16-03-2015, 05:38 AM
|
#6 |
مجلس الإدارة
تاريخ التسجيل : Dec 2014 رقم العضوية : 16 الدولة : فضاء العرب المسافرون الجنس : ذكر المشاركات : 31,519 | رد: رحلتي إلى إرتريا - أسمرا 1000صوره وحكاية بقلم اصدق ماكتبت (( الحلقة السادسة ))
سمعت صوت الأذان عالياً .. !! كالذي اعتدته في جدة رغم أن الحكومة تتفاخر بعلمانيتها يتربع جامع الخلفاء الراشدين على هضبة مرتفعة قليلاَ خلف كمشتاتو أمامه تمتد حديقة تتدرج حتى تصل إلى مستوى الشارع.
التصميم منح الجامع هيبة و وقار فهو يبدو أكبر من حجمه الطبيعي ، كما أن الوصول إليه يتطلب صعوداً وارتقاء ، وهي معاني لا يبدو أنها جاءت مصادفة حين قرر الأتراك / حكام إرتريا حينها ، بناء الجامع. على الواجهة ذات القبة الخضراء الأنيقة كتب الاسم والتاريخ . كان الحضور التركي طاغياً ، فالباحة تزينها النقوش والقناديل المعلقة تحاكي بجمالها تللك الموجودة في السقف العثماني من المسجد النبوي.
انسابت تلاوة بعربية متقنة ومسحة إفريقية تشتهر بها الدول التي تقرأ برواية ورش ، ظللتنا الأحرف شجناً وعذوبة. كنت أستمع إلى الآيات وكأنها المرة الأولى .. شيء مختلف عما اعتدته في الصلوات السريعة العابرة ..... إسلام إرتريا جميل
من أكبر وأهم الجوامع في أرتريا ، ومعلم من أبرز معالم العاصمة أسمرة ، ومصدر من أهم مصادر الإشعاع الإسلامي في المجتمع الأرتري المسلم. يتسع جامع الخلفاء مع أجنحته لعشرة آلاف مصل ، ويتصل به من جانبيه مبنى المكتبة الإسلامية ، ومبنى مدرسة المعهد الديني الإسلامي. والجامع يعتبر محور النشاط الإسلامي في المدينة ، ففيه تقام المناسبات الإسلامية ، وفيه تلقى الدروس العلمية ، وإليه يتجه زوار المدينة من الرسميين وغير الرسميين. ونظرا للمكانة الكبيرة التي يحتلها هذا الجامع . سرت قليلاً حتى أصبحت في كاتدرائية القديس جوزيف بقدر ما قرأت عنها لم أتخيلها هكذا .. نقلني المشهد من إفريقيا إلى قلب أوروبا . ( الإيطاليين حين شيدوها فبل مئة عام
أرادوا من خلال ذلك تطبيق مالم يستطيعوه معمارياً في روما ) كان واضحاً أن هذا الفن يعتمد على ترف التفاصيل الموحية بالأناقة ، قرأت هذا الكلام مراراً في ويكيبيديا ولم أفهمه إلا هذه اللحظة . تتناثر جموع على عتبات الكاتدرائية الواسعة ، بعضهم يستريح والبقية جذبهم إغراء الإطلال على المارة من أعلى.
لمحت الباب مفتوحاً ، بل ورأيت مجموعة تعبره لم أكن أريد أن أدخل كنيسة ، ولكن حسمت أمري واجتزت العتبات حتى أصبحت مقابل الباب الخشبي الكبير.
دخلت وأريت مقاعد خشبية تملأ قاعة دائرية كبيرة ، وهو الشكل نفسه الذي نشاهده في الأفلام ، مقاعد واسعة ومتجاورة خلف بعضها بشكل منظم مع مساحة مستطيلة فارغة في منتصف القاعة . نظرت إلى الأعلى لم يكن جمال الكاتدرائية الخارجي ليضاهي داخلها ، تناثرت على الجدران الداخلية رسومات بديعة ، رأيت صورة كبيرة لمريم العذراء وبين يديها عيسى عليه السلام رضيعاً. كانت الصور تتعاقب في السقف بشكل دائري متناسق فكنت مضطراً للدوران في مكاني من روعة المكان.
ولكن عندما تذكرت قوله الله تعالى : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا )[ مريم : 88 - 95 ] خرجت من المكان مسرعاً بعدما أحسست أن قلبي
كاد أن يقف من خشية الله عزو جل.
واصلت سيري غرباً حتى بلغت مقهى على شارع كمشتاتو ، شدني موقعه الذي يتوسط الشارع تقريباً ، إضافة إلى أنه يضج بالحياة كما يبدو من تنوع وجوه مرتاديه. اقتربت باحثاً عن مكان ، بينما أعين الجالسين تتجه نحوي ، رغم أن معظم الكراسي تتحلق حول الطاولات بشكل دائري ، فأنه أكثر الزبائن كانوا يجلسون بشكل يجعلهم في مقابلة المارة والقادمين الجدد. كان المقهى أشبه بمسرح مكتظ بينما العرض هي وجوه المارة.
بدا لي لا مكان شاغر ، كدت ، اتراجع باحثاً عن مقهى أخرى لولا إحدى العاملات أشارت لي بكرسي فارغ ، لم أستوعب إشارتها في البدء فقد كان الكرسي هو الوحيد الخالي ضمن أربعة تحيط بإحدى الطاولات. فيما بعد عرفت أن الإرتيريين رجال ونساء لا يجدون حرجاً في تشارك الطاولات مع أشخاص لا يعرفونهم. قصص هذا الشارع كثيره ، أكمل أعتقد أنكم مليتوا ... صح للحلقة بقية .. |
| |