بسم الله الرحمن الرحيم

في طائرة العودة للديار ..

كانت وجوه الركاب حزينة .. ويكسوها علامات من بداية اكتئاب

وجوه كانت عليها مسحة من الحسرة لمفارقة هذه البلاد الجميلة

وجوه وكأن غم وهم ينتظرهم !!

لا أحد يريد الحديث !! الغالبية ليس لهم نفس للأكل !!

كل يسرح في خياله وذكرياته خلال الفترة القصيرة التي قضاها في ربوع تركيا البهية

اسطنبول .. منطقة السلطان أحمد وتاريخها الاسلامي العريق .. حيوية شارع تقسيم والفرق الموسيقية .. السفن وهي تمر من تحت جسر البسفور .. المنظر الرائع من تل العرائس .. المطاعم والكافيهات والمقاهي .. طعم الطواجن واللحم والتوابل التركيه اللذيذه في فمه .. تتذكر التسوق في المولات الضخمه الحديثة والاسواق الشعبية .. منطقة أيوب ذات الطابع التركي الشعبي الخالص .. الملاهي .. شكل الكنافه وهي تنمط مع الجبنه .. وغيره وغيره من الذكريات الجميله

كل يحدث نفسه بحسرة المفارقين لأحبابهم ..



حتوحشينا يا اسطنبول
ما أجملك يا اسطنبول
ما أروعك يا اسطنبول
حتوحشينا يا اسطنبول

بورصه الجميله

الروقااااااااان في بحيرة سبانجا

وغيره وغيره ..


بعد انقضاء نصف رحلة العودة وتناول وجبة الغداء
تحسنت النفسيات شوي .. ولكن ..

حضرت ذكريات الشمال التركي ..
وحضرت بقوه ..
وضربت فأوجعت ..



طرابزون المنطلقة .. اسطنبول الصغرى

بحيرة اوزنجول الخلابه ..
وياعيني على اوزنجول .. كل من يتذكرها لابد أن يبتسم
إنها الطرب في منظر ..
كل من يتذكرها يذوب في مقعده ويتمنى لو تلف الطائره وتعيده إليها

مدينة ريزا التي تجمع بين كورنيش البحر .. ومطاعمها على قمة جبالها

تلفريك جبل اوردو ..

هدوووووووء قرية هامسكوي ومهلبيتها ..

اطلالات حيدرنبي الخرافيه .. العالم وين وانت وين .. فوق هام السحب

وغيره وغيره من روائع الشمال التركي

يتمنى لو تطول الإجازة .. يتمنى لو أن لديه رصيد من الاجازات .. يتمنى لو معه مال أكثر !!

يتمنى ويتمنى .. ثم ينفخ من نفسه ااااااه طووويله

كان واضح أن الطاقة السلبية تعج بها الطائرة !!

ما عدا شخص واحد فقط !!

شخص بعكس الجميع !!

السعادة في ذروتها لديه !!

يفرك يديه فرحا وشوقا للعودة للبيت !!

لا يطيق الانتظار أكثر من ذلك !! يعد الدقائق والثواني !!

خمسة عشر يوما ً !! بعيدا عن البيت !!
يا الهي !! كيف صبرت خمسة عشر يوما ً !!

إهدأ يابني إهدا .. كلها ساعتين ونوصل جده ان شاء الله

طولنا يا بابا !! ايش به الطيار ماشي على مهله !!

للدرجه ذي وحشتك جده والبيت ياولدي ؟؟

مرررره مرررره

يابكاش .. طيب ايش اللي وحشك ياخويا ؟؟

الحر ولا الرطوبه اللي تستنانا !! ولا الدوام وصحيان الصبح !! ولا الزحمه !!

أجاب الطفل بكل برائه / جدتي

التفت العائلة بكاملها نحوه / نعم !! جدتك !!

اغمض الاب عينا وفتح عينا / ماشي .. وايش كمان ؟

اخفض الطفل رأسه وقال بصوت منخفض / الشطاف

شطاف الحمام !!



انفجرت العائلة ضحكا ..

كان الجميع يعرف سر فرحته بالعودة للمنزل خلاف جدته وشطاف الحمام .. ( وان كان معاه حق في موضوع الشطاف ) ولكن كان هناك شئ بالفعل اشتاق إليه

أعاد السؤال على ابنه وهو يبتسم نص ابتسامه / وايش كمان وحشك ؟؟

رفع الطفل رأسه مفتخراً .. واتسعت حدقتا عينه فرحاً ..

ثم وقف على رجليه .. واعتلى مقعد الطائرة

وصرخ بأعلى صوته ..


البلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااي ستيشن



الفورت ناااااااااااااااااااااااااااايت





يتبع ..