4


كان سور جدة يحيط بها كاحاطة السوار بالمعصم
بناه الوالي العثماني حسين الكردي 912 هـ نتيجة كثرة الأطماع بالمدينة
حيث أنها كانت بوابة الحرمين الشريفين .
وقد قام السور بالمطلوب منه تماماً عدا أنه تعرض لتهدم بعض اجزاءه
لدرجة أن بعض الرحالة تكلم عنه بشكل مسهب مما يدل على وجوده حينها
بينما البعض الآخر لم يذكره اطلاقاً رغم أهميته .
هدم هذا السور عام 1367 هـ ابان الحكم السعودي مما يعني جودة بنائه
لبقائه ما يقارب 455 عام وكان الهدم لضرورة التوسع .

لا تزال حدود السور واضحة لمن يعرفها و استبدلت بطريق مسفلت شبه دائري
مع وضع بوابات حديثة تشير لمكان الأبواب القديمة مع اختلاف مواقعها قليلاً .

كان للسور سبعة أبواب وهي كالتالي :


باب مكة : لأنه باتجاه مكة المكرمة ناحية الشرق وكان لخروج الحجاج والبضائع اليها
باب شريف : مدخل الى جدة من الناحية الجنوبية وبجواه كان أول مستشفى بجدة
باب البنط : مدخل للبضائع القادمة من البحر وكلمة puntas بالاسبانية تعني الميناء
باب الصبة : مدخل للحبوب المستوردة وكانت تصب عنده ثم توزن قبل نقلها للمستودعات
باب المغاربة : امام سوق المحمل حالياً وكان يستخدم لدخول الحجاج
باب المدينة : ناحية الشمال للحجاج المسافرين الى المدينة
باب جديد : وهذا آخر الابواب أضيف بالعهد السعودي لدخول السيارات لاتساعه

كان لكل باب بصاص أي بواب يراقب حركة الداخلين والخارجين

داخل السور توجد أربعة حواري :

حارة الشام : سميت بذلك لانها باتجاه الشام وكانت السفارات والقنصليات قديماً فيها
حارة البحر : سميت بذلك لأنها محاذية للبحر
حارة اليمن : سميت بذلك لأنها باتجاه اليمن
حارة المظلوم : لتسميتها قصة قديمة شابتها بعض الأساطير تأتي معنا لاحقاً

خارج السور تكونت عدة حواري مع قدوم الكثير اليها من القرى
منها حارة برا و حارة السبيل و حارة بني مالك و حارة الكندرة و حارة عنيكش وحارة الرويس
كما كان يوجد خارج السور مبنى القشلة بالقرب من باب جديد
وهي تعني الثكنة العسكرية باللغة التركية

كانت حركة تجارية دؤوبة داخل المدينة من القاطنين فيها و القادمين اليها
انتشار المقاهي و كثرة الأسواق و المساجد دليل على ذلك

5


ما هو سبب تسمية حي المظلوم ؟
ومن هو المظلوم ؟


تقدم أحد الأغوات للالتحاق بالسلك العسكري و تم رفضه ابان الحكم العثماني
وكلنا يعرف الاغوات عبر خدمتهم للحرمين الشريفين لسنين طويلة
غضب الاغوات من هذا الرفض و أقدموا على منع الصلاة في الحرم النبوي لأكثر من أسبوع
عارضهم في هذا شيخ يدعى عبدالكريم البرزنجي و أخذ ينصحهم بالتوقف عن هذا


لما بلغ الخبر شريف مكة غضب كثيراً فقرر نفي بعض الأغوات وعقاب البعض الآخر
لكن هذا لم يعجبهم فأرسلوا للوالي العثماني يطلبون حكمه و ذهب اليه شيوخهم
و أخبروه أن سبب الفتنة هو عبدالكريم البرزنجي


علم بهذا البرزنجي فهرب من المدينة الى جدة و بقي مختبئاً خارج أسوارها
لمدة من الزمن لكنه قرر الذهاب للعمرة.
بعد انتهائه من الطواف قابله الجنود في طريقه الى المسعى فأمسكوا به
و ارسلوه الى والي جدة بكير باشا الذي قام بسجنه حتى حضر شيوخ الأغوات
من المدينة و أبلغوه بأن هذا هو رأس الفتنة .


بعد أن نصبت المشنقة و أيقن البرزنجي أن لا مناص
قال : يا أهل جدة أشهد الله أنني برئ و أعدم اليوم ظلماً .
فأخذ الحاضرين بالترديد : سيدي يا مظلوم الله على الظالم .


تم تنفيذ الحكم و أصبح البرزنجي جثة هامدة و تركت جثته لمدة يوم كامل
على المشنقة مما أثار أهل جدة الى أن وصل الامر الى بكير باشا الذي أمر بدفنه
و تم ذلك في مقبرة أمنا حواء بعد الصلاة عليه في مسجد الشافعي .


بعد هذه القصة خرجت أساطير و خرافات كثيرة منها
أنه كان فيه صوت ينادي بالليل مظلوم مظلوم مظلوم يسمعه كل أهل جدة
كما سمعت من يقول أنه عند شنقه خرج منه الدم و كتب مظلوم على الأرض .


هناك عدة روايات اخرى لسبب تسمية الحي بالمظلوم
لكن الكثير من المؤرخين رجح الرواية أعلاه

معلومات جدآ جميييله عن جده