09-09-2023, 06:11 PM
|
#9 |
مسافر متألق
تاريخ التسجيل : Sep 2022 رقم العضوية : 47737 الدولة : دولة الكويت الحبيبة الجنس : ذكر المشاركات : 600 | كنا قد وصلنا إلى كهف الخفافيش وأنزلنا سائق القارب وكان الجمع كثيف من الزوار ، وكنت قد لمحت عند وصولنا بسارق صغير ينظر للناس ويتلفت بخلسة لتسنح له الفرصة للسرقة والهرب بسرعة ، وهنا ما كان مني إلا أن نبهت والدتي بأن تأخذ الحذر من هذا اللص المشهور بخفة اليد ، فقد كانت تمسك بيدها – حفظها الله – كيس صغير به قنينة ماء صغيرة وبعض المحارم الورقية ومناديل معطرة للتنظيف إن احتاجتها ، ولكن لم تلقي لهذا التحذير بالا ، فما كان من هذا اللص إلا أن قفز مسرعا وحاوزل انتزاع الكيس الذي بيدها ، وهنا صرخت أمي مرعوبة من هذا الموقف ، وبسرعة أخذت الكيس من يدها وتشبثت به ، والزوار طردوه فقفز إلى مكان آخر ، مع أن هناك لوحة تحذر من عدم إحضار أي كيس خوفا من هذا الموقف ، وهذا اللص يا رعاكم الله ما هو إلى القرد .
قامت موظفة الإستقبال مشكورة بحفظ الكيس عندها ، ولكن ارتعبت والدتي من هذا الموقف الذي لم تأخذ تحذيري على محمل الجد .
كانت القرود تمشي معنا على حافة الدرج تنتظر أن يلقي أحد لها شيء لتأكله ولكن لا تؤذي أحد . دخلنا الكهف وكان السعر بسيط 2 رينغت للكبير و 1 رينغت للصغير ، وكان على الجميع أن يخفض رأسه جيدا حتى لا يصطدم بالحجارة التي أعلاه ويمشي ببطء حتلا يتزحلق ، كان منظر الخفافيش جميل ولكن ذات الحجم الصغير والبعض منهم يطير حولك وهي لا تؤذي فهي من نوع آكلي الثمار والفواكه .
كان منظر صواعد ونوازل الكهف جميلة جدا فهي قد تكون منذ مئات ملايين السنين ، وأكملنا السير لنصعد على جسر خشبي مبني على مياه قد جفت قليلا ونرى من حولنا أشجار المانغروف ونسمع أصوات الحشرات الغريبة وأصوات الطيور ( العام الماضي كانت المياه عالية ) أكملنا مسيرنا للخروج غير طريق الدخول وأيضا أخفضنا رؤوسنا بسبب الأحجار ، وأيضا كانت القرود هنا وهناك تنتظرنا والبعض منهم يحمل طفله الصغير ينظر إلينا .
الحمدلله وصلنا على خير وسلام وركبنا القارب لنستمر بطريقنا في هذه الرحلة المميزة ، كان من ضمن الجولة الوقوف على مزرعة الأسماك العائمة المختلفة لرؤيتها وأيضا تناول الطعام ، ولكن آثرت بعدم الوقوف عندها لأنني ذهبت إليها العام الماضي ولم تكن ذاك الشيء الذي يذكر من رؤيته ، تابع السائق سيره حتى وصلنا للبحر المفتوح وساحل تايلند نراه أمامنا من بعيد ، وشاهدنا هذه الكلمة تنتصب شامخة على الجبل .
جلست في مقدمة القارب والسائق مسرع والهواء عليل ومياه البحر ترشنا حتى وصلنا إلى نهاية الرحلة ، وكان الجميع سعداء . عند تجمع القوارب هناك أكشاك عديدة البعض يبيع القبعات والآخر المشروبات البادرة والفواكه المحلية ، وقد لفت انتباهي أن الأسعار بسيطة ورخيصة ولم يتم استغلال الوضع بأن المكان سياحي كما هو حاصل في بعض الدول ، وهذا ما لمسته أيضا في أمكان أخرى في ماليزيا . الأخ علي عند عودتنا بالسيارة أخبرت السائق بأنني أريد أن أتوقف عند قارعة الطريق وقد حددت له المكان المطلوب لأشتري منه فاكهة الأناناس وراموبوتان ، أما كيف اهتديت لهذا الرجل ولماذا هو بالذات فهي قصة سأرويها ، بينما كنت أجمع معلومات عن رحلتي هذه كنت شاهدت فيديو باليوتيوب لأحد الرحالة وقد توقف عند هذا الرجل واسمه " علي " وهو رجل بسيط جدا ابتسامته على وجهه يده اليسرى لا يستطيع أن يحركها يبيع الأناناس وهو بنفسه يزرعها ويبع بعض الثمار الأخرى ليعيش من خلال بيعها .
ومن بساطته قال للرجل أن سعر ثمرة الأناناس 7 رينغت وأعطاه فوقها ثمرة أخرى مجانا ، واشترى رزمة من الرامبوتان وأعطاه فوقها حزمتان . ولكن المكان كان غير واضح للاستدلال على مكانه ، فما كان مني إلا أن دققت بالفيديو جيدا وعرفت مكان محل مشهور لديهم يقف الأخ " علي " مقابله وأدخلت عنوان المحل بخريطة غوغل وكبرت الصورة لأستدل تماما على مكانه ، وعندما أخبرت السائق عنه قال أعرفه فهو ابن منطقتي ، وبالفعل ذهبنا إليه وسلمت عليه واشتريت منه ، فسبحان الله تجد بعض الباعة سمح إذا باع ويرضى بعيشه البسيط .
عدنا للمنتجع ننشد الراحة القليلة لنكمل يومنا بالذهاب إلى مطعم ياسمين الشام وهذا موقعه Link ، الذي كان لدي تجربة غير سارة المرة الماضية ، ولكن هذه المرة كانت الخدمة أفضل مع أن الشاب الذي يقوم على خدمة الطاولات هو نفسه ، وطلب كل واحد طبقه الذي يشتهيه وكان عبارة عن تبولة ، ورق عنب ، كباب دجاج ، سكالوب دجاج ، شيش طاووق ، صحن حمص . وبعد الإنتهاء جاء وقت التوجه لمحلات الشوكولاتة وقد تبضعنا بعض منها ، ومشينا في هذا الطريق الطويل متجهين إلى محل المقهى INSTEA وهذا موقعه Link الذي يقدم القهوة والعصائر الطازجة ، وما هو مميز عنه مشروب البارد summer supreme fruit tea الذي يحتوي على 8 أنواع طازجة من الفواكه المنعشة ، وبعد الشرب تتناول الفواكه لتعطيك إنتعاشا مزدوجا ، وقد قابلت صابحة المقهى وتذكرتني من العام الماضي ، ولديهم هدية لم أحب وهي عبارة عن قنينة زجاجية تشبه العطر يضعون بداخلها العصير الذي تشتهيه لتعطي منظر كأنه عطر ، وقد أشتريت منها فارغة لأننا على سفر .
عدنا بعدها للمنتجع ونحن لا نريد هذا اليوم أن ينتهي ، ولكن غدا موعد جديد غدا لأحداث جميلة ومميزة لمطعم خطير في طعمه لا أعتقد أن الكثير منكم يعلم عنه أو من زاره سيدرك أن مكانه في مرتفع وغير معروف حتى لبعض الماليزين ، وليس هذا فحسب بل كانت زيارة قد خططت لها ابنتي قبل سفرنا لمكان قد أحبته المرة الماضية ، وأما أنا فقد خططت لزيارة ما يطلق عليه بازار معلم الذي انصدمت من ..... |
| |