ومررتُ بمقاه فاتنة .. يا لرومانسيّة مقاهيك يا فلتافا .!!
وما أغباني .. أنا الغبي محدثك .!!
أنا البائس الذي لطالما أجّلتُ الجلوس في مقاهيك ..!
يا لوقاحتي ..
ما أجمل ذاكرة المقاهي .. والنواصي .!!
هل تسمح لي بأن أعدك بتصحيحِ كل أخطائي في المرةِ القادمة .؟! عندي إحساسٌ عميق بأننا سنلتقي ..
إن شاء الله .. سنلتقي .!
وأكملتُ طريقي ناحية التلّـة الكبيرة ..
وقادتني خطاي لحديقة صغيرة ومتأنقة ..
قد بالغت في تأنقها .!!
ويمر الترامُ الأحمرُ الزاهي .. بضجيجه المزعج .!
وعند نهايةِ الشارعِ الأخير ..
ينعطفُ مبتعدا ناحية فلتافا .!!
تعجبني رشاقته ..
رأيته مرة يتوقف عند الإشارةِ الحمراء .!
فلم أجرؤ على عبور الطريق .. كلهم عبروا إلا أنا .!!
بقيتُ مبحلقا بالسائق الذي يرتدي ملابس لا تناسبه.!
تخيّلتُ نفسي وأنا أجلسُ مكانه ..
وفي رقبتي كل هذه العربات الممتدّة .!!
فجأة .. وجدتُ نفسي في تحد تكنولوجي ..؟!
أفقدُ ثقتي بنفسي حين أقفُ بمواجهةِ الآلات ..!
لا أفهمها .. ولا تفهمني .!
عليّ قطع تذكرتي بنفسي ..
سأركبُ القطارُ الجبلي الباهت والكسول لأعلى التلّة .!
هل سمعتم ببرج بيترين .؟!
إنّه هناك في الأعلى ..
حاولتُ استعطاف العاملين .. لكنّهم اكتفوا بشرح مفصّل لكيفيّة قطع التذكرة .. بهداوة في المرة الأولى
لكنّ اللهجة تغيّرت في المرة الثانية .!
باتت أقل حميميّة ..
فشلتُ مرتين ..!
وفي المرّة الثالثةِ فعلتها .!
لقد فعلتها ..!
لقد تغلّبتُ على تلك الآلـةِ الماكـرة .. والمتـآمرة .!!
إنّـه انتصار لقيم الإنسانيّة ..
ضد حضارة الصلبِ والحديد .!!