18-02-2015, 02:11 PM
|
#2 |
خبير المغرب
تاريخ التسجيل : Jan 2015 رقم العضوية : 1142 الدولة : Morocco الجنس : ذكر المشاركات : 3,157 أوسـمـة: ساري أحمد |
كل الاوسمة:2 (more»)
| | رد: ذِكريات المدينة القديمة تحت زخات المَطـر فيما مضى كُنت أمازح ابن خالي (هيثم) وأقول له : يا عسكري يا عسكري مسكين أنت يا عسكري ، تطبق كل شيء وتنفذ الأوامِر لكن سبحان الله في موقفي هذا لم أستطع إلا أن اضحك بيني وبين نفسي لأني أنا الآن في العسكرية الزوجية ومعسكر مجنونتي .
المطَر ينهمر بغزارة ونوافذ المركبة مؤصدة لكن لأخي رأي آخر !!
فتح جزءاً بسيطاً من النافذة لـ يشعل سيجارته !!
إنها تمطر يا (صاحبي) هل جننت ؟
قال : أجمل إحساس أمر به الآن !!
ولكم أن تتخيلوا المشهد والموقف !!
قال شقيقي : لا تنس الخضروات وخذ بعض (الطون) كي (أنقنق) عليها في المساء و جبن أصفر ومورتديلا و زيتون و زيت زيتون حبذا لو كان وادي سوس !!
تحالف البطون !!
يقول سعد : المغرب يبقى في الذاكِرة يتغلغلُ في الأعماق تحبه النفس ترتاحُ له وله الأرواح تنساق فيه سِر ،بهِ إكسير الجنون وهو التِرياق ، عشقتُ المغرب لدرجة لم أتوقعها بل بلغت بي مراحل الجنون مراتب الخَيال فوق أرائك الحَنين الدائم ، أكونُ في اشتياق دائم حتى وأنا بين ترابه كل شيء لدي غامض أحب أن اكتشفه ومهما اكتشفت فإني أغرقُ قبل بلوغ قعرِ الدهشة التي تعتريني لحسنِ هذا البلد وأهل البَلد وتفاصيله.
وأقول له : حينما أسافِر إلى المغرب وأعود أكونُ متعلقاً بالذكرى وأشحنُ ذاكِرتي وقلبي منه لئلا أفقد النبض العاطفي وأرتعُ في خيالي الخصب وأغدقُ على نفسي بالذكريات وأملأ رئتي بأوكسجينِ الدار البيضاء حتى حين موعد رحلتي القادِمة..!
بدأت دندنة سعد على أوتار الاشتياق لأزمور وجهة دكالة ، هُنا برمج العقل تلقائياً وحضر أبو فهد الدكالي في الذاكرة ، وقلتُ في نفسي : سعد الدكالي وأبو فهد الدكالي، قلتُ له لاحقاً ستذهب لا تخف ، وفي بداية شارع المقاومة على الجهة المقابلة توجد بعض المحلات الصغيرة ومحلبة في أقصى الزاوية ، ضحكت كثيراً حتى بادرني أخي بالسؤال والعتاب بسبب هذه الضحكة قائلاً : زلزلت أركان الشارع ما الذي جرى لك ؟ هل خَطرت على بالك دعابة أو شيء من هذا القبيل ؟
قلت له : هل سمعت بالمشروب الطحلبي ؟
هل جربت اللبن من تلك المحلبة في حي الولفا ؟
قال : الحمد لله الذي عافانا مما ابتليت به يا مجنون وقالها باللهجة العامية [ جالس تنكت وتضحك مع نفسك ] ..!
أخذنا الخضروات والطلبات الأخرى وإلى المَنزِل كانت وجهتنا والهاتِف تظهرُ على شاشته حروف أعز إنسانة وأغلى بَشر (والدتي)..!
أجبت على المكالمة وكلي شوق ولهفة ، سألتني عن الأحوال وعن شقيقي ثم اطمأنت حينما أخبرتها بأن كل شيء على ما يرام وبأنها تمطر الآن ، وسألتني : هل تناولتم الغداء ؟!
و الله لو جُمعت نساء الكون بعضهن فوق بعض وقلوبهن على قلوب بعض ولو أوتين من الجمال والمال والرفعة لما بلغت إحداهن ظِفر أمهاتنا في الحب والعطف..!
سنتناول الغداء بعد قليل بإذن الله...بلغ سلامي لشقيقك عافاك المولى ، وحملتها سلامي لوالدي وإخوتي..! توقيع : ساري أحمد | تولعت بالمغرب وصابني (هبال)..!
مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه..!
دارها البيضا مضرب الأمثال..!
في صخبها والصمت (كازا) عجيبه..!
| |
| |