09-12-2017, 05:10 PM
|
#11 |
مسافر مبدع
تاريخ التسجيل : Mar 2016 رقم العضوية : 8504 الجنس : ذكر المشاركات : 1,206 | 38- مدينة اوتيكا الرومانية
يقال عن أوتيكا Utica إنّها أوّل الموانئ التجاريّة الفينيقيّة التي ركّزت في الأرض الإفريقيّة، ربّما حوالي 1100 ق.م ( بل يدقّق بلينيوس : 1101 ). لكنّ الموقع التاريخيّ تأسس قبل هذا التاريخ، ربّما في العهد اللوبيّ كما تدلّ على ذلك البادئة " أو" التي تعني " من " في لغة الأمازيغ. وعلى كلّ فقد استخرجت منه، على مستوى الرمل البكر، أحجار من الصوّان وآثار موقد يحتوي على قطع من الفحم وحطام عظام حيوانات متحجّرة.
ولأنّ أوتيكا كانت أسبق من قرطاج، فقد لعبت مدّة طويلة دور العاصمة قبل أن تحلّ محلّها جارتها التي تأسّست في أواخر القرن التاسع ق.م والتي قوي سلطانها بسرعة. ورغما عنها، ارتبط مصيرها بمصير جارتها فعاشت فترات من الازدهار والرخاء، كما عاشت أيّاما حالكة. لكنّها، في المنعرج الحاسم، عندما احتدمت المجابهة بين قرطاج وروما، اختارت التحالف مع روما فاستحقّت أن تعود، في سنة 146 ق.م، لمدّة 130 سنة، عاصمة لأفريكا. ثمّ مرّت بها تقلّبات، شأنها في ذلك شأن أغلب المدن القديمة في البلاد التونسيّة، انتهت في القرن السابع بتقهقر لا رجعة فيه.
أمّا موقع أوتيكا الأثريّ، الذي كان على ضفاف المتوسط، فهو اليوم على بعد 12 كم من البحر من جرّاء تراكم الرّمال المتأتية من نهر مجردة في شاطئه. وتوجد على السطح بعض البنايات، خاصّة " دار الشلاّل " الرائعة، وكذلك دور أخرى، ومعابد وفوروم وحمّامات وآثار مسارح وملاعب ومدرّجات، الخ...
ولعلّ الأهمّ، وإن كان غير مشهود، يتمثّل في مستوى تحت الأرض الذي خلّص من الأنقاض وكشف عن مقبرة بونيّة كبيرة. ولقد زوّدتنا القبور التي تعود إلى القرن السابع ق.م بأثاث جنائزيّ ثمين، أعطانا معلومات عن العقائد السائدة في تلك الفترة وعن نمط عيش السكّان وأنشطتهم وغير ذلك... |
| |