25-02-2016, 11:40 AM
|
#11 |
عضو قدير
تاريخ التسجيل : Dec 2014 رقم العضوية : 732 الجنس : انثى المشاركات : 1,600 أوسـمـة: Deena |
كل الاوسمة:2 (more»)
| | خرجنا من الحديقة باتجاه السلطان أحمد... الطريق -نسبياً- ليست طويلة ويمكن قطعها مشيا على الأقدام لكن صعوداً باتجاه المسجد.. ولكن شعرنا بالتعب والجوع كما أن الوقت تجاوز الرابعة .. ففضلنا ركوب المترو رغم صعوبة العثور على مكان للوقوف في المترو بسبب الزحام ..
كان الزحام على أشده في محطة السلطان أحمد وما حولها، فالجو مشمس واليوم عطلة. قررنا تناول وجبات الغداء في أحد المطاعم المقابلة تماما للمحطة .. واخترنا وجبتي اسكندر دجاج وشيش طاووق .. لذيذة جدا وللأسف نسيت سعرها  
في الخامسة والنصف كنا في الفندق، ورغم أننا سلمنا الغرفة سابقاً إلا أننا استعملنا كل المرافق وتمكنّا من الوضوء والصلاة واستخدام الإنترنت والراحة وشرب الشاي في بهو الفندق الصغير .. إلى أن حان موعد وصول الباص في السادسة ..
خرجت إلى مدخل الفندق وبدأت أبحث عن الإيصال مقابل تذكرة الباص .. فتشت كل مكان ممكن ولم أجد الإيصال ! شعرت بتوتر وطلبت من صديقتي انتظار الباص إلى أن أذهب إلى المكتب وأخذ منهم إيصالا أو أية ورقة بدل الضائعة..
- اذا جاء باصنا خليه يستناني
- كيف رح اعرف انه باصنا
- اسألي ان كان من الشركة الفلانية ورايح للمطار .. او شوفي أسماءنا أن كانت معه..
- مممم بالانجليزي؟
- لا بالصيني .. أقول.. دقيقتين وبرجع بس أوعي يفوتنا الباص .. ما معنا فلوس لتذاكر تانية !
- .......
ركضت إلى المكتب وشرحت لهم الأمر فأعطاني -مشكورا- وصلاً بديلاً.. وعدت جريا لأنني رأيت باص المطار على باب الفندق، على وشك المغادرة، وصديقتي العزيزة تنظر إليه وتشاور نفسها إن كانت ستسأله أو لا ..
الحمدلله وصلت في الوقت المناسب وأعطيته الوصل وركبنا الباص .. بصراحة أنّبت صديقتي الغالية لأنني في كل مرة أحثها على تحسين لغتها الإنجليزية وفي كل مرة تعدني بذلك دون أي تقدم .. وهذه المرة كنا سنتورط فعلا لو ذهب الباص بدوننا ..
طبعا أنبت نفسي ولمتها أكثر بكثير من صديقتي .. فنحن صرفنا بالفعل كل ما نحمل من نقود، والمبلغ كان برأيي كبيراً جداً لأربعة أيام وتوقعت أن لا ألمس أكثر من نصفه.. هذا طبعا قبل أن أرى أسواقهم .. وبالتالي لم أحمل معي حتى بطاقة ائتمان أو بطاقة البنك .. كانت غلطة تعلمت منها الكثير ولكن الحمدلله لم تسبب أية مشاكل فعلية ..
في الباص فهمت ماذا تعني "زحمة اسطنبول"... كان الزحام خيالياً في أزقة لم أتوقع أصلا أنها مفتوحة للسيارات .. فقد مرّ الباص في طريقه على مجموعة كبيرة من الفنادق -الصغيرة والكبيرة- في اماكن متباعدة وأزقة ضيقة صاعدة وهابطة ومتعرجة ... ووقف في إحدى المرات لنصف ساعة كاملة على "طلعة" تؤدي لفندق صغير ..
حينها هنّات نفسي على اختيار باص الساعة السادسة .. ولم يعكّر صفو تلك السعادة سوى سيدة دنماركية ملأت الباص صراخاً وضجيجاً لأن موعد طائرتها هو التاسعة .. والساعة بلغت السابعة ونحن لا زلنا في حواري اسطنبول الصغيرة وما حولنا لا يبشر بإمكانية الخروج منها قبل وقت طويل ...
وصلنا المطار قرابة الثامنة وسط عاصفة غضب من تلك السيدة.. والتي كان من دواعي سروري البالغ أن أدعها تمر قبل الجميع .. لم أدخل المطار إلا بعد أن اطمأننت إلى أنها تلاشت عن الأنظار ومن حقها الغضب صراحة فطائرتها كانت على وشك الإقلاع ...
أما نحن فكان معنا من الوقت ما يزيد على ثلاث ساعات .. فأخذنا كل الوقت اللازم لإجراءاتنا والتجول -مفلسين- في المطار .. .. قبل العودة إلى بلدنا حاملين معنا صورة تختلف اختلافاً كلياً عن تلك التي كانت في أذهاننا لاسطنبول .. الشوارع والناس والأمسيات، وكل ما فيها من جمال لم أصدق يوماً أنه بذلك السحر إلى أن وقعت تحت تأثيره بكل إرادتي ...
مُـــــذهــِـلَــة ..
مـَــا هــِي بَس قِصَّـــة حِسِن،
َرغمِ إِّن الحِسْـــنِ فِيهَا -بحدِّ ذآتَه- مُشـــكـِــلَـة! توقيع : Deena | "فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفّني مسلماً وألحقني بالصالحين"
| |
| |