~~ كوبا ... حين توقف الزمن.. ~~

dam10 · 23-10-2016, 12:18 AM

الكازا Casa particular

وترجمته الحرفية : منزل خاص ، وهو أحد مصادر الدخل المهمة للأهالي في كوبا حيث يتم تأجيرها على
المسافرين والسياح لمدة قصيرة في الغالب وقد تشمل وجبة الإفطار على حسب ما يتم الاتفاق
عليه ،و بعضها يقدم خدمات أخرى تدفع قيمتها لاحقاً كغسيل الملابس أو وجبة العشاء ،
و في بعضها تكون لديه مرافــق إضافية كالمــسبح و صالة الألعاب ،
و يمكن تقسيم أنواع الكازا إلى قسمين أساسيين :

1 / نوع يأخذ شكل غرفة أو أكثر داخل أحد المنازل سواء كانت بدورة مياه مستقلة أو مشتركة ،
أما المطبخ و الصالون فمشترك ، وفي الغالب أن المدخل إليها واحد مع اصحاب
المنزل وقد يوجد في بعضها مدخل خاص بالنزيل ..

2/ نوع يأخذ شكل المنزل الصغير أو الشقة بحيث يكون كل ما فيها من غرف مخصص للآجار سواء
أجرت بالكامل لنفس المجموعة أو استأجر غرفها أفراد مختلفون وبقية أجزاء المنزل
أو الشقة خاص بالمستأجرين طيلة مدة بقائهم ..

والدولة تأخذ ضريبة على أصحاب تلك المنازل و تلزمهم بأخذ بيانات النزيل كاملة ويبدو أنهم شديدون
في تطبيق هذا الجانب ومتابعته كما رأيت بنفسي حيث حرصت كل العائلات التي
سكنت لديهم على ذلك قبل تسليمي للغرفة ..

يتبقى الأمر الأهم وهو كيف يمكن للمسافر أن يعرف أن هذا المنزل لديه كازا يؤجرها ؟ والإجابة
سهلة و واضحة لكل من يتجول وسط المدن الكوبية فكل منزل يقدم هذه الخدمة
ستجد عند مدخله علامة زرقاء اللون ( كما في الصور أدناه ) ..

وعن كيفية حجز أحدها بشكل مسبق قبل السفر فهناك مواقع عديدة تقدم مثل هذه الخدمة وما عليكم
سوى البحث عن هذه العبارة casa particular مع إضافة اسم المدينة أو حتى الحي وستخرج لك
قائمة كبيرة يمكنك الاطلاع عليها ، والحجز في الغالب سيكون عبر مراسلة الكازا نفسه
عبر بريده الموضوع في صفحته مع تحديد التاريخ ، أما كيفية الدفع فأغلب المواقع
لن تجد فيها ميزة الدفع عبر الانترنت لكن كثيراً منها يطلب صورة من حجز
الطيران والتأشيرة للتأكد من جدية الطلب كما حصل معي في
إقامتي الأولى في هافانا ، وبعضها قد يطلب
تحويل المبلغ أو جزء منه ..

الوصول إلى هافانا

حينما وصلت إلى هافانا قرابة الثانية ظهراً حيث تبقى قرابة 45 دقيقة على بداية المباراة طلبت من سائق الأجرة أن ينزلني
قرب محطات الحافـلات فيازول لأن المنــطقة غنية نوعاً ما و سأجد فيها بعض ( الكازات ) التي تحتــوي على تلفاز إن لم
يكن في الغرفة نفسها ففي الصالون وتبقى شقة تلك العجوز خياراً أخيراً ،تجولت قليلاً وسط الحي محاولاً الاستماع
لأي صوت لحفل الافتــتاح حتى وجدت ضالتــي عند تلك الفيلا و التي سبق و أن قدمت إليــها بعد ترينيداد لكن
أصحابها أرشدوني على شقة تلك العجوز ، ما أن طرقت الباب حتى فتحت لي الزوجة ( وهي كما أسـفلت
سمراء وزوجها أبيض ) وأطلت بابتسامتها وكأنها تقول ( أنت من جديد ؟! ) وأومأت برأسي مبتسماً ،
وعندها أطل الزوج من الباب الداخلي وكان يرتفع عن الفناء 5 أو 6 درجات وتهامسا قليلاً ولم
يكونا بحاجة إلى ذلك فلن أفهم أغلب ما يقولانه حتى لو كانت محادثتهما صراخاً .. عندها
طالبتني بالاقتراب والدخول إلى فناء الفيلا والانتظار قليلاً ، بعد دقيقتين أو ثلاث
أطلت علي ابنتهما وكانت سمراء وعمرها لا يتجاوز الرابعة عشر رمقتني
بنظرة عــابرة ثم دخلت لعــدة دقائق أخرى و كأنــها ترى شكل من
سيسكن في مـنزلهم و يخالطهم هل يســتحق الســماح له
بهذا الشرف أم لا ؟ و أعترف أني قلت بعــض الكلــمات
بالعامية لو سمعوها وعرفوا معناها لاســتمروا في
مطاردتي حتى الخروج من هافانا مفادها هل
ترغبون في تزويجي ؟!! ولولا المباراة لما
مررت من أمام منزلكم فضلاً عن
الدخول والسكن معكم

أطل الأب مرة أخرى والذي رأيته بعد ذلك منكباً على قراءة الكتب وطلب مني الانتظار في صالون الفيلا مع ابنه ذو
البشرة البيضاء ويتجاوز عمره العشرون عاماً ولا يتكلم الإنجليزية حيث أتت اللحظة التي أبحث عنها بمتابعة
المباراة معه ، دخلت معه في نقاش باسم بلغتي الإشارة و كرة القدم حيث كان يميل لقطــب المدينة
الأكبر وأنا مع كل ما ينتمي لأرض الفضة ، أطلت الأم مجدداً فسألتها هل تم الموافقة على زواجـي
منهم .. أقصــد على السكن عندهم أم أذهب إلى مكــان آخر ؟ فقالت نعم و أن ابنتها تقوم
بترتيب الغــرفة فسألتها إن كان فيها تلفاز فأشــارت بالإيجاب عنــدها هدأت نفسي
وشرفني السكن مع أمثالهم .. بعد أن أنهت الابنة ترتيب الغرفة و كانت في
الطابق الأرضي دعتني لرؤيتها وكانت لغتها الإنجليزية مقبولة جداً فقلت
لها أنني موافق على أخذها لهذين اليومين الأخيرين في كوبا دون
النظر إليها واتجهت نحو الأب متسائلاً عن سعرها فأشار إلى
ابنته وأنها هي من تحدد السعر فقالت 20 أو 25 cuc
بحد أقصى ولم يكن معي صرف آنذاك فقالت
متى ما توفر معك سلمني إياه ..

دخلت إلى الغرفة مباشرة ودون تركيز بتفاصيلها للحاق ببقية المباراة حيث امتدت إلى ضربات الترجيح ، بعد أن انتهت
المباراة بدأت بتمعن الغرفة والتي كانت ديكوراتها بناتية تماماً ، فاللون الوردي يسيطر على تفاصيلها واللوحات
المعلقة لا تخلو من صور لبعض الفنانين وصور لها ، وخزائن الملابس كنت أظنها خالية وفتحت أحد أبوابها
لأضع حقيبتي فيها فلم أجد فراغاً من كثرة ملابسها فانتهيت عن فتح بقية الأبواب ، أما دورة
المياه – أعزكم الله – وستارتها فكان لرسومات باربي نصيب منها ، عندها تخيلت لو
أن أحداَ يعرفني رآني في مثل تلك الغرفة ما عساه يقول ؟!! وكانت تراودني
نفسي كثيراً بتصويرها لكني في النهاية أحسست أنه من المعيب
أن أقوم بذلك فما فيها خاص جدأ لصاحبته ..

بعدما خرجت من الغرفة جعلت بابها مفتوحاً لا لأنهم لا يملكون مفتاحاً آخر فهذا محال لكن ليعلموا أن بإمكانهم الدخول
متى شاءوا لجزمي أن الفتاة ستحتاج لأخذ بعض أغراضها ، وأنا في طريقي للخارج استوقفتني الزوجة وأعطتني
نسخة من مفاتيح الفيلا وأشارت إلى الفناء الخلفي حيث يتواجد مسـبح متوسط و أن بإمكاني السباحة
متى ما أردت ذلك ، توجهت نحو وسط المدينة و نحو بعض الساحات الرئيسية لرؤية إن كان شــغف
الكرة الأوروبية عالياً عنــدهم لكني لم أواجه سوى القليل من الشباب الذي يرفعــون شعارات
الفريق الفائز لكن الجميل أن هناك أعداداً أكبر من العادة ممن يلعبون الكرة وسط الأحياء
وهو أمر أعادني للوراء سنوات عدة حيث كان لمفعول تلك المباريات الكبيرة أثر كبير
في بث الحماس على أبناء حينا آنذاك ورغبتهم في تطبيق بعض مـا رأوه .. ،
وفي بقية اليوم لم يكن هناك شيء يستحق الذكر و عدت إلى الفــيلا
( وكانت ليلة الأحد ) والتي يبدو أن لدى أهلها ضيوفاً إضافة إلى
تواجد والدا الزوجة فدعوني لمشاركتهم طعام العشاء لكني
اعتذرت.. ، وقد تلحظون أحبتي أنني ركزت كثيراً على
إخباركم بألوان بشرة أفراد العائلة لا لشيء
سوى تأكيد اختلاط أعراق الشعب
الكوبي وبعدهم عن التعصب ..

بعض الصور للكازا من أحد مواقع الإنترنت لعيون أبو عبدالله

غرفة البنت فيها ثلاث خزائن على الأقل

يظهر في طرف الصورة السفلي مرفق أحد الجدين

وسنواصل الحديث لاحقاً عن آخر الوجهات والتي استمرت لعدة
ساعات حيث مدينة فاراديرو الساحلية

Haksa77, فيصل, ابو عبدالله و 4 آخرون معجبون بهذا.

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
أماكن من الزمن الجميل في وسط البلد في القاهرة	وداعك حي	بوابة مصر	37	17-06-2020 08:44 PM
التقرير الأول:- رحلتي إلى كوبا - عين على السماء	عين على السماء	بوابة امريكا اللاتينية	65	05-12-2019 10:49 AM
ما ادري الزمن معاند و الا القدر ( قطر 2015 )	هاوية الاسفار	بوابة قطر	60	28-02-2016 11:03 PM
من ارث الزمن جئنا ^سور مجرى العيون العظيم	بلادنا الحلوه	بوابة مصر	7	24-05-2015 09:17 AM
إلى طرابزون دون توقف	فتاة الدمى	تركيا	28	09-05-2015 11:05 PM