مرحبا من جديد وسامحوني على التأخير غير المقصود أبدا لكن الصحة مش مساعدة !

انتهينا في اليوم السابق عند إعداد الحقائب استعداداً لمغادرة الساحرة الجميلة لنكاوي. شيء ما في داخلي كان يقول لي أن علينا تغيير المخطط وتمديد فترة السفر .. ولكن الغلبة كانت لصوت العقل والضمير فالرحلة تستغرق يوماً كاملاً بحسابات فرق التوقيت وبالتالي سيكون وصولنا في يوم عمل وهذا غير وارد إطلاقاً..

ولهذا السبب قمت من نومي في صباح اليوم التاسع وأنا أشعر بغصة واكتئاب خفيف .. سرعان ما انتزعه استيقاظ الوحش الصغير الذي أخافنا بالأمس.. وهو في حالة غريبة من الانبساط و"الزهزهة" فطلب مني ان أصوره عدة صور وهو يحتضن أباه واخوته وابتسامته العريضة تثير ريبتي حتى فكرت في قراءة نشرات الادوية التي تناولها بالأمس ولكني كنت سعيدة بأنه تحسن بعد مرضه المفاجئ والحمدلله ..

نزل الجميع للإفطار فيما أنهي بعض الأعمال .. وفجأة وصلتني رسالة إلكترونية من موقع بوكينغ، ملخصها (نأسف لعلمنا بأنكم لم تتمكنوا من الحضور واستلام غرفكم في فندق دايانغ باي لنكاوي، ونرجو العلم بأننا سنقوم بخصم كامل المبلغ من بطاقة الائتمان التي استخدمت للحجز وفقاً لشروط الحجز التي وافقتم عليها)..

إذا الجماعة يريدون اللعب القذر حسناً! أنا حاورّيهم

في عالم الفنادق يوجد إلغاء وتعديل للحجز كما توجد حالة تعرف باسم No show وهي عدم الحضور إلى الفندق دون أن تتصل وتلغي حجزك.. وهو غالبا ما يتم لأسباب قاهرة خارجة عن الإرادة ويعامل معاملة الإلغاء فيما يتعلق بالنقود. يعني إذا كان الحجز غير قابل للاسترداد يخصمون المبلغ كاملا.. وهذا هو حجزنا! بالتالي كانوا يخططون لخصم قيمة 3 ليالي من البطاقة - بالإضافة إلى الليلة الأولى التي دفعنا ثمنها ..

ولكن (على مين يابا!)... عندما يتعلق الأمر بحقي لا يمكنني التهاون ولو كان مبلغاً زهيداً. اول خطوة قمت بها هي الرد على الرسالة باختصار ووضوح لأنني لا أستطيع الإسهاب بسبب اقتراب موعد الطائرة والأشغال المستعجلة. قلت لهم ما ترجمته "أن هذا افتراء من الفندق .. فنحن حضرنا واستلمنا الغرفة وحدثت مشكلة وصلت إلى الشرطة.. ولهذا أرجو منكم الانتظار قبل خصم المبلغ حتى أوضح لكم الأمر بالكامل مع الإثباتات."

حصلت على إجابة فورية بأنهم سيوقفون الخصم إلى أن أرد عليهم سريعاً.. ثم نزلت للإفطار وتسجيل المغادرة من الفندق الجميل

أولادي أعجبوا بالفندق والمعاملة اللطيفة للغاية.. وفوجئت بأن ابنتي أخذت نموذج الملاحظات والشكاوى لتكتب لهم شكراً على حسن ضيافتهم وتعاملهم.. ثم وضعت عنواني الإلكتروني ليردوا عليها !




والجميل أن الفندق ردّ بعد وصولنا الأردن بيومين في رسالة باسمها هي، ففرحت بها كما لو كانت غنيمة ثمينة


سيف مستعد للمغادرة



وصل رملي ليأخذنا إلى المطار.. وحاول إقناعنا بالبقاء يومين آخرين لأننا لم نقم بكل ما أردنا القيام به.. ولأنه أصبح صديقا للأولاد. وعدناه بأننا سنعود إن شاء الله .. وأهديناه علبة من الحلويات العربية (البرازق) أعجبته كثيرا.

المطار صغير وغير مزدحم ولكن الحركة كانت بطيئة على الكاونترات .. قضينا وقت الانتظار في التصوير مع النسر هههه



وكان الذهاب إلى الطائرة سيرا على الأقدام تجربة ممتعة للأطفال لم يجربوها من قبل. في هذه المرة أمسكت كتابا ولم أرفع عيني عنه حتى تحركت الطائرة وبالتالي تجنبت الإحراج الذي واجهني في الرحلة السابقة بشأن تغيير المقاعد.. رحلة سلسة وسريعة أوصلتنا إلى مطار كوالالمبور الضخم حيث كان سائقنا الأول عبد الرحمن في انتظارنا ..

في الطريق إلى المدينة شاهدت هذا المسجد الجميل لم أعرف ما اسمه - وبالمناسبة رأيت في لنكاوي وكوالالمبور مساجد رائعة الجمال ذات تصاميم مميزة لكن لم أصور أيا منها للأسف..










طلب زوجي من السائق التوجه إلى سوق الخضار والفواكه لشراء كمية منها للسفر - بعضها نجده في الأردن كالمانغو والأناناس ولكن البعض الآخر لا يتوفر وأردنا أخذ كمية بسيطة معنا. أخذنا إلى ما يشبه الحسبة -السوق المركزي- وفيه أيضاً أسماك ولحوم وغيرها، مقابل فندق ريجنسي في كوالالمبور... طبعا نزل زوجي فقط للشراء لأن الزحام والرائحة لا يطاقان ثم توجهنا إلى الفندق


عدنا إلى فندقنا الحبيب لانسون بليس وكنا قد بيّتنا النية للغداء في مطعم عثرنا عليه قبل مغادرة كوالالمبور ولم يسعفنا الوقت حينها ... وهو مطعم صغير اسمه فيول شاك Fuel Shack (برغر فيول + شيك شاك) عند مخرج الأكواريوم في كي ال سي سي. ولهذا ، ولاننا جميعا نشعر بالجوع، فقد بدلنا ملابسنا سريعا واتجهنا إلى كي ال سي سي للغداء في المطعم .. وكان بالفعل يستحق أن نضعه في مخطط طويل الأمد فالطعام لذيييييذ لذيذ والأسعار معقولة جدا.. طلبنا أشياء كثيرة وكان الحساب 100 رينغيت فقط !! المطعم متخصص بالبرغر والهوت دوغ والوجبات السريعة لكن مذاقها بالنسبة لنا كان ممتازاً... طبعا طبعا بدون صور