وتحرّك القطارُ الجبلي ببطئ ..
نعبرُ الغابة المتسلّقة .. ببطئ .!!
لا أحد يهتم لأنينِ العربات المنهكة ..!
لا أظن بأنّ حيوانا يحترمُ حيوانيته يسكنُ في الجوار!
وسط كل هذا الضجيج .. والضحكات .!
وحين وصلنا ..
اكتشفتُ أنّ عليّ قطع تذكرة أخرى .!
بطريقة إنسانيّة وآدميّة هذه المرّة ..
فتاة فارعة الطولِ تجلس خلف النافذة .!
سلّمتها الكورونات .. وسلّمتني التذكرة .!
لا حاجة إذن لتلك الآلات لتتدخل بيننا .!!
لا يروقني برجُ بيترين .!
هذه الكتلة من الحديد ليست ذات معنى .!
مجـرّدُ قطع حديديّة متشابكة .. باردة
وأيضا بلا رائـحة .!!
وحين تفقدُ الأشياء رائحتها فذلك يعني أنّها فاقدة للحياة
أشارت الموظفة الفارعة الطول لطريق البداية .!
وكأنّي لمحتُ ابتسامة ساخرة .!
إنّها لا تبدو واثقة من قدرتي على الوصول للقمّة .!
شعرتُ بالإثارة .. والتحدّي .!
بدأتُ بهمّة عالية .. وبشحنة معنويّة جبّارة .!
لكنّ البطّارية الأصليّة والاحتياطيّة فضّت بعد دقيقتين!! وحتى مدخراتي من الشحنات المعنوية والعبارات الطنّانة والرنّانة انتهى مفعولها بعدها بدقيقة واحدة .!
لكنّي قاومتُ حتى النّهاية ..
معتمدا على شدّة خجلي من نفسي ..
ومن تلك الفتاة فارعة الطول .!!
ماذا لو عدتُ إليها بعد دقيقتين .؟!
تسابقني طفلة في الوصولِ لخطّ النّهاية ..!
منحتها فرصـة تجـاوزي .. وهزيمتي .!
أنا سعيدٌ بهزيمتي ..!!