09-12-2017, 05:26 PM
|
#1 |
مسافر مبدع
تاريخ التسجيل : Mar 2016 رقم العضوية : 8504 الجنس : ذكر المشاركات : 1,206 | 45- مدينة تستور رغم تنوع مشاهدها الطبيعية وطقوسها وتضاريسها وتاريخها، إلا أن تونس اشتهرت أساسًا بـ"سياحة الشواطئ والنزل". لم يركز القائمون على السياحة في البلاد، منذ استقلالها وإلى سنوات قريبة، على استثمار ما تزخر به البلاد من آثار مختلفة أو مناظر طبيعية أو محطات استشفائية أو غير ذلك من المقومات الأخرى، إلا نادرًا.
جبال ومغاور ومياه ومناظر طبيعية خلابة، اجتمعت كلها في مدينة تستور التونسية ومكنتها من حظوة وشهرة، بشكل متسارع، عند جزء من التونسيين أولًا، وهي تطمح لمزيد من الانتشار والانفتاح فيما بعد، فالمدينة التي طالما عرفت بتاريخها الأندلسي، جامعها الشهير وموسيقى "المالوف"، صارت منذ أشهر قليلة وجهة لعشاق المغامرة في أعماق الجبال.
تعرف مدينة تستور، وهي إحدى مدن محافظة باجة، شمالي تونس وإحدى أعرق المدن الأندلسية في المغرب العربي، في نهاية كل أسبوع، حركة ملحوظة مقارنة بهدوئها المألوف. سيارات وحافلات متعددة الأحجام تطل على المدينة، من مختلف المحافظات التونسية، المجاورة والبعيدة نسبيًا، محملة برواد المسالك الجبلية وأحباء الطبيعة، يأتون في رحلات منظمة من قبل وكالات أسفار تونسية وبتنسيق مع جمعية "السياحة البيئية وتنمية المشاريع" في تستور.
وتستور مدينة تونسية، تنام على ربوة في حوض مجردة، شمالي البلاد. تبعد حوالي 80 كيلومترًا عن العاصمة التونسية وتستمد شهرتها تقليديًا من تاريخها الأندلسي، حيث يعود تأسيسها إلى أكثر من 400 سنة إلى الوراء من قبل الأندلسيين المهاجرين. سميت في العهد الروماني بـ"تيشيلا"، وتعني "العشب الأخضر"، وتعود التسمية حسب المؤرخين إلى "تجمع المياه حول مدينة تستور وانتشار السهول فيها".
ويقول بعض المختصين في تاريخ تستور إن تسميتها الحالية تعود إلى "الجبال المحيطة بها والتي تستر المدينة، فصار اسمها تستور". وهي المدينة المحاطة أيضًا بثلاثة أودية، هكذا فإن جمال الطبيعة وتنوع التضاريس ليس جديدًا في تستور، بل كانت الطبيعة مهد اسمها والحياة فيها منذ الأزل، لكنها أخيرًا تستثمر سياحيًا للتعريف بالمدينة والنهوض بها. ويذكر أن تستور تتميز بموقعها الجغرافي الملائم لتعاطي عديد الأنشطة الفلاحية وهو ما أهلها لتكون محل اهتمام عديد الحضارات على مر التاريخ. |
| |