الحلقة التاسعة عشر
4/17 - مدينة الأنوار



نعود لاستكمال نهارنا وقد وقفنا عندما بدأ قاربنا بالتحرك في رحلة بحرية عبر نهر بوتراجايا الخرافي الرحلة البحرية أو كما تسمى Cruise Tasik بحد ذاتها مشروع شهير في كوالالمبور وماليزيا ككل، فهي ليست مجرد قوارب تسير بك عبر الجدول. بل استثمار له موظفون وعبارات وبرامج كثيرة: قوارب مكشوفة، عبارة عادية، مع إفطار، مع عشاء، أو حتى مع إفطغداء رحلة الفجر، رحلة غنائية ومساج، ساعة، ساعتين، نصف نهار....وغيرها الكثير... وكله بسعره..طب وتخير، حتى يمكنك استئجار جزء من الجسر لبعض الحفلات... كان نصيبنا رحلة ساعة بالعبارة بمبلغ 55 للكبير و35 للصغير، و150 للعائلة كاملة...أيوه إحنا إحنا العائلة كاملة.


حوالي ساعة تقضيها بالعبارة وهي تسير بك في الجدول الصغير وعلى يمينك ويسارك قصور الحكام وفلل كبار الموظفين والحديقة الغناء....العبارة جيدة ونظيفة وبها مكان داخلي وآخر خارجي للتصوير.... ستعجبك بالتأكيد... وأما طيف النسيم فسيتركك طليقاً تنشد مع الشابي أغاني الحياة


خلقت طليقاً كطيف النسيم........................وحراً كنور الضحى في سماه

تغرد كالطير أيـن اندفعـت....................... وتشدو بما شاء وحي الإله















يسمى المسجد النحاسي ...أظن واضح ليش


واضح كمان مين صور هاي الصورة













































وأما لمحبي الفيديو فهذه هدية عبده المتواضعة




بعد العودة من الرحلة، كان الجوع قد أخذ منا كل مأخذ، طلبنا من الله الرزق، فرزقنا مطعماً طيباً شهياً يدعى Steam N Grill يبدو أنه لا يزال في بداية طريقه في ماليزيا، لكنه بالتأكيد شهي جداً ولربما سيكون له أمر في المستقبل مثل ماري براون الشهير (بالمناسبة كان له موقع مميز على النت ولا أدري سبب إغلاقه لذا وضعت لكم صفحته على الفيسبوك)

بعض الهمبرغر اللذيذ والسمك الألذ والعصائر الطازجة بمبلغ 100 رنجت.






في عمان لو بحكي لواحد أعطيني همبرغر أسود لو سمحت ...بفكرني بتمسخر عليه



أذن المغرب، صلينا في مسجد بوتراجايا خلف إمام ذي صوت شجي ندي، ثم تجهزنا للذهاب إلى الوجهة الأخيرة في يومنا قبل الأخير.












كان الليل قد أرخى سدوله على البلد، وهم الجميع بالعودة إلى المنزل، لكن بالنسبة لعبدالرحمن- سائقنا الهمام – كان الأمر مختلفاً، فرغم أنه لم يبق من موعدنا إلا ساعتان تقريباً، إلا أنه قبل أن يأخذنا إلى منطقة شاه علم البعيدة حوالي 50 كم عن بوتراجايا، وبالتحديد إلى مدينة الأضواء والنور – لا ليست باريس – وإنما I-City .


المدينة الذكية أو I-City هي ليست مجرد مدينة ألعاب، وإنما هي في الحقيقة مشروع لبناء مدينة متكاملة ذكية وصديقة للبيئة، المشروع مقام على حوالي مليون قدم مربع تحوي أبراجاً سكنية، وأخرى تجارية، مجمعات ومساجد، فنادق وحدائق، وغيرها الكثير. كل هذا تحت مشروع طموح قد ينتهي العمل فيه بحلول 2020 تقريباً.


طبعاً كسياح وصلوا إلى المدينة بعد الساعة التاسعة مساءً لم نستطع التجول كثيراً في أرجائها، وإنما توجهنا فوراً إلى مدينة الملاهي فيها، توقفنا قبلاً واشترينا بعض الأغراض لبرهوم الصغير، ثم وصلنا إلى الشارع المؤدي إلى مدينة الملاهي، زحمة شديدة جداً وعدد كبير جداً من السيارات تسير في شوارع داخلية حسب توجيهات الشرطة والأمن والتي أغلقت بعض الشوارع الهامة، توقفنا عند حاجز رئيسي فأشار لنا الشرطي بالذهاب لليمين كباقي السيارات، أنزل عبدالرحمن الشباك بهدوء وتحدث معه كلمتين فقط، فسمح لنا الرجل بالمرور.... ضج الأولاد فرحاً بما حدث، وبصراحة اندهشت من الموقف، عادة يسمح للسيارات الفارهة والأرقام المميزة بدخول الشوارع المغلقة، أما سيارتنا الكركعة !! سألته ماذا قلت له؟ فقال: قلت له أنا شخصية هامة في البلد ....ضحكنا كثيراً على هذا الموقف الذي لن أنساه....ولغاية اليوم يتحدث الأولاد بهذه القصة ..أما أنا فأثار استغرابي العدد الضخم من الزوار لهذه المدينة وفي مثل هذه الساعة من الليل.


عندما لاحت معالم المدينة



تحوي مدينة الألعاب مجموعة مشاريع بداخلها مثل: الألعاب المائية، متحف الشمع، قاعة الرعب، القرية الثلجية، قاعة ألعاب الفضاء، ساحة ألعاب الأطفال، وأخيراً الساحة المضاءة التي تعمل 24 ساعة في اليوم، واسمحوا لي أن أقدم لكم مخططاً للمدينة، والذي لم أجده في النت على أي موقع زرته










السهم الأحمر يشير حيث أنزلنا عبدالرحمن ..وكان الشارع كله مغلقاً عن بكرة أبيه


بعض الخدمات في المدينة




لا يمكنك استخدام المال بداخل المدينة، بل يجب عليك أن تشتري البطاقة الممغنطة وتشحنها وسيكون الدفع فقط عبر بطاقة المدينة، شراء الأغراض، دخول الألعاب، المبيت بالفندق، الحلويات والآيس كريم، كله بالبطاقة الممغنطة والتي تحوي نظام معقد للنقاط ويمكن شراء النقاط عبر النت وغير ذلك من الخيارات الواسعة التي لم أزعج نفسي بمعرفتها، فقد كان هدفنا فقط هو إسعاد الأولاد والتمشي بالساحة المضاءة بملايين مصابيح ال LED.
صلينا العشاء متأخرين في المصلى المتواضع، ثم انتقلنا بعدها إلى ساحة الألعاب، قاد الأولاد السيارة العصرية الحديثة، وركبوا في العربة المعلقة التي تمر بين الأشجار المضاءة وهذه اللعبة من أجمل المناظر التي قد تشاهدها إذا كنت من محبي الإضاءة الملونة في الليل. وإذا فوتها فستكون قد فوت الكثير... وأما حلول فكان نصيبها الخيول الراقصة التي رفضت مغادرتها لفترة طويلة والتي رفضوا إدخالها إلا بوجود مرافق (أنا طبعاً ) ... أود أن أنوه أن الموبايلات كانت في الرمق الأخير عند وصولنا إلى I city


























لعبة حلول ...مرة بالطابق الأرضي


ومرة بالأول ....لا ما تعبت وقتها بالمرة


العربة المتنقلة بين الأضواء


















نصيحة لا تفوتوا الفيديوهين التاليين







جلسنا قليلاً نرتاح بجانب النافورة الراقصة، وإذا بعائلة ماليزية تقيم فرحاً أو احتفالاً ما، تجمع الجميع وبدؤوا احتفالاً عفوياً استمر ربع ساعة تقريباً.






خبطني الحماس وكنت بدي أروح أدبك معهم ...


كان التعب قد استبد بنا جميعاً، وشعر الأولاد بالتعب الشديد، وطلبوا العودة للبيت، فلم نختبر الكثير من ألعاب icity والتي انقسمت الكثير من الآراء بين مؤيد ومعارض لزيارتها. توقفنا بالطريق عند إحدى محطات الوقود لشراء فطور سريع للغد.


قد تبدو الصور التالية غريبة بعض الشيء وقد تبدو مجرد صور ضعيفة التقطت عبثاً من صمور هاوٍ ... ولكن في الحقيقة لها وقع غريب لدي، حيث أصابتني في تلك اللحظة حالة وهم سبق الرؤيا أو ما يعرف عالمياً باسم Dejavu ... حيث شعرت بأنني كنت هنا قبلاً ... ومررت بهذا المكان مع العائلة ..... ويدأت ألتقط ما استجمع جهازي من صور لحظية فيما استجمع عقلي نفسه على حكمة ستكون نصيحتي الخضراء لهذا الجزء









رجعنا إلى الفندق بعد منتصف الليل، وقد ذهبت طاقتنا فلم تكن أحسن حالاً من طاقة جوالاتنا، لكن عبدالرحمن ظل يبتسم بسعادة بالغة أن رآنا سعداء.. طلب عبدالرحمن مبلغ 250 رنجت. إلا أنني رفضت إلا أن أعطيه 350 رنجت نظير زيادة الوقت، ودماثة خلقه التي جعلت يومنا سعيداً حقاً. بالطبع واعدته غداً لبعض المشاوير قبل الذهاب للمطار وكان الاتفاق...

وهكذا غفت ماليزيا ليلتها الأخيرة عل أكتافنا المنهكة، فيما استلقينا بحضن دافئ ونوم مطمئن عمييييق



النصيحة الخضراء الأخيرة: الدنيا فرصة رائعة للسعادة ... عندما نريد ذلك