ظلماذا يا معشر الرجال ما زال بينكم من يروّج لفكرة أن مكان المرأة بيتها وأولادها طوال العام، وكأنها خُلقت لتُحبس بين أربعة جدران؟
لماذا لا تُمسك بيدها كما تُمسك بيد نفسك؟ أليست أمانة كما تقولون؟ فلماذا تُفهم الأمانة على أنها قيد لا شراكة؟

تمنحون أنفسكم حق السفر، والخروج، والتغيير، وتجديد النفس، بحجة الضغوط والتعب، وكأن المرأة ليست بشرًا، لا تتعب، لا تضغطها الحياة، ولا تذبل روحها من التكرار والحرمان.
أنتم بين رحلات وأسفار، وفي المقابل تُترك هي حبيسة البيت، تدور في فلك المسؤولية بلا توقف ولا اعتراف.

وإن وُجد بينكم رجل متفهّم، ناصح، عادل، سارع البعض إلى تحذيره:
«لا تعوّدها على الخروج»
وكأن المرأة كائن بلا إرادة، أو طفل يُخشى فساده إن ذاق الحرية، أو صنم مُعلّق لا روح له ولا احتياج.

أي عدل هذا؟
وأي رجولة تُبنى على حبس الشريكة لا على احتوائها؟
وأي استقرار يُصنع بالقهر لا بالمودة؟

المرأة ليست مِلكًا،
وليست أمانة تُغلق بالمفتاح،
وليست أقل إنسانية من الرجل.

هي شريكة حياة،
إنسانة كاملة،
ولها من الحق في التغيير كما للرجل تمامًا.

فالبيوت لا تُبنى بالسيطرة،
ولا تدوم بالحرمان،
وإنما تقوم بالعدل، وتستمر بالرحمة.