسكينة بأن تمضي بجانبي ولا ألومها فالخوف تكاثر في قلبها والمدينة القديمة مساءاً مرعبة لغير ساكني البيضاء ، قلتُ لها بأني سأتجهُ إلى الفندق المجاور لزيارة بعض الأصدقاء ومن ثم سأمضي إلى المنزل وأتمنى أن يعود أخيك .

لم يتبق على الفندق إلى خطوات بسيطة والخوفُ مسيطرٌ على الوضع بالفعل لم أكن خائفاً على نفسي لكني خشيتُ على الفتاة المسكينة التي لا حول ولا قوة لها هُنا فأنا استطيعُ أن ادافع عن نفسي على أقل تقدير
لكن هي ؟


انبثقت أضواء الفندق وصافحت عيني تلك الألوان الجميلة وخرجت زفرات الفرح من صدري لكن المفاجأة !!

كانت بظهور ذلك المترنح "المخمور" وبيده تلك القارورة ذات الأطراف المكسورة ، تمكن من إبقاء الفتاةِ في زاوية الشارع فاضطرت إلى الاحتماء بالجدار ،وغابت عن بالي حقيقة المسكينة لأنها كانت تمشي ببطء وخوف وحذر ،
الآن المصيبة في إيجاد حلٍ لهذا المخمور ، هرعتُ إليها ولا أبالغ إذا ما قلتُ بأني استخدمتُ العنف مع ذلك الرجل وكانت فرصتي حينما وجدتهُ على شَفير السقوط فباغتهُ بضربةٍ آلمتني أكثر مما آلمته .

قدم إلينا حارس الفندق ويدعى " عبد الإله " وأخذ بضرب المخمور حتى أسقطهُ على الأرض واجتمع البشر
وكان هنالك مجموعة شُبان من الخَليج خرجوا من الفُندق في صورةٍ دراماتيكية و وسط آهات الرجل ودموع الفَتاة


نزل بعض الشُبان من الحَي و قدموا إلينا وبأيديهم بعض المضارب والألواح وتجمهروا حول الرجل سيء الذكر وأخذوا يكملون عليه وكادو أن يجهزوا عليه ، تيقنت بأنها فرصتهم للنيل منه واتضح فيما بعد بأنهُ كان يؤذيهم بأفعاله .

أما الفتاة المسكينة اضطررت أن أحضر لها سيارة " أجرة " لتعود من حيث أتت لكن المصيبة كانت بأن جميع سائقي الأجرة يطلبون أسعاراً خيالية !!
ظناً منهم بأن الفتاة خارجة من فندق أو ؟ ولمجرد تأخر الوقت فإنهم ينظرون إلى الفتاة بأنها رخيصة !!

يا لهذا الجشع والطمع وفساد القلوب والضمائر !!
قمة الاستغلال !!

قالت سأعود من حيث أتيت مشياً على الأقدام !!
لا و الله لن تعودي مشياً على الأقدام وستذهبين معززة مكرمة ، هل البيت بعيد من هنا ؟
نعم إنه بعيد بعض الشيء ..


اتفقتُ مع مدير الفندق بأن يساعدني باثنين من حُراسه ليكونوا بمعية الفَتاة وبأن أجرهم سيكون علي

وفعلاً لم يكن هنالك حرج وتم الاتفاق ، ولكم أن تتخيلوا أجساد الحُراس في الدار البيضاء !!

 

توقيع : ساري أحمد

تولعت بالمغرب وصابني (هبال)..!
مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه..!
دارها البيضا مضرب الأمثال..!
في صخبها والصمت (كازا) عجيبه..!

ساري أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2015, 02:31 PM   #38

خبير المغرب

الصورة الرمزية ساري أحمد
 
تاريخ التسجيل :  Jan 2015
رقم العضوية : 1142
الدولة : Morocco
الجنس : ذكر
المشاركات : 3,149



أوسـمـة: ساري أحمد

كل الاوسمة:2 (more»)
افتراضي رد: ذِكريات المدينة القديمة تحت زخات المَطـر


جلستُ في حديثٍ ودي مع مدير الفندق " داوود " وأخذ يحدثني عن الضرائب المتعلقة بالفنادق التي يملكها
وبأنه سيفتتح قريباً فندقاً جديداً في وسطِ المدينة فئة " 4 " نجوم بل وشرح لي تفاصيله كاملة و حدد موعداً معي لمشاهدة الفندق عن كثب ، وأخذ يتذمرُ من المشاكل التي تحدثُ بالقرب من الفندق في كل مساء والمشاكل العديدة وبأنه قلقٌ على سلامة أبناء الحَي أيضاً ويأمل ألا يكون هنالك لهم ازعاج .


الساعةُ الثانية تقريباً بعد منتصف الليل وكازا لا تعرفُ النوم أبداً والأصواتُ ما زالت تزحفُ نحو شواطئ مسامعي والفكر مسافرٌ باتجاه المنزل و وتلك الفتاة المسكينة ، بعد عودة الحُراس سألتهم عن الأوضاع كيف سارت معهم وهل كل شيء تحت التصرف فأجابوا بأن كل شيء على ما يُرام .


استأذنتُ من السيد " داوود " وأخبرتهُ بأني ذاهبٌ إلى المنزل ، لكنهُ قال معاتِباً : يا بُني إن الوقت متأخر والدار البيضاء في هذا الوقت مرعبة سأقلك إلى منزلك أو على أقل تقدير سأوفر لك غرفة ترتاحُ بها حتى الصباح الباكِر.
لكني اعتذرتُ له بشأن المبيت في الفندق و أصر على رأيه وقال : الغرفة مجانية يا بُني !!

ليست المسألة هكذا صدقني ، فقط أريد الذهاب إلى البَيت.



ابتسم و قال : المغربية تغارُ عليك وتخاف أيضاً من أن تتأخر حتى هذا الوقت وما أظنها إلا منتظرةً قدومك مع كم هائلٍ من الأسئلة .


صعدتُ إلى سيارته و أوصلني إلى المنزل ودعوتُه لتناول الغداء لدينا لكنهُ سبقني قائلاً : سأكون في بلجيكا بعد غد وأرغبُ في الاستعداد للسفر وإذا كان هنالك متسع من الوقت فإني سأتناول القهوة معكم .

 

توقيع : ساري أحمد

تولعت بالمغرب وصابني (هبال)..!
مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه..!
دارها البيضا مضرب الأمثال..!
في صخبها والصمت (كازا) عجيبه..!

ساري أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2015, 02:31 PM   #39

خبير المغرب

الصورة الرمزية ساري أحمد
 
تاريخ التسجيل :  Jan 2015
رقم العضوية : 1142
الدولة : Morocco
الجنس : ذكر
المشاركات : 3,149



أوسـمـة: ساري أحمد

كل الاوسمة:2 (more»)
افتراضي رد: ذِكريات المدينة القديمة تحت زخات المَطـر


[ أتعجبُ كثيراً ممن يسألني قائلاً : هل المغرب آمِن ؟ يُشعرني بأنهُ لا يفقهُ شيئاً في المغرب وبأنهُ خائف !! عزيزي الخائِف إن أنت لم تقدم على شيء يغضبِ الله ولا يضر عباده فإنه لا خوف عليك ولا تحمل في قلبك ريبةً ولا شكاً وعليك بتقوى الله وتجنب المشاكل والابتعاد عن مواطِن الشُبهات ]

 

توقيع : ساري أحمد

تولعت بالمغرب وصابني (هبال)..!
مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه..!
دارها البيضا مضرب الأمثال..!
في صخبها والصمت (كازا) عجيبه..!

ساري أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2015, 02:31 PM   #40

خبير المغرب

الصورة الرمزية ساري أحمد
 
تاريخ التسجيل :  Jan 2015
رقم العضوية : 1142
الدولة : Morocco
الجنس : ذكر
المشاركات : 3,149



أوسـمـة: ساري أحمد

كل الاوسمة:2 (more»)
افتراضي رد: ذِكريات المدينة القديمة تحت زخات المَطـر


سيمو ..



اصبحنا وأصبح الملكُ لله !!

الهاتِف ، يا لهذا الرنين المتصاعد صباحاً كأبخرةِ البُركان ، أهلاً " عيوني " !!

ألى يهنأ الإنسان بنومهِ بارك الله فيك ؟

هل بإمكانك القدوم إلى " القُدس " ؟
كلا يا " عيوني " فممنوعٌ أنا من السفر إليها !!


" يا لخفةِ دمك على وجه الصباح " !!

ويا لبرودةِ أعصابك في هذا الصباح



ما الأمر ؟ هل يتطلب الأمرُ قدومي إلى القدس ؟
ومن سيقلني بالسيارة !!

حفظكِ الله يا نور عيني إن السيارة ليست معي لقد أخذها "أخي "

عليكِ بتنشيط الدورة الدموية في هذا الصباح وأخذ سيارة أجرة !!





كنتُ أمازحك سآتي إليك فقط أمهليني بضع دقائق لأوافيك ، حسناً لا تتأخر ..



هاتفتُ سعد في تباشير الصباح و أجابني بصوتٍ رخيم : يا صباح الخَير !!

أريد السيارة يا أبا " سارة "

انفعل [ يا خي والله إنك رايق تبي السيارة تعال خذها و ريحني مصحيني الصبح ] !!

 

توقيع : ساري أحمد

تولعت بالمغرب وصابني (هبال)..!
مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه..!
دارها البيضا مضرب الأمثال..!
في صخبها والصمت (كازا) عجيبه..!

ساري أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المدينة, المَطـر, القديمة, ذِكريات, تحت, زخات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فندق و رياض ( باب الأسوار ) الصويرة ..المدينة القديمة ساري أحمد بوابة المغرب 15 12-01-2016 07:11 AM
التقارير القديمة هل خسرناها ؟؟ مسافرة مسافرة البوابة السياحية 5 08-04-2015 10:06 AM
كثر السؤال عن المواضيع القديمة و هنا توضيح آخـــرفـــرصـــة عام 89 26-03-2015 07:10 PM
ما هو مصير المشاراكات القديمة؟ أبو خالد البوابة السياحية 1 30-12-2014 10:16 AM

الساعة الآن 11:21 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO